الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:15 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب:‏”النجباء” محفوظ…أنا ثالثهم

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة
الكاتب الصحفي مصطفى جمعة

‏في مقدمة كتابي الجديد "مدن الاساطير"والذي شرفني بكتابة مقدمته الاعلامي العربي القطري الكبير سعد الرميحي(رئيس تحرير مجلة الصقر ورئيس التلفزيون القطري ووزير الديوان الاميري القطري للمعلومات) ، قال في السطر الاخير من مقدمته لكتابي "وعندما سألوني عن رأيي في الاستاذ الكاتب والصديق مصطفى جمعة ،قلت عنه انه نجيب محفوظ الصحافة الرياضية" وبهذا الشرف اصبحت ثالث الثلاثة النجباء .

والنحيب الاول هو ابن المنصورة نجيب محفوظ ميخائيل الذي رفض قرار الحكومة وهو شاب في العشرين من عمره في سنة 1902 عندما اجتاح وباء الكوليرا مصر ..وكان طبيب "امتياز " بالذهاب الي محطة مصر مع زملائه من طلاب الامتياز في كلية طب القصر العيني الذين أقيم لهم معسكر فيها لاستقبال الحالات المصابة بالكوليرا القادمة للقاهرة من المحافظات ،وطلب ان يذهب الي قرية "موشا" بمحافظة اسيوط التي كانت بؤرة انطلاقة الوباء لكافة مدن اقليم مصر

وعندما تمت الموافقة له لإصراره الشديد للذهاب الي منبع الوباء بدأ رحلة تقصي لمعرفة من أين جاء الوباء وكيف انتشر وتوصل ان السبب الرئيسي للوباء وجود بئر ماء عفن في بيت احد الفلاحين وقام بردمه منفذا اهم قواعد الترصد والطب الوقائي

‏‏ ‏ورغم نجاح نجيب محفوظ في مهمته في قرية"موشا" الا انه لم ينس عملية الولادة التي شاهدها اثناء دراسته. وللاسف كانت مستعصية للغاية وماتت على اثرها الأم بعد ما قطع الطاقم الطبي الذي اجرى لها عملية الولادة راس الجنين، وقرر ان يترك ترشيح الكلية له للعمل طبيب تخدير خلال فترة النيابة وطلب العمل في قسم الجراحة وبالتحديد الولادة الذي لم يكن موجود حينذاك ،حيث كان الامر متروك ل"الدايات" ..والحالة الصعبة يحولوها علي قسم الجراحة في القصر العيني ،وعندما رفض رئيس قسم الجراحة طلبه بإنشاء عيادة خاصة لجراحة الولادة ، أوصل الموضوع لعميد كلية الطب الذي رفع طلبه لمدير الجامعة ليحصل في النهاية على الموافقة بإنشاء عيادة الولادة الذي اجرى فيها اكثر من ألفين عملية ولادة صعبة ولَم يكتف بذلك بل كان يذهب للبيوت لمتابعة الحالات المستعصية مع الدايات والتي منها حالة منطقة الجمالية والتي بذل فيها جهدا كبيرا وجند كل علمه وخبراته للمحافظة على الأم والوليد ومن كتر فرحة الاب بنجاة زوجته ووصول طفله قرر ان يسميه على اسم الطبيب "نجيب محفوظ" للذي حصل على حائزة نوبل في الأدب بعد ولادته بثمانين عام .

ومن المفارقات الغريبة انا حصلت على تكريم عالمي ولم احضر مثل "النجيبان " محفوظ ،فالاول الطبيب، اختارته كلية الجراحين الملكية البريطانية كعضو شرفي بها كواحد من افضل 5 أطباء علي مستوي العالم لتميزه في عمليات (الناسور المهبلي) بتكتيك متقدم للغاية سبق به عصره لدرجة ان أطباء من اوربا وامريكا كانوا يأتون خصيصا ليروا الطريقة الفريدةالتي مازالت تحمل اسمه حتى الان ، ولَم يحضر التكريم لظروف الحرب العالمية الثانية .

والثاني نجيب محفوظ الأديب ...اختارته هيئة "نوبل " للحصول علي اعلي جائزة في الاداب والفنون ولَم يحضر التكريم لظروفه الصحية وارسل بناته الاتنين مكانه

الاول عندما علم ملك مصر فؤاد الاول بانه لم يستطع السفر الي لندن لحضور التكريم بسبب الحرب انعم عليه بلقب (باشا).والثاني أقام له رئيس مصر الأسبق حسني مبارك العام ١٩٨٨ حفل تكريم ضخم تعويضا عن حفل مؤسسة نوبل ومنحه ارفع وسام في مصر الا وهي جائزة قلادة النيل، وهي أعلى وسام مدني في مصر

والدكتور نجيب محفوظ الّف عدد من المراجع الطبية بالعربي والانجليزي وأنشأ متحف فيه مايقرب من 3000 برطمان احتفظ فيها باغرب حالات هو ولدها ..واتعمل بيها متحف باسمه في القصر العيني.

‏..ودون سيرته الذاتيه في كتاب بعنوان (حياة طبيب) كتب مقدمته عميد الأدب العرب د.طه حسين .

وكتب الأديب نجيب محفوظ العديد من المؤلفات إنقسمت بين الروايات الطويلة والقصص القصيرة بالإضافة إلى سناريوهات تم تحويلها لأعمال سينمائية او تلفزيونية، وهي 73 رواية و١٩قصة قصيرة و6 نصوص سينمائية وسيرته الذاتية .

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة