مركز همسة ومروة حسن.. احتفاء بالإنسانية وتكريم للإرادة


في لوحة إنسانية بديعة، تتعانق فيها الألوان بالحب والتقدير، أقام مركز أول همسة للتخاطب وصعوبات التعلم بقيادة الدكتورة مروة حسن، عضو مبادرة نقلة نوعية، احتفالًا مميزًا لتكريم ذوي الاحتياجات الخاصة، ليؤكد أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في غياب الإرادة والعزيمة.
جاء الحفل امتدادًا لرسالة سامية، تهدف إلى إدخال السرور على قلوب أصحاب الهمم، وزرع البسمة على وجوههم، وإعلاء قيم التقدير والعرفان لما يقدمونه من إبداع وقدرة على تحدي الصعاب، وللتأكيد أن هذه الفئة الكريمة جزء أصيل من نسيج المجتمع المصري، لا ينفصل عنه، بل يثريه.
وقد شهد الحفل مشاركة واسعة من أعضاء مبادرة نقلة نوعية بمحافظة المنوفية، إلى جانب حضور عدد من الشخصيات المجتمعية البارزة، التي اجتمعت لتعلن بوضوح أن مصر لا تعرف التفرقة بين أبنائها. وتجلّت هذه الروح الوطنية في مشهد مهيب، حيث شارك كل من الدكتور عبدالفتاح فاروق إمام مسجد الشنوفي، والأنبا نيقولا راعي كنيسة السيدة العذراء بجريس، ليضربا معًا أروع الأمثلة في الانسجام والوحدة الوطنية التي طالما كانت درع مصر وسر قوتها.
ولم يقتصر الاحتفال على الكلمات والمظاهر، بل كان رسالة حب وتقدير حقيقية، شارك فيها عدد كبير من الشخصيات العامة المحبة للعمل الاجتماعي والخيري، ممن حضروا ليؤكدوا أن المجتمع لا يكتمل إلا بمشاركة جميع أبنائه، وأن أصحاب الهمم ليسوا على الهامش، بل في قلب الوطن وضميره.
إن ما قامت به الدكتورة مروة حسن ومركز همسة ليس مجرد حفل تكريم، بل هو دعوة صريحة إلى إعادة اكتشاف كنوز القدرات الكامنة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، واستثمارها في بناء مجتمع أكثر عدلًا وتوازنًا. فهؤلاء الأبطال هم عنوان للإصرار، وشركاء حقيقيون في صناعة المستقبل.
إنها رسالة إنسانية قبل أن تكون احتفالية، تؤكد أن مصر بتاريخها وعراقتها لا تنسى أبناءها، وأن كل همسة تقدير اليوم ستظل صدى في قلوب أصحاب الهمم، تدفعهم للمزيد من الإنجاز والعطاء.