الثلاثاء 19 أغسطس 2025 03:52 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أحمد قنديل يكتب .. السودان على صفيح ساخن .. تعثر الإستقرار السياسي في أرض المحبة .. ”وكل يبكي على ليلاه” !

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

-مخطط تقسيم السودان مجدداً
-‏ظهور دول بالشرق الأوسط في ثوب جديد
- مصلحة إثيوبيا فى النزاع
- ‏إحراج الدولة المصرية سياسياً واقتصادياً
- ‏قلق أمريكي من الوساطة المصرية
- ‏إقتراب فشل المخطط الأمريكي في هذه الحرب
- ‏حقيقة التدخل المصرى فى حسم المعركة لصالح الجيش السوداني
- ‏الموقف الشعبي المصري وتخاوف من دخول عناصر إرهابية متستره
- ‏أسباب قلق بعض القوى السياسية ‏من التعاون المصري السوداني
- ‏تعثر الإستقرار السياسي في أرض المحبة

تشهد أرض السودان الشقيق منذ أسابيع حربا ضروس يتبارى خلالها فصيلين من جنس واحد ودم واحد ، مما صعب مهمة الأطراف المعنية بالتدخل لحل الأزمة التي اندلعت على أرض الكنوز الطبيعية والمعادن ، التي باتت يخيم عليها الحزن ،وتتشح بالسواد ، وملأت شوارعها الاشباح ، لكن مانراه الآن من مشاهد دموية يجعلنا
نسأل لماذا حدث ذلك ولما ؟

يرى البعض أن ما يحدث في السودان هو بفعل فاعل ، وتقف خلفه أيدي خفية تريد أن تجعل من السودان ، سودان ثالث ، ورايع ، بعدما تم فصل السودان عن مصر ، وجرى تقسيمة لأول مرة ، وبعدها لعبت القوى السياسية الدولية دورها في فصل جنوب السودان ، وجعلوا منه دويلة منفصلة عن الدولة الرسمية ، وها نحن الآن نرى أن المشهد يعيد نفسه ، فما يحدث الآن ماهو إلا محاولة لفرض الأمر الواقع وجعل الأشقاء فرقاء .

حيث نرى ذلك فيما يحدث الآن بالدولة السودانية من قتل وتدمير في محاولة تكاد أن تكون ناجحة لإقناع المجتمع الدولي أن عناصر مليشيات الدعم السريع متواجدة بقوة على أرض الواقع ، كي تجني من وراء ذلك بعض المكاسب على طاولة الحوار إن حدث تفاوض ، ويتم اجتزاء جزء من الدولة ، واهداءه إلي حميدتي لكي يتم إطفاء نار الحرب ، وأظنهم يريدون أن يكون جزءًا غنينا بالثروات الطبيعية ، خصوصاً معدن الذهب ، لخدمة بلادهم مستقبلا .

مما لاشك فيه أن بعض السياسيين الحكماء يرون أنه لا داعي لهذه الحرب بين الجيش والمليشيات ، وقد كانوا منذ سنوات يدأ واحدة في وجه الجماعات الخفية التي كانت تحكم الدولة ..
لا قضية يناضل من أجلها المقاتلون !
فما الداعي لشن هذه الحرب ؟!
هل هي غطاء لشئ. ما سيحدث ؟
أعتقد ذلك !
لأن البعض إن لم تكن الغالبية يرون أن بعض الدول في الشرق الأوسط بدأت تظهر في ثوب جديد تريد من خلاله إطفاء هوية سياسية لها لفرض مكانتها الإقليمية سياسياً أو على الأقل ليكن لها دوراً سياسياً بارزا ..

كذلك تريد اثيوبيا ودول أخرى تصدير الفلق والاضطرابات إلي الدولة المصرية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ..
وجعل الشارع المصري يضغط على القيادة السياسية بشكل أو بآخر حسب رؤية هذه القوى السياسية .
لكنهم لا يعلمون أنهم بذلك يخدمون الدولة المصرية لأن الشعب المصري دائما ما يلتف حول قيادته في الأزمات والمحن .

أرادوا إحراج مصر اقتصاديا ، وسياسيا ، لكن دائما ما نرى مصر فاتحة زراعيها للعرب أجمعين فما تتحمله مصر من استضافة للأشقاء العرب سواء سوريين أو ليبيين أو سودانيين أو غير ذلك لا تحتمله أية دولة عربية مهما كان اقتصادها أو مساحتها ..
هذا ما أثبته التاريخ أن مصر تسع الجميع ولا أحدا يسع مصر .

بات القلق الأمريكى من إعطاء مصر دور وساطه فى السودان قائماً لما لاقته أمريكا من مصر في حل القضية الفلسطينية من تمسك مصر الشديد بحقوق الفلسطنيين والوقوف ضد مشاريع أمريكية ويهودية على حساب الدولة الفلسطينية ،ويظهر ذلك جلياً في مباركة أمريكا لدور الوساطة السعودية في السودان دون طلب ذلك من مصر رغم ما تعلمه أمريكا من حقائق بشأن العلاقة المصرية السودانية .

من وجهة نظرى أن المخطط الأمريكي في السودان فشل فشلا زريعا ، والدليل على ذلك أن بعض السياسيين قالوا إن هذه الحرب لن يمضي عليها أربعة وعشرون ساعة أو أسبوع على الأكثر إلا وهي محسومة لصالح مليشيات الدعم السريع لما لها من باع طويل في الحرب التكتيكية داخل المدن ..

لكن سرعان ما تبدل الحال وانقلبت الكفة الرابحة لصالح الجيش السوداني ، واقترب المخطط الأمريكي من الفشل، حيث تكبدت مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة بسبب الطيران المجهول كما ذكر حمديتى ، والتكتيك العسكرى على أرض المعركة ، في إشارة واضحة إلى الطيران المصري والدولة المصرية التي أكدت أنها تقف على الحياد وعلى مسافة واحدة من الجميع !

بظل الشعب المصري ثابت على موقفه تجاه الأشقاء السودانيين لما يربطه بالاشقاء من نسب ودم واحد ، لكن هذا الموقف يشوبه القلق من الشعب المصرى من اندساس العناصر التخريبية وسط صفوف الاشقاء السودانيين للعودة إلى مصر مجددا رغم ما تفعله قوات الأمن المصري

تشير الأحداث الحالية إلى وجود عوامل كثيرة تؤثر في أزمة السودان منها :
- عدم وجود حل سهل يتفق عليه الجميع يكون هو المنقذ لحل للأزمة.
- إتفاق الشعب ذاته على قرار يكون لصالح السودان ، وليس لصالح فصيل بعينه
- ‏عدم تدخل دول ذات مصلحة شخصية إقليمية في الأزمة
- ‏انشاء هياكل من السياسيين الحكماء لإدارة الأزمة لتخفيف حدة اختلاف المصالح الشخصية
لكن ما دون ذلك من تركيز سياسي لصالح فصيلين.. سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وعدم الاستقرار السياسي على أرض الواقع..

واخيرا من وجهة نظرى التي تحتمل الصواب والخطأ
أن ما حدث من هجوم ملشيات الدعم السريع على مطار مروى ما هو إلا محاولة يائسة لإبعاد الدولة المصرية عن أبناء السودان ومخواف من الوجود المصرى داخل السودان ، وعدم تغول البلدين في العلاقات الثنائية بما يعود على الشعبين من التمنية القادمة المحتملة والمتمثلة في إعمار السودان واستصلاح الأراضي السودانية وزراعتها
والتعاون العسكري بين البلدين

لذلك أعتقد أن الحال سيبقى على ما هو عليه هدنة تليها هدنة أخري لحين إيجاد مخرج من هذا الماذق.
ويظل الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني الشقيق

"حفظ الله مصر وشعبها وحفظ السودان وشعبه الشقيق من كل سوء وشر"

الحرب في السودان حميدتي البرهان الفصائل السودان النزاع التنمية السياسيين السياسية الأمريكية احمد قنديل السودان على صفيح ساخن تعثر الإستقرار السياسي أرض المحبة كل يبكي على ليلاه