الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:18 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : هل تنخرط مصر في حرب دفاعا عن النفس ؟

النهار نيوز

كالمعتاد حاز خبر سقوط حطام مسيرتين عسكريتين في مدينتي طابا و نوبيع هذا الأسبوع علي أحد أكبر و أسرع الهاشتجات في مصر ، وتحدث البعض عن احتمالية انخراط مصر في حرب جديدة للدفاع عن النفس ، و ربط أخرون الحدث بمصطلح " الدفاع عن النفس " في إشارة لميثاق منظمة الأمم المتحدة الذي هذا الحق بالشرعي و الطبيعي .

كان المتحدث باسم الجيش المصري ذكر في تدوينة على صفحته بفيسبوك: "في إطار متابعة نتائج التحقيقات الجارية بمعرفة اللجنة المختصة في حادثي سقوط جسم غريب بنويبع وطائرة موجهة بدون طيار بطابا ...وبتحليل وجمع المعلومات أسفرت نتائج التحقيقات بأن عدد ( 2 ) طائرة موجهة بدون طيار كانت متجهة من جنوب البحر الأحمر الى الشمال حيث تم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة ما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان بنويبع.. إضافة إلى سقوط الأخرى بطابا".

يعرّف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 العدوان العسكري بأنه "استخدام القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي، أو بأي طريقة أخرى لا تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة".

وعناصر العدوان العسكري كما حددتها الأمم المتحدة هي:

  1. استخدام القوة المسلحة: يشمل ذلك استخدام الأسلحة التقليدية، مثل الدبابات والمدفعية والطائرات، بالإضافة إلى الأسلحة غير التقليدية، مثل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

(2) من قبل دولة: هذا يعني أن عمل العدوان يجب أن يتم تنفيذه من قبل دولة، أو من قبل مجموعة أو فرد يتصرف نيابة عن الدولة.

(3) ضد سيادة دولة أخرى أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي: يعني هذا أن العمل العدواني يجب أن يكون موجهًا ضد سيادة دولة أخرى أو سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي.

(4) أو بأي طريقة أخرى تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة: ويعني ذلك أن عمل العدوان يجب أن يكون متعارضاً مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة إلا دفاعاً عن النفس أو بتفويض من الأمم المتحدة. مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قائمة تضم سبعة أعمال محددة يمكن تصنيفها على أنها أعمال عدوانية، وهي:

(1) غزو أو هجوم القوات المسلحة لدولة ما على أراضي دولة أخرى، أو أي احتلال عسكري، مهما كان مؤقتًا، ناتجًا عن هذا الغزو أو الهجوم، أو أي ضم بالقوة لأراضي دولة أخرى أو جزء منها؛

(2) قصف القوات المسلحة لدولة ما أراضي دولة أخرى أو استخدام أية أسلحة من قبل دولة ضد أراضي دولة أخرى؛

(3) الحصار المفروض على موانئ أو سواحل دولة ما من قبل القوات المسلحة لدولة أخرى؛

(4) هجوم القوات المسلحة لدولة ما على القوات البرية أو البحرية أو الجوية أو الأساطيل البحرية والجوية لدولة أخرى؛

(5) استخدام القوات المسلحة لدولة ما والتي تكون داخل أراضي دولة أخرى بموافقة حكومة الدولة الأخيرة، بما يتعارض مع الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية أو أي تمديد لوجودها في تلك الإقليم إلى ما بعد الانتهاء من الاتفاقية؛

(6) قيام دولة بالسماح باستخدام أراضيها، التي وضعتها تحت تصرف دولة أخرى، من قبل تلك الدولة الأخرى لارتكاب أعمال عدوانية ضد دولة ثالثة؛

(7) إرسال عصابات أو مجموعات مسلحة أو قوات غير نظامية أو مرتزقة من قبل دولة ما أو بالنيابة عنها، للقيام بأعمال القوة المسلحة ضد دولة أخرى على درجة من الخطورة ترقى إلى مستوى الأعمال الأخرى المذكورة أعلاه، أو تورطها بشكل كبير في تلك الأعمال.

ذخر التاريخ بسابقات خطيرة لدول قدمت ادعاءات لا أساس لها من الصحة بالدفاع عن النفس ضد العدوان العسكري، ولعل أبرز الأمثلة البارزة حادثة خليج تونكين عام 1964، والتي استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير تصعيدها لحرب فيتنام، حيث زعمت الحكومة الأمريكية أن زوارق الدورية الفيتنامية الشمالية هاجمت مدمرتين أمريكيتين في خليج تونكين، لكن الأدلة اللاحقة أظهرت أن هذه الهجمات كانت إما ملفقة أو مبالغ فيها إلى حد كبير، ودامت الحرب منذ تلك الحادثة حتي عام 1975 .

من المهم أن نلاحظ أن هناك فرق بين الدفاع عن النفس والعدوان، الدفاع عن النفس هو استخدام القوة لحماية النفس من هجوم وشيك وغير قانوني، لكن العدوان ، في أبهي صوره ،هو استخدام القوة لغزو أو احتلال دولة أخرى.

ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية إدانة العدوان ومحاسبة المعتدين، فعندما تطلق الدول ادعاءات لا أساس لها من الصحة بالدفاع عن النفس من أجل تبرير عدوانها، فلا ينبغي للمجتمع الدولي أن ينخدع، ويجب على المجتمع الدولي أن يدافع عن مبادئ القانون الدولي ويدعم سيادة جميع الدول.