المواطن أحمد قنديل يكتب .. مستشفى سوهاج العام ”حاله لايرام” .. 7.5 مليار جنية ميزانية العلاج على نفقة الدولة والعلاج المجاني مجرد ”تمثيلية” بطلها المواطن الغلبان !


لا يخلو بيت من بيوت محافظة سوهاج إلا وبه من يتردد على المستشفيات العامة بالمحافظة.
تلك المحافظة التي تئن من ضيق المساحة والمستوى المعيشي المحدود لأغلب سكانها ، وأهلها راضين بما قسمه الله تعالى لهم ، لكن ما تضيق له الصدور هو مايحدث عندما يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية أو إجراء بعض الفحوصات الطبية والأشعة وغير ذلك .
عندما يحتاج المريض إلى بعض الفحوصات الطبية أو بعض الأشعة، خصوصاً تلك الفحوصات والأشعة التي تهيمن عليها مراكز التحاليل الطبية والأشعة المملوكة لبعض أطباء الأشعة والفحوصات الذين يعملون بهذه المستشفيات العامة . أحياناً ما يكون ، ولن ندع سوء الظن يسيطر علينا ، أحياناً مايكون تعطيل هذه الأجهزة متعمد !
لكننا سنفترض حسن النوايا ونقول يجوز أن هذه الأجهزة تحتاج إلى صيانة بالفعل ، وعلى المسؤلين عنها ضرورة التحرك تجاه ذلك .
فمن يراقب الموقف عن قرب يلاحظ أن التحاليل الطبية والأشعة مرتفعة التكلفة هي فقط التي تكون أجهزتها معطلة داخل المستشفيات العامة ، وأحياناً قد يكن هذا الجهاز وارد إلى المستشفى حديثاً ، ولا يتم تشغيله إلا أثناء زيارات المسؤلين .
لذلك يتحتم على مديرية الصحة بسوهاج وجود رقابة دورية فعلية ، وليست حبرا على ورق على هذه الأقسام الهامة التي يبني الأطباء علي تقاريرها تشخيصهم ، وتوصياتهم ، وبناء علي هذه التقارير يؤخذ القرار المناسب لكل حالة.
بعدما يعاني المريض وذويه الأمرين في نقله من المستشفى العام ( أى مستشفى عام تابع لوزارة الصحة) أو ( مستشفيات ومعاهد وزارة التعليم العالي ) إلى مكان الفحوصات الطبية اللازمة التي تعذر إجرائها للمريض بسبب نقصها بالنسبة للتحاليل ، أو الأعطال التي تجتاح بعض الأجهزة الخاصة بالأشعة دون تحرك فعلي سريع وحازم من الجهة المختصة لأسباب يعلمها الكثير ممن يعملون في هذا المجال !
ثم يستقيظ المريض في صباح اليوم الذي يتم تحديده لإجراء أيا من الجراحات اللازمة ، أو التدخلات الطبية العادية ، أو الدقيقة.
ولا سيما سوف نتحدث عن جراحات العظام كونها الأكثر حدوثا خلال ساعات اليوم ، سواء نتيجة الحوادث أو السقوط على الأرض ، مما يسبب الكسور ، وما يترتب عن ذلك من مضاعفات وتدخلات جراحية أخرى .
يفزع المريض صوت ذاك الشخص الذي يقف فوق رأسه حاملاً حقيبة بلاستيكية كبيرة بها كمية من المستلزمات الطبية والجراحية مطالباً إياه بمبالغ مادية أقلها ألفي جنيه ، فى الحالات العادية وتتعدى ذلك بكثير حسب طبيعة الحالة والعمليات الجراحية اللازمة لتصل أحياناً إلى عشرة آلاف جنيه ، وبعد السؤال عن هوية ذلك الشخص ، يتضح أنه ليس له علاقة بالمستشفى من قريب أو من بعيد ، لكنه أحد موظفي شركات المستلزمات الطبية!
والسؤال هنا ؟
من الذي سمح له بذلك ؟
ومن أين أتى بهذه اللستة؟
ومن أعطاه بيانات المريض وحالته ، ومن المفترض أنها سرية ؟
بعدها يذهب المواطن البسيط إلى جناح إدارة المستشفى مستغيثا ومستجيرا بها .
وللأسف الشديد تكون على علم بتلك التجاوزات التي باتت تحدث في أغلب المستشفيات العامة ، ويكون الرد " يا تدفع يا تستني عشرين يوم لما يكون القرار الوزاري الخاص بالمستلزمات وصل من الجهة المختصة "
وكي نكن منصفين يكن الأمر أحياناً خارج عن إرادت الإدارة لعدم توافر المستلزمات الطبية اللازمة ، ويبقى السؤال المحير للجميع؟
أين تذهب ميزانية وزارة الصحة ؟
وبالتحديد العلاج المجاني ، والقرارات الوزارية التي إذا ما رجعنا إلى احصائياتها وجدناها بملايين بل مليارات الجنيهات ؟
مما يجعل المواطن البسيط يسلم أمره إلى الله تعالى ويقبل هذا الوضع المخالف للقانون ، ويشتري المستلزمات الطبية اللازمة من الشركات الخاصة ، ويرفع يديه شاكيا إلى العلي القدير !
ما نراه فى بعض المستشفيات العامة ، إن لم يكن أغلبها انتهاكاً صارخاً للقانون الذي كفل للمواطن البسيط حق العلاج على نفقة الدولة . وقرارات رئيس الجمهورية ، ورئيس مجلس الوزراء ، ووزير الصحة، وضحت ذلك مرارا وتكرارا !
ليس ذلك فحسب فهنا في مستشفيات محافظة سوهاج العامة يطلب من المريض إحضار متبرعين للتبرع بعدد 2 كيس دم سعة 500 ملي مقابل عدد 1 كيس دم سعة 500 ملي للمريض ، بحجة أن الكيس الثاني يعتبر مقابل الفحص وعمل تنقية للدم أو ماشابه ذلك مما يلزم !
وأحيانا لا يحتاج المريض إلى هذا الدم ويتم إيداعه فى المستشفى أو التصرف فيه بطريقة أو بأخرى !
أبسط ما يقال عن أغلبية مستشفيات محافظة سوهاج العامة ( لايوجد بها مطهر الجروح البيتادين ) ولاتوجد باستقبال طوارئ المستشفيات ترولات أو كراسي متحركة ؟
وإن وجدت تجدها منعدمة وغير صالحة للاستخدام كما هو واضح بالصور !
فضلاًعن شباك التذاكر الذي يغلق منافذه أمام المواطنين في تمام الساعة العاشرة صباحا أي بعد بدء العمل بساعة ونصف الساعة في أغلب المستشفيات .
أما عما ترونه في الصور المرفقة فهو ليس سوقا ، أو تظاهرة ، أو تجمع سلمي ، إنما هي طوابير المواطنين من أهلنا وذوينا ، وجيراننا الذين ضاقت بهم السبل !!
هذه المشاهد من مستشفى سوهاج العام التي يكاد أن يكون الوجهة الوحيدة لمعدومي الدخل ، لكن " ما باليد حيلة " المستشفى تغزوه أصوات الشواكيش ومطارق الحدادين ولا يعمل بطاقته ولا يستوعب أعداد المترددين المتزايدة يوما بعد يوم !
ما يجعلك ترى دموع الفقراء وهي تسيل حزناً على ما أنفقوا بوسائل المواصلات من أقصى قرى المحافظة إلي أدناها ، أملأ فى إيجاد من يحنو عليهم و يضمد جراحهم ، ويجبر كسرهم !
"أجبروا خواطر المنكسرين فربما من بينهم من أقسم على الله لأبره "
ولاتقسوا على من ضاقت بهم السبل
{فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم } صدق الله العظيم