الإثنين 24 نوفمبر 2025 05:08 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

جودة أبوالنور يكتب: مصطفى شوبير… المواجهة الصعبة بين الموهبة والقيود الإدارية في الأهلي

النهار نيوز

يشهد مركز حراسة مرمى الأهلي اليوم واحدة من أكثر المراحل تعقيداً في تاريخه، إذ يقف الحارس الشاب مصطفى شوبير أمام تحديات ليست على أرض الملعب فقط، بل أمام إرث وإدارة وجماهيرية مكتنزة بالتاريخ. شوبير، الذي أثبت في كل مشاركة قصيرة أو فجائية أنه حارس واعد وموهوب، يجد نفسه محاصراً بين تاريخ محمد الشناوي الكبير وقرار إداري متردد يحجم فرصه.

بين حارس الأسطورة والحارس الصاعد

محمد الشناوي، الحارس المخضرم وقائد الأهلي والمنتخب، صنع تاريخاً عظيماً مع القلعة الحمراء، وحقق البطولات المحلية والقارية، وضمن مكانته بين كبار حراس تاريخ النادي. وعادةً، تكون الفجوة بين الحارس الأول والثاني واضحة لصالح الأساسي. لكن شوبير قلب المعادلة، وقدم مستويات استثنائية أبهرت الجماهير والمحللين، ما جعل إدارة الأهلي أمام أصعب قرار إداري في سنوات طويلة: هل تستمر في الاعتماد على الشناوي، أم تمنح الفرصة الكاملة للحارس الواعد؟

الموهبة تواجه القيود

للأسف، يواجه شوبير أزمات لا دخل له بها. فهو في تمام النضج الفني، قادر على قيادة مرمى الأهلي بثقة، لكنه يجلس على الدكة بسبب الحاجز النفسي لإدارة النادي تجاه الشناوي. الأزمات لا تقتصر على ذلك، بل يمتد تأثيرها إلى هجوم بلا سند فني على خلفية معارك والده الإعلامية، والتي لا علاقة لشوبير بها، مما يزيد من تعقيد الموقف ويؤثر على نفسيته وحاضره الكروي.

خيار الاحتراف الأوروبي

في ظل هذا الوضع، يظهر خيار الاحتراف الأوروبي كحل عملي وضروري. إذا لم يحصل شوبير على الفرصة التي يستحقها في الأهلي، فإن الانتقال إلى أوروبا سيمنحه الحرية للتطور وفرض نفسه على المستوى الدولي، كما سيخفف الضغط عن أي مدير فني للمنتخب المصري عند التفكير في ضمه، لأنه سيصبح حارساً مرموقاً بنفسه لا بالانتماءات أو الضغوط الإدارية وبالطبع سيخسر الأهلي صمام أمان حقيقي لشباكه.

مهارات حقيقية تحت الضغط

رغم كل القيود، يثبت شوبير في كل مباراة أنه حارس ذكي، سريع، وهادئ تحت الضغط، قادر على التعامل مع الكرات الصعبة، ويظهر قراءة ممتازة للمواقف داخل منطقة الجزاء. حتى دقائق اللعب القليلة تكفي لإظهار قدراته وإقناع الجميع بأنه حارس يستحق فرصته كاملة.

الفرصة أمامه… والمستقبل بانتظاره

شوبير نموذج للموهبة الواعدة التي تواجه قيوداً إدارية وجماهيرية، لكنه يمتلك كل الإمكانات ليصبح حارس الأهلي الأول، وربما حارس الفراعنة في المستقبل. الطريق ليس سهلاً، لكن الإصرار والموهبة كفيلان بأن يفرض نفسه، سواء داخل مصر أو خارجها.

في النهاية، يبقى مصطفى شوبير الرمز الصاعد لمستقبل حراسة الأهلي والمنتخب، وهو اليوم في مواجهة مع القيود أكثر من مواجهة المنافسين، وعليه أن يقرر بين البقاء تحت الضغط أو الانطلاق نحو الاحتراف الذي يليق بمستواه وإمكاناته.