الإثنين 30 يونيو 2025 03:14 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

وطنٌ يستفيق

النهار نيوز

في ذلك اليوم المضيء من تاريخ مصر، الثلاثين من يونيو، خرجت الحناجر من أعماق الصدور، تهتف لا لحزب، ولا لفصيل، بل للوطن. لم تكن الثورة حينها نزوة غضب، بل صحوة ضمير، ونداء شعب قرر أن يستفيق من كابوسٍ كاد أن يبتلع هويته، ويختطف مصيره، ويمحو ذاكرته الممتدة منذ آلاف السنين.

لقد عادت مصر من على حافة السقوط، حين تقدّمت الملايين صفوف الشوارع، وامتدت الأعلام كالسُحُب، تظلل السماء بصرخة: "إما مصر أو الضياع!"

كان المشهد مهيبًا، والتاريخ يكتب سطورًا جديدة بحبر الإرادة الشعبية. وحين لبّى القائد النداء، ووقف الفريق أول عبد الفتاح السيسي – وزير الدفاع آنذاك – ليقول باسم الجيش ما عجزت النخب عن قوله، انحاز للمستقبل، لا للحكم. اختار الوطن، لا الجماعة. ومنذ تلك اللحظة، بدأت مصر رحلتها الصعبة نحو البناء، وسط ركام دولة كانت على وشك السقوط.

السيسي.. رجل اللحظة وضمير الأمة

لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي مجرد قائد عسكري، بل ضميرًا يقظًا فهم نبض الناس، وقرأ وجعهم، وتحرك بعين ترى ما وراء اللحظة. وضع يده على جراح الوطن، وبدأ علاجًا صعبًا مرًّا، لكنه ضروري. فكانت مشروعات الطرق، والمدن الجديدة، وبناء جيش يردع، ومؤسسات تُبنى لا تُهدّ.

لم يكن وعد السيسي للناس بالرخاء المجاني، بل بالعمل، والأمل، والتضحيات. وهكذا فهم الشعب، وهكذا ساروا معه.

دروسٌ لا تُنسى

أن الإرادة الشعبية لا يُعلى عليها، فهي المُلهم الأول للتغيير.

أن الهوية الوطنية لا تُباع، ولا تُستبدل بشعار ديني أو تنظيمي.

أن الحوار وحده لا يكفي إذا صُمّت الآذان، فالصمت في وجه العبث خيانة.

أن الجيش الوطني هو درع الأمة، لا عصا الحاكم، وأن انحيازه للشعب هو سر بقائه في قلوب المصريين.

لا عودة للوراء

في ذكرى 30 يونيو، لا نحتفل فقط بثورة، بل نُجدد العهد: أن مصر فوق الجميع، وأن لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمنها أو وحدتها، فالشعب بات أكثر وعيًا، والجيش أكثر يقظة، والرئيس أكثر عزيمة.

تحيا مصر.. التي لا تنحني.