أيمن سلامة : المبادرة المصرية لتسوية النزاع في السودان

يعقد اليوم الخميس في القاهرة اجتماع لبحث حلول لأزمة السودان، يشارك فيه البلدان المجاورة للسودان بعد أن دخلت تلك الأزمة شهرها الرابع بدءًا من أبريل الماضي.

يهدف الاجتماع إلى إنهاء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان وإنقاذ حياة السودانيين، بالإضافة إلى مناقشة التداعيات السلبية للنزاع على البلدان المجاورة.

لن يكون مؤتمر القاهرة بمعزل عن الجهود السابقة والحالية الإقليمية والدولية الأخرى في ذات الصدد حيث سيتم تضمين آليات فاعلة لحل الأزمة في السودان بشكل سلمي .

يجدر بنا تناول بعض الملاحظات المفصلية علي الجهود السابقة والحالية لإنهاء الصراع المسلح في السودان:

1. لم توفر الوساطات السابقة الوقت اللازم للمناقشات حول المخاطر عالية المستوي، لكنها شددت على الحاجة إلى اتفاق وانتقال "سريع" .
2. هذا النهج يتناقض مع عوامل نجاح حل النزاعات المدونة في منشور الأمم المتحدة المُعَنون "إرشادات الأمم المتحدة للوساطة الفعالة".
3. مصر لا تريد التدخل في الأزمة السودانية وحدها، بل كجزء من مجموعة تضم دولًا مجاورة للسودان، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، إلى جانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
4. كان من المناسب تجنب تعدد الوساطات الدولية المتزامنة، علي حساب منح الامتياز والاستماع إلى الوسطاء المحليين من داخل البيت السوداني.
5. يجب أن تهدف أي مبادرة أو وساطة جديدة - بداءة - إلى تطبيق "وقف إطلاق النار المستدام ".
6. لنجاح الوساطة لا بد أن يتمتع الوسيط الذي يقوم بها بخبرة وكفاءة مشهود بها تخوله إتقان المراحل العملية للوساطة ليتمكن من الوصول إلى حل يرضي الطرفين، وهو ما تتمتع به مصر دولة الجوار للسودان.
7. تحتاج التحديات التي تواجه السودان، منذ سقوط البشير في عام 2019، من كافة الفاعلين المحليين في المشهد السياسي السوداني من العسكريين وأطراف السلام والمدنيين من الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني السوداني الترفع عن الأجندة الحزبية والشخصية والمشاريع السياسية الضيقة.
8. ضرورة إحداث أي اختراق في مواقف الطرفين المتحاربين اللذين يفضلا حديث البندقية على حديث الطاولات، قبل الحديث عن تسوية سياسية شاملة في السودان .
9. ضرورة البناء على الاتفاق الإطارية الموقع مؤخرا بين الجيش الوطني والدعم السريع وضرورة تنفيذه في أقرب وقت و تحت إشراف و ضمانات دولية و إقليمية .

10.أي نتيجة ملموسة تخرج عن اجتماع القاهرة تفضي حتى إلى تخفيف حدة الصراع المسلح ستكون عتبة و منطلق هام يُبني عليه مستقبلا .