نحو لوبي تونسي في أوروبا


هيثم بن عبد الله للنهار نيوز:
نأمل أن نضفي بعدا عالميا لتونس عبر جمعيتنا
حاوره في باريس: خالد سعد زغلول
الدكتور هيثم بن عبد الله مثقف تونسي طموح ، يحظى الرجل بمكانة محترمة في المجتمع الفرنسي لكونه ضمن رموز المفكرين الشاب العربي في المهجر، فهو خريج كلية العلوم السياسية بباريس ومدرسة إدارة الأعمال والمالية ويعمل اليوم في شركة عالمية للأجهزة الطبية المسئول عن منطقة الشرق الأوسط والهند وقارة أفريقيا،
لكنه يحمل حلم جميل لبلده، إختار يوم الاستقلال التونسي 20 مارس ليؤسس جمعية التونسيون الموحدون في باريس لتكون بمثابة نواة النهضة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التونسية..التقت به "النهار نيوز" فكان هذا الحوار:-
النهار نيوز: كيف جاءتك فكرة تأسيس هذه الجمعية؟
هيثم بن عبد الله: في الواقع، جاءتني فكرة أنشاء جمعية التونسيون الموحدون لكي أوحد بينهم من أجل خلق مناخ إيجابي يساهم في التطوير في تونس، فقد خرجت في بلدي ثورة منذ عشر سنوات توقعنا جميعا بأنها ستنهض بالبلاد وبالشعب وستطور المؤسسات وكنا نتوقع بأن تكون إيجابية لاقتصاد البلاد وتحسن مستوى معيشة العائلات التونسية لكن للأسف إصطدمنا بكافة الإشكاليات السياسية وحدثت انشقاقات بين المجتمع التونسي وفرقت الشعب فأصبحنا نفرق بين كل الفئات والأطياف السياسية والدينية، نصف هذا نهضاوي وهذا يساري وهذا يميني وهذا كافر وذاك مسلم الخ وهذا لا يجوز ولم يعد مقبولاً ،فلابد من إزالة كل هذا ونرجع كما كنا بل وأفضل من السابق. يجب أن نتوحد من أجل إقتصاد تونس ومستقبلها لكي يعيش التونسيون في مناخ إيجابي أفضل مما يعيشون فيه اليوم وهذا هو الهدف الذي من أجله أنشأت هذه الجمعية.
النهار نيوز: هل ستطور الفكرة وتنشأ حزب سياسي على غرار السوري ميشيل عفلق الذي أنشأ حزب البعث العربي الاشتراكي في باريس وحكم به دولتي العراق وسوريا؟
هيثم بن عبد الله: هذا سؤال وجيه، فالسياسة قبل كل شيء هي من أجل خدمة الشعب والبلد ومصالحه، فهدف السياسة ليس الوصول للحكم ولكن لتطور بلادك وتعلي من مستوى معيشة الشعب، وبالتالي ممكن تكتسب مصداقية لدى من ساهم في الإنجازات ويمكن أن يحصل على أصواتهم، لكن في تونس ، الأحزاب عديدة وقد سئم التونسيون منها وكرهوها، فلو أنشأت حزب رقمه 400 في تونس فلن أغير به الوضعية التونسية، لكن ممكن أغيرها بالتفكير ،أن نوحد التونسيين وهذه أهم غاية، يجب أن تضيء في الذهنيات وتترسخ في العقول سواء إختفيت من الساحة أو حكمت تونس عبر الانتخابات ، يجب أن تواصل هذه الجمعية مهمتها في لم شمل التونسيين من أجل تونس ومستقبل شعبها. في الحقيقة تعتبر جمعية التونسيون الموحدون أول خطوة نحو التعريف ببلدنا تونس للنهوض به عالياً
* هل لديك طموحات سياسية؟
- نعم لدي طموحات سياسية لأني منذ أن درست السياسية ادركت أنها اساسية لتحسين الوضع في أي مجتمع وأي بلد لكن أؤكد لك بأن جمعيتنا لا تملك هدفا سياسيا ولكن بعدا إجتماعيا مهما جدا ، سوف نعمل في هذه الجمعية بكل صدق وإخلاص لتكبر ولتكتسب مصداقية ويكون لها صوت مؤثر في المجتمع التونسي وبعد ذلك اتمنى عبر الديمقراطية أن انخرط في الساحة السياسية التونسية، أن أساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب وللبلد التونسي.
*على أي المعايير تختار المنضمين الى جمعيتك؟
- في الواقع، المعيار الوحيد أن يكون الشخص تونسي أصيل، أقبل كل الناس مهما كانت انتماءاتهم السياسية والدينية أو لون البشرة..فلن يهمنا الا شيء واحد ألا وهو حب الوطن وخدمة تونس، فنحن نجمع الناس ولا نفرقهم، نرحب بكل شخص لديه طموح تحسين وضع البلاد او التعريف بتونس بطريقة إيجابية.. ولكي يتم التفاعل يجب ان نتوحد فالاختلافات السياسية والدينية والعرقية سمة بشرية طبيعية لكننا جميعا نتكامل أعتبر هذه الاختلافات الفكرية والسياسية والدينية ثراء وقوة إضافية لنا ،يوحد بيننا قاسم مشترك ألا وهو اننا جميعنا تونسيين نضع اليوم مصلحة تونس فوق الجميع كشعار.
*ما هي أهداف الجمعية؟
- في الوقت الحالي، لدينا أربعة اهداف نسعى اليها عبر جمعيتنا، أول هدف "اجتماعي" نريد مساعدة التونسيين في فرنسا الذين يواجهون مشاكل ومعوقات ونعمل على تحسين وضعياتهم وتخفيف الصعوبات التي تواجههم في الغربة. والهدف الثاني هو "هيكلة الوجود التونسي في الخارج"، فنحن عديدون في فرنسا ومتنوعي الكفاءات والامكانيات العالية وبعضهم يتمتعون بسلطات سياسية والاجتماعية في الخارج ،فعلينا جمع تونسيو الشتات ونضعهم في هيكل موحد بمثابة بوتقة متسقة لتكون مؤثرة ايجابيا على ما يحدث في تونس. أما الهدف الثالث فثقافي، نأمل أن نعيد لتونس بريقها الثقافي الذي كانت تشتهر به، نريد إعادة هذا الثقل والبعد الثقافي لبلدنا كما سنقوم بربط مثقفي تونس في الداخل بإخوانهم في الخارج.
أما البعد الرابع والأخير هو "العالمي" حيث نسعى كجمعية في فرنسا أن يكون للتونسيين وقع عالمي أن نربط التونسيين المتواجدين في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا وفي الشرق الأوسط ببعضهم وأن نجد الإمكانيات لكي نفتح فروع لجمعيتنا في هذه المناطق التي يعيش فيها التونسيين. فكما قال الزعيم الحبيب بورقيبة أنه من السهل طلب ثروة من الغير لكن من الصعب أن نصنعها بأنفسنا وهذه مقولة صحيحة وتعتبر نظرية فيجب أن نصنع ثروتنا بأيدينا ، فهناك الكثيرون الذين يقولون بأن بلدنا تونس دولة لا تملك نفط ولا غاز فقيرة بالمواد الأولية وهذا صحيح لكننا أغنياء بالأفكار وبالعقول النيرة، إن فرنسا كانت دولة فقيرة لا تملك بترول ولا غاز لكنها تملك أفكارا وأصبحت بها وعبر عقول أبناءها من الدول العظمى والقوية ضمن الاقتصاديات العالمية. في الواقع ،تملك تونس ثروة عقول أبناءها المتميزين في الداخل والخارج، وهم قادرين على رفع مستواها واقتصادها لكن يجب أولا أن نتوحد لكي نطور البلاد فمن غير التونسيين الذي سيطورها؟