الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:17 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

(جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة) ... دراسة تحليلية مقارنة كتاب جديد للمستشار الدكتور محمد جبريل إبراهيم

جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة
جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة

في هذا الكتاب يعرض المؤلف لجريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة ، حيث لم تلق مادة في قانون العقوبات هجوماً مثلما لاقت المادة 98 ( و) من قانون العقوبات بحجة إنها تقيد حرية الرأي ، وتناولت هذه المادة تجريم استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية .

ويري المؤلف في هذا الكتاب أنه إذا كانت حرية الرأي تثير الفتنة وتهدم القيم والثوابت الدينية المستقرة في البلاد ، فليذهب من يعترض إلي حيث يشاء ، فهناك من يتشدد متعللاً بحراسة العقيدة ، وهناك من يفرط بحجة حرية الفكر ،فتستغل الحرية في الترويج لأفكار مسمومة لإذكاء نار الفتنة ، وإيقاظ روح القطيعة، وإشاعة الفوضى في البلاد .

وإذا كان المشرع المصري يهدف بالتجريم الوارد في المادة 98 فقرة ( و ) من قانون العقوبات باستغلال الدين في ترويج أفكار متطرفة إلي حماية عدة مصالح وهي :-

1- حماية الوحدة الوطنية .

2- أمن واستقرار البلاد ضد إثارة الفتنة 3- التصدي ومنع تحقير أو ازدراء الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها .

ولما كانت جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة مبعثها أيديولوجي مناهض ، يتمثل في الرغبة في إعادة تنظيم المجتمع وفق مقتضيات تتطابق مع هذه الأيديولوجية ، وهي ذات أغراض مرحلية تبدأ من هدم الأسس التي تقوم عليها معتقدات المجتمع بالتشكيك فيها وإزاحتها ، وسحب هذه المعتقدات ، وإحلال أفكار أخري بديلة ، وتغيير الأوضاع وفقاً لرؤية مختلفة ذات أغراض مناهضة .

وفي الغالب تكون أغراض وأهداف هذه الجريمة خفية ، كما يكون الباعث عليها غير معلن ، ولذلك يلزم التدخل التشريعي لتعديل نص القانون بأن تكون الخطة التشريعية لمواجهة هذه الجريمة تعتمد علي التجريم التحوطي المسبق بوضع النموذج التجريمي لها في قالب الجريمة الشكلية ذات السلوك ؛ حيث تمثل فكرة الخطر فيها أساس التجريم ، ويتحدد مناط العقاب عليها عند مرحلة إمكان تعريض المصالح القانونية محل الحماية للضرر .

لذلك فالأجدر بالمشرع أن تكون هذه الجريمة في سياقها الطبيعي ضمن الباب الحادي عشر المتعلق بالجنح المتعلقة بالأديان ، ومن جهة أخري يجب ضبط صياغتها بجعل وسيلة الجريمة وهي استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة جريمة مستقلة بذاتها ، كما يجب تجريم أي تحقير وازدراء للدين أو المساس بثوابته بنص مستقل.

المستشار الدكتور محمد جبريل إبراهيم كتاب جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة