عامريات.. كيف للعبد ان يصبح نخّاساً؟!


اشتدت مؤخراً نبرات رفع الصوت والصياح (الزعيق) للتأثير أو التشويش أو إرسال الرسائل من قبل البعض الذين أعلنوا سراً أو علناً مبايعتهم لهذا الطرف أو ذاك ممن يعتقدون أن الحق معه ولا حقٌ في البلاد لبقية العباد..
ذلك البعض لم يكتفِ بكونه مع السرب أو خارجه (ينعق أو يغرّد) فراح (يكفّر) الأطراف من الذين لا يوالون جماعته أو يترصد بهم أو يدعوهم لمنازلةٍ علنية ليكشف لمن يواليهم أنه هو (وحده) معهم حتى الرمق الأخير وما هو (كذلك)، لأن ذات الشيء رأيناه في السياسة ماضياً وحاضراً وشاهدنا كيف انقلب المنقلبون برغباتهم (هم) وهم كثر نزعوا جلودهم واستعانوا بغيرها حسب (المودة) الرائجة!..
مرض التناحر هذا لم يتوقف عند من أعلنوا الصراعات جهاراً نهاراً او ليلاً في ساعات (قيلولتنا) رغم تلاقيهم و(تلاقحهم) في مناسبات عديدة وكأنهم إخوة وليسوا بمتخاصمين ومع ذلك يبقى أتباعهم متعصبون ومتشددون (ملكيون) أكثر من الملك نفسه.. علّهم في مستقبلٍ نرجوه أن لا يأتي وتكون لهم مكانة و(شنّة ورنّة) وهذا بالطبع لن يكون لأن من إعتاد التقلّب على كل الجهات لن يستقر يوماً ويعرف طعم النوم بـ(راحة)..
لا أحد ينكر أن صحافتنا أو اعلامنا العراقي عبر من يتواجدون فيهما تأثّرا كثيراً بالذي يحصل في الرياضة العراقية وكرتها والأخيرة مسيطرة بدون رحمة رغم ألمها والمنا الذي يشتد اثتاء او عقب كل بطولة او تجمّع تكون نتيجته (خفي حنين)..
لا بل أن ذلك التأثّر وصل حداً بات لا يطاق، خصوصاً بعد تبادل الاتهامات الشنيعة التي وصلت إلى أبعد مدياتها ولم تسلم منها لا حرمة لعرضٍ أو مكانة لكبر و(شيبة رأس)..
ماذا حصل حتى ينتخي هذا الطرف ليقارع أخيه بقلمه أو عبر شاشات الأقنية التلفازية.. وهل الثمن أو المكاسب المرتقبة باتت (تسوّه) حتى ينكّل الأخ بأخيه وتضرب ذات الجهة أو غيرها من يخالفها الرأي بأقذع العبارات وأقذرها؟..
هل هذه هي مهنيتنا التي نسعى التخندق فيها؟
ثم من اباح لفلان أو فلان أن ينصّب نفسه ناطقاً باسم المجموع، بل ويخاطبهم وكأنه قائد وهو بالكاد يقدر أن يسير بنفسه ويسيّرها ومع ذلك يتعثّر نتيجة فقدان (التوازن) لاسباب كثيرة؟
من أعطاهم الحق حين يتحدّثون لا يستخدمون سوى لغة الجمع والأخير منهم براء؟..
ألا يكفي ما تعرّض له ثوب الصحافة والإعلام من (أحبار) مشينةٍ، نحتاج لدهور كي نزيلها ولن نقدر لأن حاملي الأصباغ ينثرون مالديهم، كي يعتاشوا على الصراعات التي لابد لها من نهاية، لنرى ساعتها حملة الشعارات أو المطبلين لكل الأطراف كيف سيكون موقعهم من الإعراب..
ثم كيف لمن كان عبداً ان يفكّر يوماً ليصبح نخاساً ويتاجر بالأحرار..؟
وهل يتوقّع المتناحرون أنّهم امتلكوا القطيع وأن بإمكانهم السير به إلى أي مكانٍ يرغبون.. لا أيها السادة غير الـ(أفاضل).. لستم أنتم من تحددون بوصلة الصحافة والإعلام الرياضي في العراق وإن وجدتم من بينهم بعض الخانعين (لكم) فإعلموا إنهم قلّة مهما كانوا أو سيكونون..
لا ينكر أحد بأن وسطنا (صحافة واعلام) فيه كل شيء، يضاف لذلك الحقد والكراهية ومحاربة الناجح أو الانتقاص منه، بل ومحاولة إيذاءه بشتى السبل أو التعتيم عليه وتجاهله.. لأن من في قلوبهم مرض ما عادوا يقنعون بالذي عندهم ويريدون الأكثر ومهما سقط من ضحايا.. ومع هذا كلنا نعرف بأن الصحافة والإعلام لها مدارس تتّبع.. صحافة بيضاء تنطق بالحق والمهنية لها عنوان.. وأخرى صفراء يتم ايجادها لتحقيق غايات محددة ثم يتم التخلّص منها.. وغيرها (مثير) وذلك لاشغال الرأي العام وابعاده عن التفكير بالواقع المزري.. ويبقى صنف آخر لا يريد سوى الوصول إلى أعلى مراتب المشاهدات والمتابعات لصنع مجدٍ أو أمجاد فردية محاكاة للآخرين..
عليه كل الجهات لها هدف وخطّة عمل ولكنها لن تنجح أو تحقق ما تريد الا من خلالنا نحن الذين نمتلك الفرز.. فإن كنّا أهل للاختيار لن نقع بأي فخ وإن لم نكن كذلك فبئس من نكون نحن..
لا أحد يجبرنا على تجرّع السموم المخلوطة بالعسل لأن تغيير طعم السم لن يقينا الموت..
ومن هنا نخبر الجميع.. إن اخترت أن تكون تابعاً فإعلم أنهم في يوم ما سيتحدون عليك وتبقى أنت وانا وأخينا ومن يختلف معك أو معنا الضحايا لأنهم (هم) الذئاب الذين يمتلكون خيوط اللعبة وما أنتم (نحن) فيها سوى (كومبارس) يقبض أجراً وفي أحيان كثيرة (تطوّعاً)..
وكي تعلموا ما نقصد.. نسوق لكم هذه السطور ونأمل أن تتحرّك (فيكم) فينا الحميّة قبل فوات الأوان...
دخل ذئب حظيرة الخراف فأكل نعجة بيضاء ففرحت الأغنام السوداء!.. ثم جاء في يوم آخر وأكل نعجة سوداء فقالت البيضاء: ذئب عادل.. وما زال الذئب يمارس عدله فيهم حتى اليوم.. هل فهمتم المغزى؟..
دمتم ولنا عودة إن شاء الله.. هذا اذا ما صار شي!..