الكاتبة الصحفية شيرين عصام تكتب عن السبب الخفي وراء انهيار الزيجات


الزواج رابطة مقدسة تقوم على المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين، لكنه أحيانًا لا يصمد أمام بعض العوامل الخارجية التي تتسلل إلى الحياة الزوجية بهدوء، لتتحول إلى شرخ عميق قد يصل إلى الطلاق. ومن أبرز هذه العوامل تدخل الأهل، سواء من جانب الزوج أو الزوجة.
تدخل الأهل.. نية طيبة ونتائج وخيمة ففي الغالب، لا يكون تدخل الأهل بنية الإفساد، بل بدافع الحب والخوف على أبنائهم. ولكن مع الوقت، يتحول هذا التدخل إلى تدخل في الخصوصيات، وإملاء للقرارات، وانتقاد دائم للطرف الآخر، ما يزرع الشكوك ويضعف الثقة بين الزوجين
فتدخل أم الزوج في شؤون البيت، وطريقة تربية الأبناء، أو انتقادها المستمر للزوجة.
تدخل والدة الزوجة في قرارات ابنتها، وتحريضها على العصيان بدعوى الدفاع عن حقوقها.
تدخل الأهل في كل خلاف صغير، وتحويله إلى معركة كبيرة تنتهي بالطلاق بدلًا من الحل بالحوار.
من النتائج السلبية لتدخل الأهل
1. فقدان الاستقلالية داخل العلاقة الزوجية.
2. تفكك الثقة بين الشريكين.
3. تفاقم المشاكل البسيطة وتحويلها إلى أزمات يصعب علاجها.
4. الطلاق كحل أخير بعد سلسلة من التدخلات الفاشلة.
كيف نحمي الزواج من تدخل الأهل؟
1. وضع حدود واضحة منذ البداية، مع احترام الأهل وتقديرهم.
2. تعزيز الثقة والتواصل بين الزوجين.
3. حل الخلافات داخليًا دون إشراك أطراف خارجية إلا عند الضرورة القصوى.
4. نشر ثقافة أن الزواج شراكة بين اثنين فقط، وأن الأهل دورهم
استشاري وليس توجيهي.
النية الطيبة لا تكفي إذا لم تُضبط بالحكمة. فكما أن الأهل سبب في بناء الأبناء، يجب أن يكونوا سندًا لا عبئًا في حياتهم الزوجية. وإذا أراد الأهل الخير حقًا، فعليهم أن يبتعدوا خطوة للخلف، ويدعوا أبناءهم يخوضون حياتهم ويتعلمون من تجاربهم، فالسعادة لا تُفرض... بل تُبنى بالحوار والثقة والخصوصية.