البطولة العربية لألعاب القوى.. نجاح فوق التوقعات


تونس اليوم تُسدل الستار على البطولة العربية الحادية عشرة لألعاب القوى، لكن وهجها سيظل مضيئاً طويلاً في ذاكرة المشاركين والجماهير على حد سواء.
فمنذ لحظة الانطلاقة وحتى المشهد الختامي، تنفّست البطولة هواء النجاح، وارتسمت على مضمار رادس ملامح التحدي النبيل والروح الرياضية العالية، حيث اجتمع أبناء وبنات العرب في تظاهرة رياضية أعادت للرياضة رسالتها السامية: التنافس الشريف، والتقارب الإنساني، والاعتزاز بالهوية المشتركة.
جهود الاتحاد العربي لألعاب القوى، بقيادة العميد علي الشيخي، كانت واضحة للعيان، إدارة محكمة، تنظيم متقن، وحضور فاعل أعطى البطولة بعدها الحقيقي كملتقى رياضي عربي جامع.
وإلى جانب ذلك، قدّمت الجامعة التونسية لألعاب القوى درساً جديداً في القدرة على التنظيم، فكانت شريكاً فاعلاً في رسم صورة مبهرة للحدث.
أما تونس، فهي ليست غريبة عن هذا المشهد، بلد اعتدنا منه على الحفاوة والكرم والأناقة في الاستضافة، واعتدنا منه أن يكون فضاءً جامعاً للأشقاء، وموئلاً للرياضة التي تنمو على أرضه بالحب والدعم، تونس التي يليق بها أن تكون دائماً مسرحاً للأحداث العربية الكبرى، أهدت البطولة زخماً من جمالها، ووهجاً من طاقتها، فبدا كل شيء وكأنّه لوحة مكتملة الأركان.
نجحت البطولة، نعم، لكنها نجحت أكثر في أن تؤكد أنّ الرياضة العربية قادرة على التطور حين تتضافر الجهود، وأنّ شبابنا العربي قادر على رفع الراية عالياً متى ما وُفرت له البيئة المثالية.. وتونس كانت كعهدنا بها، البيئة التي تحتضن، وتلهم، وتمنح النجاح جناحين.
صفوان الهندي