الدكتور أيمن سلامة : كيف طردت الفرقاطة الروسية شابوشينيكوف الغواصة الأمريكية فيرجينيا ؟

يُعد توغل الغواصات الأجنبية كسائر السفن الحربية في المياه الإقليمية لدولة ساحلية على أنه عمل حربي عدائي، باستثناء الظروف الاستثنائية مثل القوة القاهرة أو الكرب، مثل تعطل المحرك أو الخطأ الملاحي.

يجب أن تعبر الغواصات البحر الإقليمي للدولة الساحلية على السطح، لإثبات أنه ليس لديها نية عدائية، كما يجب أن ترفع علمها، حيث تفترض سوء النية في الغواصات التي لا تطفو فوق المياه وبدلا من ذلك تتوغل مغمورة داخل البحر الإقليمي للدولة الساحلية.

يجب أن تحصل السفن الحربية على إذن من البلد المضيف قبل دخول حد 12 ميلاً في الطريق إلى الميناء، وتعتبر الغواصات حساسة بشكل خاص بسبب مفاعلاتها النووية وإمكانية حملها لأسلحة نووية.

تنص المادة 19 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار على أن المرور "بريء" طالما أنه لا يضر بسلامة الدولة الساحلية أو بأمنها. يوجد استثناء لسلطة رفض المرور البريء للطائرات ضمن السياق المحدود لـ "حق دخول المساعدة" على أساس واجب تقديم المساعدة الإنقاذ الفورية لأولئك المعرضين للخطر أو المحنة في البحر.

يسمح حق المساعدة بالدخول إلى البحر الإقليمي بواسطة السفن أو الطائرات الأجنبية ، في ظل ظروف معينة ، دون إذن من الدولة الساحلية لأغراض محدودة تتعلق بالإنقاذ أو المساعدة.

لتحديد ما اذا كانت الغواصات المغمورة التي توغلت في داخل المياه الإقليمية للدولة الساحلية هي غواصات صديقه لهذه الدولة الساحلية أم غواصة عدو فانه يلزم اتخاذ تدابير ضرورية وحيوية من قبل القوات البحرية للدولة الساحلية التي توغلت فيها هذه الغواصة الاجنبية المغمورة تحت الماء.

بادئ ذي بدء يجب اكتشاف هذه الغواصة وتحديد مكانها وتتبعها حتي يتم تصنيفها و تحديد المركز القانوني لهذه الغواصة الأجنبية وفق تصرفها و جنسيتها أيضا، وذلك لتقدير التهديد المحتمل الذي تمثله هذه الغواصة وفي نهاية المطاف يتم اتخاذ القرارات الموقوتة اذا تطلب الامر.

تنص عليه المادة 19من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982 علي أن المرور البريء يعني عدم الإضرار بسلم الدولة الساحلية أو بحسن نظامها أو بأمنها، وأن يتم هذا المرور طبقا لهذه الاتفاقية ولقواعد القانون الدولي الأخرى». كما نصت الفقرة الثانية من المادة ذاتها، أن مرور السفن الأجنبية يعد ضاراً بسلم الدولة الساحلية أو بحسن نظامها أو بأمنها إذا قامت السفينة عند مرورها في البحر الإقليمي بواحد أو أكثر من الأنشطة التالية:

أي تهديد باستعمال القوة أو استعمالها فعلاً ضد سيادة الدولة الساحلية أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي، أو بأي صورة تشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي الثابتة في ميثاق الأمم المتحدة.

أفردت المادة 20 من الاتفاقية حكماً خاصاً بالغواصات والمركبات الغاطسة، بأن تمر عبر البحر الإقليمي للدولة الساحلية وهي طافية ورافعة علمها. كما ورد بالمادة 23 من الاتفاقية التزام آخر على السفن الأجنبية التي تعمل بالطاقة النووية، أو تلك التي تحمل مواد نووية أو غيرها من المواد ذات الطبيعة الخطرة حال مرورها بالبحر الإقليمي مروراً بريئاً، أن تحمل من الوثائق وأن تراعى من التدابير الوقائية الخاصة ما قررته الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد.

في ذات السياق لم تنضم الولايات المتحدة بعد لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مخاطر الاصطدام وحتى التهديدات الخطيرة ، خاصة في البيئة الجيوسياسية الحالية .

في 12 فبراير، دخلت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية من طراز فرجينيا المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزيرة كوريل، فاستخدمت الفرقاطة الروسية مارشال شابوشنيكوف معدات اتصالات خاصة للتواصل مع الغواصة الامريكية وانذارها ، لكن الغواصة الأمريكية تجاهلت مطالب الجيش الروسي بمغادرة مياه الاتحاد الروسي.

وبحسب إزفستيا الروسية ، فقد حاولت الغواصة الأمريكية متابعة تدريبات الأسطول الروسي في المحيط الهادئ ، لكنها اكتُشفت قبل أن تبدأ المهمة.

بعد اكتشاف الغواصة ، تم إرسال الرسالة التحذيرية الروسية إلى طاقمها في وضع الصوت تحت الماء باللغتين الروسية والإنجليزية: "أنت في المياه الإقليمية لروسيا غادروا على الفور! "، لكن تجاهل طاقم الغواصة في بادئ الأمر هذا الطلب.

أصدر البنتاغون بيانا حول الحادث زاعما أن الغواصة لم تكن في المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزر الكوريل.

في ذات الصدد يشير أحد الخبراء العسكريين الأمريكيين إلى أنه عندما يتم الكشف عن غواصة أجنبية عبرت الحدود فإن قواتنا المضادة للغواصات تتصرف بنفس الطريقة التي يعمل بها حرس الحدود على الأرض ، فلهم الحق في استخدام الأسلحة .

تم تقديم مذكرة احتجاج للملحق الحربي للولايات المتحدة في موسكو ، ورد فيها بأن تصرفات الغواصة الامريكية تعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وسببت الأفعال الاستفزازية للبحرية الأمريكية تهديدًا للأمن القومي للاتحاد الروسي ، ويستلزم الأمر أن تتخذ واشنطن إجراءات لاستبعاد مثل هذه المواقف في المستقبل ، كما تحتفظ بالحق في اتخاذ جميع الخطوات الممكنة في بحرها الإقليمي لضمان أمنها القومي.

صرحت المصادر الرسمية الروسية أنه وفقًا للمبادئ التوجيهية لحماية حدود دولة الاتحاد الروسي في البيئة تحت الماء ، استخدم طاقم فرقاطة أسطول الروسي في المحيط الهادئ "مارشال شابوشنيكوف" الوسائل المناسبة التي أجبرت، الغواصة الأمريكية علي ترك المياه الإقليمية الروسية بأقصى سرعة.