في حضرة الحزن والبنات الحالمات... كيف ترعى دول العالم طلابها؟

لم يكن الحلم مكلفًا... فقط 120 جنيهًا، ومقعد في كلية، وأمل أن يعودن مساءً بالحياة.

لكن بنات كفر السنابسة – الحالمات بالعلم، المكدودات في المزارع – ودّعن الحياة على طريق الإقليمي، بعد أن هزمت الكرامة كل حسابات الراحة، وقررن أن يسلكن طريق الأمل... ولو بأقدام دامية.

المأساة ليست في حادث السير وحده، بل في أن طالبات علمٍ في مصر يُقتلن بحثًا عن لقمة تعينهن على استكمال الدراسة.

وفي زمنٍ آخر، وعلى خرائط أخرى... يحيا الطالب بكرامة، ويُكفَل له الحد الأدنى من العيش، حتى يُفرَّغ للتحصيل لا التحمل

دول ترعى طالبها... لا تدفنه في الطريق

السويد:

إعانة شهرية لكل طالب تصل إلى 1100 دولار، وسكن ومأكل مؤمّنان بالكامل، حتى لا يُرهق الشاب وهمُ المصروف.

ألمانيا:

برامج دعم معيشي شامل (BAföG)، تغطي السكن والغذاء والنقل والكتب... والكرامة.

فنلندا:

منح معيشة ثابتة، وإعفاءات شاملة، ومطاعم جامعية شبه مجانية.

كوريا الجنوبية:

برامج خاصة للفقراء، ومنح غذائية وسكنية، والعمل فقط داخل الحرم لمن يرغب دون إذلال.

تركيا:

المنحة الشهرية KYK، وسكن جامعي، ووجبات غذائية، كلها حقوق لا مِنن.

- الدول العربية... تجارب ملهمة في الدعم:

- السعودية:

مكافآت شهرية للطلاب (حتى 1000 ريال)، وسكن مجاني، وتأمين صحي.

-الإمارات وقطر:

دعم مالي مباشر، ووجبات، وسكن، مع برامج تشغيل داخلية راقية ومحترمة.

- الجزائر والمغرب وتونس:

منح معيشة شهرية، مطاعم طلابية شبه مجانية، وسكن مدعوم بالكامل.

أما بناتنا في مصر.

فتيات في كليات الهندسة والتربية، يستيقظن قبل الشمس، ويعدن في أكياس الموتى.

لا منحة ولا دعم، لا راتب ولا مأوى... فقط أملٌ على حافة الطريق.

خرجن للعمل في مزارع العنب لا للترف، بل ليشترين كتابًا، أو يدفعن أجرة حافلة، أو يسددن دين مصروف دراسي.

توصيات معلم... من قلب الحادثة:

1. صندوق إعاشة طلابية للفتيات في القرى، يُمَوّل من الدولة والقطاع الخاص.

2. إعفاء شامل لطلاب القرى من المصروفات والكتب، مع تقديم وجبات مدعومة داخل الجامعات.

3. قانون جديد: "كرامة طالب العلم"، يكفل الحماية والدخل للطلبة الفقراء.

4. تحويل برامج “تكافل وكرامة” لتشمل طلاب الجامعات من الأسر الأكثر احتياجًا.

لا تكفينا دموع التعازي، ولا تعنينا بيانات النواب المتأخرة...

ما نحتاجه هو عدالة علمية ومعيشية، تحفظ لأبناء هذا الوطن أبسط حقوقهم في حياة آمنة.

بنات كفر السنابسة لم يكنّ يبحثن عن رفاهية... بل عن حقٍّ صغير في مستقبل كبير.

فلا تجعلوا دماءهنّ مجرد سطرٍ في نشرة الأخبار، بل بداية لوثيقة كرامة جديدة:

أن لا يُقتل طالب علمٍ في مصر لأنه فقير.