اختتام فعاليات مؤتمر اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا بفيينا تحت شعار “من الرعاية إلى التمكين”

اختتم اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا، مساء السبت، فعاليات مؤتمره السنوي بالعاصمة النمساوية فيينا، تحت شعار: “نحو شراكة استراتيجية مع المصريين في أوروبا: من الرعاية إلى التمكين”، وسط حضور رسمي وشعبي واسع.

وجاء المؤتمر برعاية وحضور السفير المصري لدى النمسا محمد نصر، والقنصل العام في فيينا المستشار محمد البحيري، وبمشاركة ممثلين عن الجاليات المصرية في عدد من الدول الأوروبية، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء وممثلي المجتمع المدني.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد مصطفى رجب، رئيس اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا، على أهمية بناء جسور تواصل مؤسسية بين الدولة والمصريين بالخارج، مشيرًا إلى أن المصريين في المهجر لا يمثلون فقط امتدادًا جغرافيًا، بل عمقًا استراتيجيًا لمصر في محيطها الدولي.

رؤية ومخرجات

وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة الانتقال من منطق الرعاية إلى منطق الشراكة، وتفعيل دور المصريين بالخارج كشركاء فاعلين في التنمية الوطنية، مؤكدين أن الطاقة البشرية والعلمية والاقتصادية للمصريين في أوروبا تعد رصيدًا كبيرًا يجب استثماره.

وخلصت النقاشات إلى عدد من المخرجات الرئيسية، أبرزها:

• دعم الشباب المصري في أوروبا باعتباره جسرًا ثقافيًا ومعرفيًا.

• إنشاء بنية مؤسسية تضمن الاستمرارية في التواصل والإنجاز.

• تعزيز الانخراط الحقيقي للجاليات في قضايا الوطن.

توصيات عملية

وقدّم المؤتمر حزمة من التوصيات العملية في عدة مجالات، أبرزها:

في التعليم والثقافة:

• دعم تعليم اللغة العربية والهوية المصرية لأبناء الجيلين الثاني والثالث.

• تنظيم مخيمات صيفية في مصر لربط الشباب بجذورهم.

• دعم المبادرات الثقافية التي تعكس صورة مصر في أوروبا.

في الخدمات القنصلية:

• تحسين أداء الخدمات القنصلية رقميًا.

• مراجعة رسوم المعاملات لتناسب ظروف الجاليات.

• الاستمرار في تسهيل إجراءات التجنيد للمقيمين بالخارج.

في القضايا القانونية:

• إنشاء مرصد لدعم الجاليات في مواجهة التمييز.

• مراجعة شرط المدة المحددة لزيارة أبناء المصريين مزدوجي الجنسية.

• الدعوة لحوار دستوري حول قضايا الجنسية والانتماء الوطني.

في الاقتصاد والاستثمار:

• إطلاق صندوق استثمار خاص بالمصريين في أوروبا.

• مبادرة “استثمر في مسقط رأسك”.

• تأسيس حاضنات رقمية لدعم صغار المستثمرين بالخارج.

في العلم والتكنولوجيا:

• إنشاء شبكة خبراء مصريين بالخارج تربط الجامعات المصرية بنظرائهم الأوروبيين.

• تفعيل برنامج “الأستاذ الزائر” على نحو منتظم.

جلسة الشباب: “المستقبل لنا”

وشهد المؤتمر جلسة خاصة بعنوان “شبابنا هو المستقبل”، عبّر خلالها أبناء الجيلين الثاني والثالث عن رؤيتهم لمستقبل العلاقة مع الوطن الأم، وأوصوا بإنشاء منصة شبابية رسمية تربطهم بمصر، ومشاركتهم في البرامج الوطنية، لا سيما ضمن أنشطة الاتحاد العام لشباب المصريين بالخارج.

كما وجهوا نداءً للقيادة السياسية المصرية بضرورة تبنّي المواهب الشابة في الخارج وتوفير آليات لدعمها واستثمار طاقاتها في خدمة الوطن.

خطوات التفعيل

ودعا المؤتمر إلى مجموعة من الخطوات المؤسسية لضمان تنفيذ توصياته، من بينها:

• توقيع بروتوكولات تعاون مع الجهات المعنية في مصر.

• إطلاق منصة إلكترونية موحدة للتواصل مع المصريين في أوروبا.

• عقد مؤتمر سنوي لتقييم الأداء وتطوير آليات التعاون.

شكر وتقدير

وفي ختام المؤتمر، توجه المشاركون بالشكر إلى الجالية المصرية في النمسا على حُسن التنظيم، وإلى السفارة والقنصلية المصرية في فيينا على دعمهما المستمر.

وأكد البيان الختامي أن المصريين في الخارج ليسوا مهاجرين فحسب، بل شركاء حقيقيون في عملية التنمية الوطنية، وامتداد طبيعي لقوة مصر في الداخل.