الإثنين 20 أكتوبر 2025 05:58 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

جودة أبو النور يكتب :العالم نام من المغرب

النهار نيوز

في ليلةٍ من ليالي المجد التي لا تُنسى، نام العالم على وقع فرحةٍ مغربيةٍ خالصة، بعد أن توّج أشبال الأطلس أبطالًا لكأس العالم تحت 20 سنة 2025، إثر فوزهم التاريخي على المنتخب الأرجنتيني بهدفين دون رد في نهائي عالمي احتضنه ملعب إستاديو ناسيونال بالعاصمة التشيلية سانتياجو مساء الأحد 19 أكتوبر.

ملحمة بدأت من “مجموعة الموت”

لم يكن طريق المغرب إلى القمة مفروشًا بالورود، إذ وقع في مجموعة قوية ضمّت البرازيل، إسبانيا، والمكسيك. لكن المنتخب المغربي الشاب، بروحه القتالية وانضباطه العالي، قلب كل التوقعات.

فاز على إسبانيا 2-0، وأسقط البرازيل 2-1، قبل أن يتلقى خسارته الوحيدة أمام المكسيك بهدف وحيد، ليعبر إلى الأدوار الإقصائية متصدرًا مجموعته.

في ثمن النهائي، واصل المغاربة تألقهم بتغلبهم على كوريا الجنوبية 2-1، ثم تجاوزوا أمريكا بثلاثة أهداف لهدف في ربع النهائي. وجاءت الملحمة الكبرى في نصف النهائي أمام فرنسا، حيث فرض المغاربة التعادل 1-1، قبل أن يحسموا التأهل بركلات الترجيح.

النهائي… والعزف المغربي على أوتار المجد

دخل أشبال الأطلس النهائي بثقة الأبطال، فسيطروا على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى.

سجّل ياسر زبيري الهدف الأول من ركلة حرة بلمسة فنية مذهلة في الدقيقة 12، ثم أضاف عثمان معمّـى الهدف الثاني بعد تمريرة ساحرة في الدقيقة 29.

ورغم محاولات الأرجنتين للعودة، صمد الدفاع المغربي ببسالة حتى صافرة النهاية التي أعلنت ميلاد بطلٍ جديد للعالم: المغرب.

محمد وهبي.. مهندس المجد المغربي

يُعد محمد وهبي أحد أبرز الأسماء في ساحة التدريب المغربية الحديثة، وهو العقل المدبّر وراء الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب تحت 20 سنة الذي تُوّج بكأس العالم 2025 في تشيلي.

وُلد وهبي في مدينة وجدة شرق المغرب، وبدأ مسيرته كلاعبٍ قبل أن يتفرغ مبكرًا للتدريب، حيث تدرج في العمل داخل مراكز التكوين التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ثم تولّى تدريب منتخبات الفئات السنية، من تحت 17 عامًا إلى تحت 20 عامًا.

عُرف وهبي بأسلوبه التكتيكي الحديث الذي يجمع بين الانضباط الدفاعي والضغط العالي والهجمات السريعة، كما يُشيد به المختصون لاهتمامه الكبير بالجانب الذهني والنفسي للاعبين الشباب.

تحت قيادته، تحوّل المنتخب المغربي إلى فريق منظم يقدّم كرة جماعية جميلة ويؤمن بقدراته حتى أمام عمالقة العالم.

بفضل رؤية وهبي وحنكته الفنية، استطاع “أشبال الأطلس” أن يحققوا إنجازًا تاريخيًا، ليصبح وهبي رمزًا لجيل جديد من المدربين المغاربة الذين يجمعون بين الفكر العصري والهوية الوطنية.

فرحة وطنية تهز الشوارع

من طنجة إلى الداخلة، ومن وجدة إلى مراكش، تحوّلت الليلة إلى عرس وطني كبير. خرجت الجماهير إلى الشوارع رافعة الأعلام ومردّدة النشيد الوطني في مشهد جمع بين الفخر والدموع.

الملك محمد السادس بعث ببرقية تهنئة إلى عناصر المنتخب والجهاز الفني، أشاد فيها بـ“روح المثابرة والإصرار التي حملت راية المغرب إلى القمة العالمية”.

تهنئة من القلب

بهذه المناسبة التاريخية، نتقدم بأسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإلى الشعب المغربي العظيم، وإلى السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي قاد بخبرته ورؤيته الإصلاحية نهضة كروية جعلت من المغرب نموذجًا إفريقيًا وعالميًا في التكوين والاحتراف.

لقد أثمرت سياسة التطوير والبنية التحتية القوية التي أشرف عليها لقجع في السنوات الأخيرة عن جيلٍ من اللاعبين الموهوبين، قادوا المغرب إلى القمة العالمية.

وهذا التتويج هو ثمرة عمل جماعي بين القيادة الحكيمة، والمؤسسات الرياضية، والجماهير الوفية التي لم تتوقف عن دعم منتخبها في كل المراحل.

فهنيئًا للمغرب ملكًا وشعبًا ومسؤولين على هذا النصر التاريخي الذي رفع راية الوطن عاليًا وأثلج صدور العرب جميعًا.

العالم يشيد… والمستقبل يبتسم

الصحف العالمية وصفت الفوز المغربي بأنه “زلزال كروي جميل”.

وقالت رويترز: “العالم نام من المغرب، فجرٌ جديد يُشرق من إفريقيا.”

ويرى المحللون أن هذا التتويج يُعد ثمرة لسنوات من العمل في مراكز التكوين المغربية، مثل أكاديمية محمد السادس، التي أصبحت مصنعًا للأبطال.

ليس نهاية الحلم… بل بدايته

تتويج المغرب بكأس العالم تحت 20 سنة هو أكثر من مجد رياضي؛ إنه انتصارٌ لهويةٍ وثقافةٍ وشعبٍ يؤمن بأن لا مستحيل تحت شمس الإصرار.

فبعد أن كتب الكبار التاريخ في المونديال، جاء الصغار ليكملوا الحكاية، وليقولوا للعالم:

“حين يحلم المغرب… يستيقظ العالم على صوته.”