الثلاثاء 19 أغسطس 2025 04:03 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

علي شفيق يكتب: نظرة على معجزتا الإسراء والمعراج

الكاتب علي شفيق
الكاتب علي شفيق

نظرة علي معجزتا (الإسراء والمعرج)

قال تعالي: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

الإسراء والمعراج معجزتان إلهية.

معني الإسراء: "يقال أسري من السّري" والسير ليلاً، والمقصود بقوله تعالي: "أسري بعبده" أي- بالروح والجسد

جعل البراق يسري به، ويقصد بالإسراء – بالرحلة التي كرم الله تعالي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى في بيت المقدس، جاءت الإسراء والمعراج لكي يُفرض عليه الصلاة،.. كل أركان الإسلام فرضها الله عز وجل عن طريق أمين الوحي جبريل عليه السلام إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلا فريضة الصلاة فكانت في الحضرة الإلهية في السموات العلا لأهميتها وعظم شئنها فهي الصلة بين العبد وربه ،

تثبيتاً للنبي محمد صلي الله عليه وسلم وإزالة همومه وأحزانه، وإكراما له بعد جفاء قومه وعشيرته وبعد الأذى الشديد الذي تعرض له ثم وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وبعد وفاة عمهُ أبي طالب، وحين ذهب إلي الطائف لعله يجد من يستجيب لدعوتهٌ صلي الله عليه وسلم بعد أن يئسَ من قومه فعرض عليهم الإسلام، ولكنهُ لقيا منهم غِلظه وأشد قسوة وأكثر مما للقاه من قريش وقومه، فلم يكتفوا بل حرضوا عليه صبيانهم وسفهائهم فألقوه بالحجارة وسبوه بأبشع الألفاظ حتى جُرحت قدماه وسال منها الدم وظل يجري فراراً منهم حتى استظل تحت شجرة بجوار بستان ربيعة، وكان دعائه المشهور، فقال: ( اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس يا أرحم الراحمين أنت ربّ المستضعفين وأنت ربي إلي من تكلني؟ .. إلي بعيد يتهجمن أم إلي عدو ملكتهُ أمري إن لم يكن بك غضبُ عليّ فلا أُبالي، ولكن عافيتُك أوسع لي – أعوذُ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبُك، أو يحل سخطُك لك العُتبى حتى ترضي ولا حول ولا قوة إلا بالله...

المعجزة الأولي:

فقد فكانت رحلة الإسراء والمعرج من المسجد الحرام في "مكة" إلي المسجد الأقصى في "بيت المقدس" قد استغرقت جزء من الليل حيث كان العرب في ذلك الوقت تضرب أكباد الإبل زمناً طويلا في تلك الرحلة.

أما الثانية:

بدأت رحلة الإسراء كما روها النبي صلي الله عليه وسلم بقدوم ثلاثة من الملائكة بينهم جبريل وميكائيل فشقوا صدره وغسلوا ما كان به من غل بماء زمزم ثم ملئوا قلبه إيماناً وحكمه، ثم عُرض عليه كأسان" أحدهما " لبناً – والأخر خمراً " فأختار صلي الله عليه سلم اللبن فبشره جبريل بالفطرة.

المعجزة الثالثة:

أركبه جبريل عليه السلام دابة تٌسمي البراق التي تضع حافرها عند منتهي طرفُها، فأنطلق إلي المسجد الأقصى يسوقه جبريل عليه السلام وصل ليلتقي بالأنبياء المبعوثون قبله فسلموا عليه ثم قدمه جبريل عليه السلام فصلي بهم النبي إماما ركعتين وهذه معجزه أخري.

المعراج:

أما معجزة المعراج – وهي رحلة الصعود بالرسول صلي الله عليه وسلم إلي السموات العُلا حتى الصعود إلي مستوي لا يقربه أحد من الخلائق، وقد ورد ذكر المعراج في القرآن الكريم في سورة "النجم" - قال تعالي: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى)

من معجزات المعراج:

تعلق الصخرة المشرفة بالحبيب المصطفي التي صعد من عليها، إذ سار جبريل بالرسول صلي الله عليه وسلم، ثم حمله علي جناحيه ليصعد به إلي السماء الدنيا، ثم التقي بالأنبياء بآدم عليه السلام في السماء الأولي، ثم صعد إلي أن وصل إلي سدرت المنتهي وهي شجرة جذورها في السماء السادسة وتنتهي عند عرش الرحمن، ثم تقدم جبريل عليه السلام بالرسول إلي الحجاب وفيه منتهي الخلق وهنا - قال جبريل عليه السلام: تقدم يا محمد أما أنا لو تقدمت لاحترقت أما أنت لو تقدمت لاخترقت حتى بلغ النبي صلي الله عليه وسلم عرش الرحمن قال تعالي: ((7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى).

وقوف النّبي في الحضرة الإلهية:

وقوف النّبي مبهوراً أمام جلال الله تعالي صامتاُ فأوحي الله إليه بالتحيات، فقال عليه الصلاة والسلام: ( التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك يا أيها النّبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلي أخر الآيات ).... وهنا فرض الله تعالي علي النبي صلي الله عليه وسلم الصلاة وكانت خمسين، ثم التقي بنبيّ الله موسي عليه السلام فسأله ماذا فرض الله عليك يا محمد،.. فقال فرض الله عليّ خمسين صلاة،.. فقال نبي الله موسي ارجع فسأل ربُك التخفيف ثم عاد فسأل التخفيف حتى صارت خمس صلوات في اليوم والليلة وفي الأجر خمسين - ما أكرم فضل الله تعالي علي النّبي صلي الله عليه وسلم، وهي كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: (الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين بها يُفرق الله تعالي بين المسلم و غيره من أصحاب الرسالات لأخره)

الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج:

* بعد هذه الحادثة أُطلق علي أبي بكر باللقب الصديق فقد كان أفضل مثال علي الإيمان الراسخ والتسليم المطلق بصدق رسالة النّبي صلي الله عليه وسلم

*امتحان وفتنة صلي للناس وقد خسر الكثير منهم بما فيهم بعض من أسلم

* شجاعة النّبي صلي الله عليه وسلم في إلا فصاح عن هذه المعجزة التي سيكذب بها قومه

* أهمية الصلاة التي شرعها الله عز وجل في ذلك المكان العظيم لعلو شئنها وقدرها

معراج