رواية حلم العمر الفصل الثاني ” أجمل أيام العمر مابين الأمل والصدمة”


للكاتب -أحمد قنديل
إستيقظ الفتي فى الصباح المبكر لكي يذهب إلى عمله ، وكالعادة وجد فتاته فى الشرفة تنتظر مروره أمام المنزل لتراه كما تعودت
نظر إليها متبسما ولوح لها بيده وذهب الى العمل . ظلت تفكر فيه طوال اليوم ، وتتسائل :- ماذا حدث لي ؟
مرت الأيام، وانتهت عطلة نهاية العام الدراسي ، أحضرت إليه أوراق التقديم إلى مرحلة التعليم الثانوي لكي يملأ بياناتها ، بالفعل فعل ذلك .
بدأ العام الدراسي الجديد ، وفي أول أيام الدراسة انتظرها أمام المنزل . خرجت من منزلها مرتية البلوزة البيضاء والجيبة الكحلي ، وعلى وجهها أجمل ابتسامة
ظل ينتظرها كل يوم فى الصباح لكي يراها وهي ذاهبة إلى المدرسة ، وكلما كان يريد أن يقل لها شيئاً ، يكتبه في قصاصة من الورق ويضعها أسفل المنزل ، عندما تكون مطلة عليه من شرفة المنزل
كانت شقيقتها الصغرى تعلم أن هذا الشاب يحب شقيقتها
وكانت كثيرا ما تمازح شقيقتها بذلك وتذكر إسمه أمامها
أيضاً..
تأكدت الأم من ظنها ، فاخذت تلمح لأم الشاب عن طريق المدح والثناء فيه ، كذلك كانت أمه تتمنى أن تكن بين الاسرتين روابط مصاهرة .
نجحت الفتاة في الصف الثاني بالمرحلة الثانوية .
كان الشاب قد أنهى المرحلة التعليمية ، ليبدأ حياته العملية ، ومع مرور الأيام تزايد حبه لتلك الفتاة ، وكانت تأتيه الفرصة لمقابلتها في متجر المواد الغذائية التي كان والدها يمتلكه ، لكن لم يفكر في يوم من الأيام الإقتراب منها أو مضايقتها وكأنه كان حارساً لها .
كانا متعطشان إلى اللقاء دوماً ، ولكن فى الحدود المسموح بها .
بدأ الشاب عمله في إحدى ورش تشكيل المعادن ، منتظراً لحظة إنتهاء الفتاة من دراستها ، وكان يعمل ليل نهار ليحقق حلمه الذي راوده كثيرا ، وهو أن يتزوج تلك الفتاة .
مرت الأيام والسنين وانهت الفتاة دراستها ، واستمر هو في عمله وواجهته عدة عقبات في تجهيز منزل الزوجية ، حيث كان يجاهد لعمل ذلك دون أى مساعدة من أحد .
تقدم العديد لخطبة هذه الفتاة ، ولكنها كانت نرفض عندما يتم أخذ رأيها ، لأنها كانت تنتظر قدوم ذاك الشاب
هو ايضا فعل ما بوسعة من أجل تحقيق هدفه ، لكن كانت الأيام تقف ضده .
أخذ الشاب يراسلها عن طريق الرسائل الورقية التي كان يخبئها أمام منزلها ، وكنت تأخذها عندما يخلو الشارع من المارة ، وفى احدي هذه الرسائل قال لها :-
أن والدته ستأتي قريباً إليهم كي تتحدث مع والدتها في موضوع الخطبة .
فرحت الفتاة فرحا شديدا ، وأخذت تتغني في سرها بأجمل أغاني الحب والغرام ، وقبل أن تذهب الأم لخطبتها حدث شيء لم يكن يأتي يوماً بخاطر هذا الشاب !
إعتاد الشاب علي المرور أمام منزل أسرتها والنظر إلى الشرفة ، حتى أن البعض بدأ ينتبه لهذا الأمر وبدأت الأحاديث تتناثر بشأنهما في محيط إقامتها .
كانت تعيش بجوار منزل الشاب زوجة أحد أقاربه وكانت أم لأربعة فتيات منهن فتاتين في سن الزواج ، وكانت تلك المرأة تأمل أن يكن هذا الشاب زوجا لإحداهن ، حيث كانت كثيراً ما تجلس مع والدته ، وتمتدحه وتثني عليه ، وتلمح لأمه بأنه زوجا تتمناه الكثير من الفتيات ، وأنها لاتمانع إن أراد إحدى ابنتيها !
بدأ الشاب يفكر في الزواج بعدما قال له والده ، أنه يريد أن يسعد بزواجه ، وأن يرى زوجته وأبناءه إن قدر الله تعالى ذلك .
خلال هذه الفترة أيضاً تقدم للفتاة الكثير من الشباب لخطبتها ،ولكنها كانت ترفض ذلك ، بحجة أنها لا تفكر في هذا الأمر ، وأنها مازلت صغيرة عليه ، فأدركت الأم أن ابنتها تنتظر شابا بعينه سيأتي لخطبتها ، فقالت لزوجها أتركها وشأنها ، حتى نرى ما يدور بذهنها!
مرت بضعة أشهر ،وقرر الشاب أن يتحدث مع أهله فى موضوع الخطبة الذي ظل ينتظره بفارغ الصبر ، بالفعل تحدث مع أبويه في ذلك الأمر ، فسعدا سعادة بالغة .
ذهبت الام فى زيارة ودية كى تستنبط رد فعل أم الفتاة ، فوجدت ترحيب من الأم دون أن يفصح الإثنين عن مقصدهن .
عادت الأم إلى المنزل ، وقالت لإبنها ، أرى أن أم الفتاة لاتمانع ، وأنها تتمني ذلك ، وأنها تعتبرك مثل أبنائها
سمعت جارة هذا الشاب بعض الأحاديث حول هذا الأمر فجاءت لتجلس مع والدته لبعض الوقت كعادتها ، مثل سائر السيدات اللواتي يجلسن مع بعضهن حاملة رسالة من والد الفتاة على حد قولها .
قالت :- والد الفتاة يقول على إبنك هذا الشاب غير مناسب ماديا لابنتي المرفهة !
ردت الأم :- نحن لم نتقدم إليه من الأساس كي يقل ماقاله ، وابني لم يتهيئ بعد للزواج لأنه مازال يستعد ويجمع المال استعداداً لمصروفات الزواج
عاد الشاب إلى المنزل من عمله كعادته ، فوجد الأم تبدو على وجهها ملاح الحزن والحيرة .
حاولت الأم أن تخفي مشاعرها ، حتى يتناول الإبن وجبة الغداء ،لكن الإبن رأى الأم على غير عادتها بل وسائر الأسرة
كانت لديه اخت صغيرة ، انفرد بها جانباً وأخذ يوقعها فى الحديث حتى توصل إلى أن والد الفتاة رفض بسبب الفارق المادي ، صمت الشاب وأخذ يفكر فيما سمعه وتملكته النزعة العصبية والكرامة وعفة النفس .
أخذ القرار في الحال وأبلغ أبويه به!
ظلت الفتاة تنتظرة مجئ أسرة الشاب كل يوم ، لكن لم يأتي أحد ، فهي لا تدرى ماذا حدث ، ولا تعلم بالفتنة التي حدثت بين الاسرتين .
عز عليه أن يمر أمام منزل محبوبته ، ووالدتها ينظر إليه بهذه المكانة التي ذكرتها جارتهم لأمه ،وكان ما كان منه أن قرر عدم التقدم لخطبة هذه الفتاة التي أحبها بصدق .
هنا وقع الظلم على الفتاة التي كانت متعلقة به ، وتحبه حبا لا مثيل له .
أعزاؤنا القراء نأمل أن يكون الفصل الثاني حاز على اعجابكم ، نلتقي على خير فى الفصل القادم بمشيئة الله تعالى



















تحرير 12 محضر غلق وتشميع لعيادات غير مرخصة خلال حمله مكبره للعلاج...
سقوط عنصرين اجراميين شديدين الخطورة بالقليوبية
عاجل..سوهاج.. انهيار كوبري مشاة خارج الخدمة بقرية العتامنة بمركز طما
عاجل.. مصرع مواطن بقرية إدفا بمحافظة سوهاج
تعرف على … موعد تتويج محمد صبحي بـ”وسام التفرد في الإبداع” على...
الصحة المصرية تعلن خلو البلاد من ”التراكوما”
انطلاق فعاليات الدورة التدريبية للتغذية العلاجية بمديرية الصحة والسكان بأسيوط