الثلاثاء 19 أغسطس 2025 04:01 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أحمد قنديل يكتب ”تكافلوا ولا تغافلوا”

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الناس حائرون ، يتساءلون ماذا نفعل فيما نحن فيه من قسوة الحياة وصعوبة العيش فيها ؟

وكثيراً ما يلجأ ضعاف الإيمان إلي التفكير في قتل أنفسهم ، ومفارقة الحياة بحجة عدم القدرة على معايشة الواقع ، لكنهم في الأساس ليسوا اسوياء ، فهنالك من هم أسواء منهم في المعيشة ، لكن هؤلاء شاء الله تعالى أن يكونوا من أهل النار بما أقدموا عليه من قتل أنفسهم خشية الإملاق.

وقد يكون البعض من أصحاب الأموال الطائلة شركاء في هذا الإثم ، كونهم لم يتفضلوا ويتصدقوا بشئ مما تفضل الله تعالى عليهم به ، أو يخرجون ما أمر الله تعالى به من خراج ، فمنهم من يتغافل ويغفل عن أداء حق الله تعالى فيما أنعم عليه به من مال وصحة وأبناء !

لابد وأن يتكافل الجميع في هذه الأيام العصيبة حتى نعبر الي بر الأمان ، ولقد حثت الأديان السماوية إلي التراحم والتكافل بين الناس ، حتى لا تنتشر البغضاء في المجتمعات على إثر هذه الأزمات التي توسع الفوارق بين الطبقات ، وتجعل الفقراء ينظرون إلى الأغنياء نظرة حقد وكراهية

علينا جميعاً أن نتكافل فيما بيننا حتى وإن كان ذلك في أمور الحياة اليومية البسيطة التى نعايشها كل يوم ، عندما نرى أحدا يحمل مالايطيق حمله نمد له يد العون ، وأيضا يوجد الكثير من الأمثلة التي نراها في حياتنا اليومية تحتاج إلى التعاون والتراحم ، فالإسلام الحنيف الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتكافل والتراحم والمودة حيث قال رسول الله ﷺ: " من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له " وذكر النبي الكريم ﷺ في هذا الحديث من أصناف المال ما ذكر، حتى رأي الصحابة أنه لا حق لأحد منهم في فضل ، صدق رسول الرحمة والهدى ﷺ.

والتكافل صوره كثيرة ، ولكن ما نحتاج إليه اليوم في هذه الأيام هو التكافل المعنوى والمادي ، والتكافل المعنوى هو التكافل الأدبي والأخلاقي والروحي ، وهذا النوع من التكافل لايقل في المرتبة عن التكافل المادي ، فلولا القول الحسن والكلمة الطيبة التي ذكرها المولى عز وجل في كتابه العزيز وشبهها جلا وعلا بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء حيث قال رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} صدق الرحمن الرحيم .

لولا هذا النوع من التكافل لانحدرت المجتمعات إلى هوية الإنحلال وبذاءة الأقوال والافعال ولانساق الناس إلى ما يعاصره الشارع الآن من مقاطع مرئية منحلة وما تحاول بعض الدولة الغربية غرسة بشتى الطرق في أذهان النشئ من خلال جذب الفتيات إلى تصوير أنفسهن عراة على مواقع التواصل الإجتماعي ، بل والتنافس في ذلك أيهم تظهر جسدها أكثر من الأخري

كذلك الشباب الذين يتفوهون بتلك الكلمات الساقطة في أحاديثهم ومعاملتهم اليومية ، فهؤلاء يحتاجون إلى دعم معنوي ونصح وإرشاد من جميع مؤسسات الدولة ، الدينية ، والاجتماعية، والصحية ،وايضا مؤسسات العمل الخيري وحقوق الإنسان .

أما التكافل المادي فقد أصبح ضرورة ملحة في حياتنا اليومية لما يمر به العالم بأسره من أزمات عصفت بدول كثيرة وهو الآن أهم ما يحتاجه الكثير من الأشخاص ، لما نعيشة هذه الأيام هو واقع مرير نحمد الله عليه ونسأله رفع الغلاء والبلاء ، ولقد

كما وردت آيات وأحاديث كثيرة في هذا الباب جميعنا يعلمها علم اليقين تؤكد أن التكافل الإجتماعي ركن أساسي من أركان العقائد الدينية من باب الرحمة والمودة .
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم

كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه
البخارى و مسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه و سلم قال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه، من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته، و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، و من ستر مسلم ستره الله يوم القيامة ".

علينا جميعاً أن لا نتغافل عن من حولنا من الفقراء وأصحاب الحاجة ولاتنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْـمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِذَا جَاعُوا وَعُرُّوا إِلا بِمَّا يَصْنَعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ، أَلا وَإِنَّ اللهَ يُحَاسِبُهُمْ حِسَابًا شَدِيدًا، أَوَ يُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

احمد قنديل التكافل تكافلوولاتغافلوا التكافل الاجتماعي