الإثنين 4 أغسطس 2025 03:41 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

”غدًا.. مصر على موعد مع الشيوخ: صوتك شهادة ومسؤولية”

النهار نيوز

مع أول شعاع للفجر، تتأهب لجان الاقتراع في مختلف ربوع مصر لاستقبال المواطنين غدًا، في يوم جديد من أيام الديمقراطية التي تكتب فصولها مصر الحديثة بثقة وإرادة شعبها، إذ تنطلق انتخابات مجلس الشيوخ 2025، ليقف المواطن أمام الصندوق شاهدًا لا مجرد ناخب، ومسؤولًا لا مجرد مُصوّت.

في هذا الاستحقاق البرلماني الفارق، لا يُنتخب المرشح فقط، بل تُجدد الثقة في الدولة، وتُجسد الشراكة الشعبية في صناعة القرار، وتُكرّس ثقافة الحوار والتشريع والمراقبة. فمجلس الشيوخ، باعتباره الغرفة الثانية للبرلمان، هو منصة للعقول والخبرات، يُعنى بتجويد القوانين ومراجعة ما يحال إليه من قضايا كبرى تتعلق بالمصير الوطني والمسار السياسي.

أصوات الغد.. صوت وطن لا صوت فرد

غدًا، ليس مجرد موعد انتخابي، بل هو اختبار للوعي الوطني، ومرآة تعكس مدى التلاحم بين المواطن ومؤسسات الدولة. فالصوت الذي تدلي به هو أكثر من حبر على ورقة، إنه توقيعك على عقد الولاء للدستور، وإقرارك بأنك شريك في بناء المستقبل، لا متفرجًا على مشهد الوطن من مقعد الصمت أو التردد.

الرسالة الحقيقية للمرشحين والناخبين

في ظل أجواء المنافسة، وبين حملات انتخابية تتفاوت في وعودها وخطاباتها، يبقى الوعي هو البوصلة. فليس المهم كثرة الشعارات، بل صدق النوايا، وليس المهم عدد المؤتمرات، بل عمق الرسالة وقدرة المرشح على تمثيل الناس لا التزين أمامهم. أما الناخب، فواجبه ألا يغيب، وألا يُهمل صوته أو يبيعه أو يُهدره، فالتاريخ لا يرحم المتقاعسين إذا ما استُبيحت الحقوق أو تهاوت الكرامة العامة.

غدًا.. نكتب سطرًا جديدًا في دفتر الوطن

مصر لا تُبنى بالصمت، بل بالفعل. والناخب ليس زائرًا لمقر اللجنة، بل فاعلًا في صياغة المشهد. وأمام التحديات الإقليمية، وتحولات الداخل، تبقى الديمقراطية هي الحصن المتين، ومجلس الشيوخ هو عقل الدولة الثاني، الذي يصغي ويناقش ويفصل في الرأي، في ضوء الحكمة الوطنية والنظرة الشاملة.

فلتكن لجان الغد ساحة لعرس ديمقراطي، وعيونًا ترقب الوطن لا المصالح الضيقة، ولتكن المشاركة عنوانًا للوفاء لا مجرد أداء للواجب، ولتعلُ رايات الانتماء فوق كل حسابات العزوف أو الاستسلام للواقع.


غدًا نُدلِي بأصواتنا من أجل الوطن، لا من أجل المرشح فقط. نُدلِي بها لأن مصر تستحق أن نكون أوفياء لها في يوم القرار. وغدًا، حين تُفتح صناديق الاقتراع، سيكتب كل مواطن بيده سطرًا في صفحة الوطن، فإما أن يُشرّف بها نفسه وبلاده، أو يتركها بيضاء فتُكتب في سجل الغياب.

مصر تناديك غدًا… فلا تتأخر عن نداء الوطن.

إنتخابات مجلس الشيوخ