الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : امام عاشور لا يلام فيما مضى فالاعب ابن…”ناديه”


(. جدل كبير يدور بين الاهلوية منذ الاعلان عن اقتراب اللاعب امام عاشور من دخول "القلعة الحمراء"،الاغلبية رحبت على اساس ان ماتراها ادارة النادي هو الخير لسيد افريقيا،وهذا مجرب ومعروف وله نتائجة الايجابية علاوة على ان للادرة القرار والمشجع الثمار ، والقلة من الجماهير رافضة الموضوع برمته لكونها لا يمكن ان تنسى كم الاساءات التي تفوه بها اللاعب عندما كان مع الناشئين والتي مست رموز النادي ومبادئه وانجازاته ، وايضا تعديه بغلظة على الساحر وليد سليمان الذي له مكانة خاصة في قلوب كل مشجعي "النسر الاحمر".
(. واحقاقا للحق الملام فيما بدر منه البيئة التي ترعرع فيها كرويا والتي تأثيرها عليه أقوى من تأثير الوراثة: "، فالناشىء ابن عوائده ومألوفه، لا ابن طبيعته ومزاجه، نحن نتكلم الآن على قضية صارت مجمعاً وموئلاً، وصارت محطاً، وأنواع من الفساد بحيث يقسو القلب إذا دخلتَ وطوّلتَ فيها. فالذي ألفه في الأحوال حتى صار خلقاً وملكة وعادة تُنزّل منزلة الطبيعة والجبلّة،الإنسان إلى حد كبير مخلوق من العادة ، والعديد من أنشطته هي إلى حد ما ردود أفعال تلقائية من افرازات بيئته.
(. فالإنسان ابن بيئته، تؤثر فيه سلباً وإيجاباً منذ مرحلة مبكرة جداً،والبيئة هنا في هذا المجال هو النادي الإطار الذي يعيش فيه اللاعب كبيرا او صغيرا اطول فترات وقته ويحصل منه على مقومات حياته الرياضية ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة،.
(. ولعل قرار امام عاشور بالانتقال للاهلي بعد عودته من الدنمارك للعلاج في القاهرة من الاصابة التي لحقت به وهو يلعب في صفوف فريق ميتلاند رغبة منه في تغيير سلوكه تطبيق قاعدة إذا ما استطعت تزيل المنكر الذي نشأت عليها زُل أنت، يعني أبعد المدة،لكي تخرج من البيئة الفاسدة التي تعلمت فيها الكره والحقد الى بيئة طيبة فالجوهرة إذا سقطت في مكان قذر تحتاج إلى ماء كثير لتنظيفها، ولكن إذا أخرجناها من المكان هذا سهل تنظيفها بماء قليل،
(. ساعدوا امام عاشور الذي يحاول ان يقرن قول الاعتذار بفعل الانضمام الى "القلعة الحمراء"حتى يحول حياته الكروية
من صراعٍ وعَناء إلى توافق وبقاء من ان يطور مستواه الكروي بأمان والتصرف بشكل منطقي مع حياة الملاعب بشكل انظف واجمل حتى يصوغ نفسه من خلال القرارات التي تشكل بيئته.
الجديدة التي سوف يُمارِس فيها حياته الرياضية وأنشطته المختلفة،.
فهي تُشكِّل لامام عاشور الأرض الجديدة التي يعيش عليها، والهواءَ الذي سيتنفسه، والماءَ الذي هو أصلُ كل شيء حيٍّ مستفيدا من عاداتها وتقاليدها وأفكارها وثقافتها وكل ما تنطوي عليه من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة.
(. فالعقل السوي الذي جعل امام عاشور يرفض العودة لناديه الذي شب فيه لا يوافق على سلوك الحقارة ، وإنما يَصبو لتنمية الوجدان وترسيخ القيم، وكسب المهارات التي تساعد على سلامة تعامُله مع واقعه