رواية حلم العمر .. الجزء الثالث ”أصعب قرار”
النهار نيوزالنهار نيوز
للكاتب - أحمد قنديل
إقرأ أيضاً :-
الجزء الاول
https://www.alnahar.news/61744
الجزء الثاني
https://www.alnahar.news/63710
قرر الشاب بعد تفكير عميق أوشك أن يدمر رأسه أن يبتعد عن الفتاة التي أحبها قلبه ، وسار أسير هواها بعدما سمع ما قاله والدها .
دخل في نوبة نفسية سيئة للغاية ، وظل بدون طعام طوال اليوم حتي صباح اليوم التالي .
بدأ الشاب يفكر كيف يسترد كرامته ، فقرر عدم التحدث في هذا الأمر نهائيا ، وعدم المرور أمام منزل الفتاة ، حتى لايراها فتتحرك غرائزه .
ظل يبتعد عن محل إقامة الفتاة ، وأخذ يشغل نفسه بالعمل والابتعاد عن هذه القرية .
حاولت الفتاة التواصل معه بشتى الطرق لكنها فشلت في ذلك ، وكانت تنظر من شرفة المنزل ليلا ونهارا ، متمنية أن تراه ، وفي يوم من الأيام سمع والدها امرأتين تتحدثات والدة الفتاة ، وتقولا أن هذه الفتاة تحب هذا الشاب ، وهو أيضا يحبها ، وكان والدها رجلاً شديدا ومحافظا .
سأل زوجته عما سمعه ؟
فقالت له:- لاصحة لهذا الكلام نهائيا .
لكنه اغتاظ مما سمع منهن وقرر أن يوافق على اى شخص يتقدم لخطبتها !
عاد الشاب إلى منزله من العمل ، وهو في طريقه إلى المنزل رأى الفتاة في شرفتها ، فحاولت أن تتحدث إليه بالاشارة ، لكنه استدار بوجهه إلى الناحية الأخرى .
تعجبت الفتاة من ذلك !
وقالت :- ماذا حدث ؟
لماذا يفعل ذلك؟
هل تخلى عني ؟
أم كان يلهو بي ؟
كادت الفتاة أن تفقد صوابها ، فهي لا ترى مبرراً لما يحدث !
مرت أيام قليلة وإذا بأحد الأشخاص يتقدم لخطبتها .
تحدث الأب مع زوجته ، واعلمها بمجئ أحد الأشخاص لخطبة الابنة ، وعلينا أن نعطيه الرد بعد يومين .
عرضت الأم على ابنتها الأمر ؟
ردت الإبنة بطلب فرصة للتفكير !
فى الصباح الباكر ، ذهبت الفتاة إلى المنطقة التي يعيش فيها الشاب ، وكانت إحدى شقيقاته تقف أمام المنزل .
ظلت الفتاة تتحدث مع شقيقته بصوت عالي حتى يسمعها الشاب ، وفجأة خرج الشاب من منزله .
إستيقظ الأب من نومه ، ولم يجد الفتاة بالمنزل !
سأل الأم عنها ؟
فقالت أرسلتها لشراء بعض الاشياء من السوق .
سألها الأب عن رأى الإبنة في أمر الخطبة ؟
قالت:- تحدثت معها ، وطلبت بعض الوقت للتفكير .
تناول الأب وجبة الإفطار ،ثم ذهب إلى عمله
عادت الفتاة إلي المنزل ، والدموع تملأ عيناها ، وخيبة الأمل تكاد أن تقتلها ، مما حدث لها ، فهي لا تصدق ما رأته من الشاب التي أحبته بصدق ، وتمنت أن تعيش العمر بجانبه ، لكنها تعرض لصدمة حينما خرج الشاب من منزله ولم يلتفت إليها وهي تقف بجوار شقيقته ، وكانت تتحدث معها بصوت عالي عن ذاك الشاب الذي يريد خطبتها ، وهي غير موافقة عليه ولا تريده ، وكانت تقصد أن يسمع الشاب حديثها ، لكنه لم يلتفت إليها !
ظلت تبكي إلي أن سالت الدماء من أعينها .
دخلت الأم عليها ، ورأت الدموع تسيل على وجنتيها فتعجبت من أمرها وسألتها :-
ماذا حدث لك؟
هل قام أحد بمضايقتك؟
ردت الفتاة لا ، أنا متعبة بعض الشيء!
مكثت الأم بجوارها حتى هدأت .
تحدثت الأم مع ابنتها ، وأخذت تنصحها وتذكرها بإرادة الله تعالى " والقسمة والنصيب"
نظرت الإبنة إلي والدتها وقالت :-
أماه أنا موافقة على طلب خطبتي .
ابتسمت الأم ولكن أحست بجرح ابنتها التي تحاول أن تعوض نفسها بمن يملأ الفراغ الذي تولد لديها !
دعا الأب خطيب ابنته إلى الحضور ، حتي يتم الإتفاق على كل شيء.
حضر خطيب الإبنة ومعه اسرته إلى منزل أسرة الفتاة ، لكن الفتاة لم تكن سعيدة ، ولم وتهيئ لهذه المناسبة كسائر الفتيات .
لاحظ الجميع ذلك ، ولاحظت الأم حزن ابنتها ، وعدم اهتمامها بزوج المستقبل !
حاولت الأم لفتت انتباهها إلى ذلك ، وإلي أنه يجب أن تكون سعيدة أمام الموجودين ، حتى لا يظن البعض أنها مرغمة على ذلك ، لم تلقي الإبنة بالا لحديث الأم.
أعتزل الشاب أصدقائه ، وأصبحت الوحدة انيسته ، وكلما جلس وحيداً تأخذه الذكريات إلي الأيام الجميلة الماضية.
التي عاشها مع فتاته ، وظل يكتب أشعاره التي تغمرها الأحزان والألام ويقول :-
رفقا يامن بكم تعلقت الأرواح
فاضحي القلب بحبكم مبتسما
انقضى العمر في آلام وجراح
ما ذقت فى الحياة للحياة طعما
ما حلت دونكم سعادة الأفراح
بل ولا عاد لي بين الضلوع قلبا
أمسيت أبكي على ماولى وراح
لم أعد ببهجة الأفراح مبتهجا
لو علم الناس مابي من أتراح
لخروا بكاءا وأكتفوا بها سببا
لأجلها بكى الطير المغرد وناح
في حبها قال القلب المعنى قولا
تمهل ، ما زلت تصغوا إلى النصاح ؟
أو ليس هذا من أوقد فينا لهبا ؟
تاركاً النار تأكل كلانا يا صاح
مالك لا تقوى على هجره يوماً
شربنا المر في عشقه أقداح
ياقلب عسي أن يأتينا منه خبرا
يملأ الكون بسمة و إنشراح
صبرا على الفراق ياقلب صبرا
لكن بين عشية وضحاها أوشكت ليلة الزفاف على الإقتراب ، وأخذت النساء تستعد لهذه الفرحة بعمل التجهيزات اللازمة ، لكن الفتاة تبدو للجميع أنها حزينة .
جاءت ليلة العرس ، وقد جاء العريس ليأخذ عروسه .
قاوم الشاب الآمه ، واعتزم حضور العرس ، لكنه كان شاحب الوجه ، جريح القلب ، مشتت التفكير ، تقطعة أنصال الغيرة وتمزق أوصاله.
إنتهت ليلة العرس ، وتفرق الجمع ، وبدأت سنين الألم والفراق ، حيث باتت الذكريات تسيطر على تفكير الفتاة والشاب ولم ينسى كلاهما الآخر .
لم تكن الفتاة تتوقع أن تكون في أحضان شخصاً آخر غير الذي أحبه قلبها وسيطر على وجدانها ، وكانت كثيراً ما تفكر بعمق فيما مضى ، وأصبح فؤادها مشغول بشخص آخر غير الذي تزوجته ، مما أحدث عندها صراع داخلي ، فهي تريد أن تعطي زوجها حقوقه المشروعة ، لكن قليها ليس معه .
ظلت تصارع قلبها محاولة نسيان ذلك الماضي ، الذي بات أمام عيناها ، ولا تستطيع التخلص منه ، وكانت تهزي باسم الشاب في نومها ، مما جعل الزوج يتسائل عن هذا الإسم الذي يتردد على لسانها أثناء نومها ، فسائلها عن ذلك ، لكنها لم تفصح عن شيء ، وانكرت أى صله لها بأي شخص يحمل هذا الإسم ، لكن إحتمال أن تكون هذه مجرد أحلام ، أو إسم شخصاً قام بمضايقتها!
لكن الزوج لم يقتنع بما قالت ، وبدأ الشك يتسلل إلى قلبه ، ويسيطر على تفكير خاصة أنه لم يشعر بدفء العلاقة الزوجية من جانبها ، ولم تكن حميمة معه كسائر الزوجات
ظل يكذب إحساسه لعدة شهور ، وهو يحاول أن يجذبها نحوه ، لكنها كانت لا توليه إهتمام الزوجة المحبة ، وإنما كانت الأمور تسير كزوجة تؤدي واجبها الشرعي تجاه زوجها فقط ، ولا تبادله أية عواطف
أعزاؤنا القراء أتمنى أن يكون هذا الجزء نال اعجابكم على أمل أن نلتقي بمشيئة الله تعالى في الجزء القادم إلي هذا الحين لكم مني خالص الشكر والتقدير