”الظّهير الحقيقي لا يُستعار”


في زمنٍ تتقاطع فيه الأزمات وتتسابق فيه الأصوات، لم يعد كافيًا أن يتزيّن الحزب السياسي بالشعارات أو أن يختبئ خلف لافتاته... فالشارع اليوم لا يصغي للقول، بل يُحاور الفعل، ولا يمنح ولاءه إلا لمن يسكن وجعه.
الحزب الذي يريد أن يصير قوة فاعلة لا صدى موسميًا، عليه أن ينزل من برجه التنظيمي، ليصير صوتًا للناس ووجعًا معهم وأملًا فيهم.
خطاب يُفهم لا يُفسَّر
أول الطريق إلى قلب المواطن هو خطابٌ يُشبهه: واضح في ملامحه، صادق في نواياه، يخرج من الشارع ويعود إليه محمّلًا بالحلول لا بالتبريرات. الحزب الذي يُتقن الإنصات قبل الإلقاء، هو من تُفتح له القلوب قبل الصناديق.
من الفعل تبدأ الحكاية
ليس التواجد بين الناس موسميًا يُستدعى قبيل كل اقتراع، بل هو مسؤولية ممتدة، تُقاس بمدى ما يُقدّمه الحزب من مبادراتٍ تُلامس الحاجة، وتَرفَع المعاناة، وتُكرّس الثقة.
قوافل، إصلاحات، دعم تعليمي، حوارات مجتمعية… تلك هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الشارع.
الكادر... مرآة الحزب
لا يُبنى الظهير المجتمعي بكثرة الأعضاء، بل بجودة الحضور. فالحزب بحاجة إلى كوادر ميدانية، صادقة، مُثقّفة، قادرة على التفاعل والمبادرة، تُجسّد فكر الحزب لا تكرره.
الظهير لا يُستعار... بل يُبنى
الشارع لا يقف خلف اللافتة، بل خلف الموقف. وحين يلمس المواطن أن الحزب ليس مجرد "صوت"، بل ضمير حيّ يعمل في صمت، ويحيا لأجله، سيقف خلفه لا اختيارًا، بل اقتناعًا.
الحزب الذي يريد من الشارع أن يكون له ظهيرًا، عليه أولًا أن يكون للناس سندًا لا متحدثًا باسمهم فقط.
فمن زرع الثقة حصد الولاء، ومن توسد همّ الناس بات الناس درعه الحقيقي في مواجهة أي عاصفة.
الناس لا تنتمي إلى حزب… بل تنتمي إلى من يشبههم ويصدقهم.