الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : كهربا..سحر بين”الماس”القاتل و”الماس” الغالي


منذ عودة محمود عبدالمنعم "كهربا" الى النادي الاهلي بعد رحلة وصفة بالاغتراب لاحظ الجميع اختلاف كبير في شخصيته وسلوكه وتصرفاته ومستواه ومهارته ، بالطبع هذا امر طبيعي جدا فالمكان الذي ترعرع فيه ويشهد خطواته الاولى في المستطيلات الخضراء يصنع المشاعر والعواطف ويشكل كل مكونات الإنسان النافذة إلى الكون، والتاريخ لا يعيد نفسه ولكن معطيات الجغرافية تبقى ثابتة وراسخة فتأثير الأمكنة في الإنسان هائل وجاذبية المكان وتأثيرها على الإنسان إيجابا يكون سببها قيمة المكان وتاريخه الذي نبت فيه كرويا أو سلبا لضيقه وامتلائه بالمؤامرات والقيل والقال علاوة على فردية القرار وعنجهية صانعه ومتخذه ونظافة المكان او قذارته وهدوء المكان او صخبه فهنا يكون المكان جاذب يصنع ويصيغ المشاعر الايجابية فالدار الواسعة من مقومات ومكونات السعادة أما عندما يكون المكان ضيق مزدحم يصنع فينا المشاعر السالبة من ضيق وملل وعدوانية
فالأماكن المحترمة مثل الاهلي تصنع المشاعر الحميمية والعواطف النبيلة للمكان وكل ازمانه ولها تأثير بليغ في سلوك الإنسان وهذا يكون في البيت وفي مكان العمل فإما يكون جاذب للنبلاء أو طارد للهوجاء
(. فالاهلي عند ابنائه ومنهم كهربا مثل الوالد غير متهم وليس بحاجة الى شهادة حسن سير وسلوك من أحد وهو فوق المساءلة والاستجواب والتحري لكونه هو ضمان المستقبل المزهر والقادر على تركيب الجسد وإعمار الروح بالبسمة والفرح. والبعد عنه يصبح الابن بأذن واحدة مبتور اليدين واللسان، وهذا ما كان يمور فيه خلال رحلة اغترابه من أفكار وهواجس، وما تعرض من مآس وأوجاع، في اعماقه وهو يرى أرضه تسلب وبيته يهدم وأحباءه يقتلون، فكان التركيز على الداخل معادلا لآلام الجسد، و مشاهد الهلوسة وأحلام اليقظة والكوابيس التي تنقل آلام النفس وعذاباتها
(. ولما كان الاهلي هو الأصل أساس الشيء والفرع أعلاه، كانت العلاقة دائما بينهما تكاملية، كل واحد منهما في حاجة لوجود الآخر إلى حدٍّ بعيد يستحيل معه الكلام عن الفرع في غياب الأصل.
(. وكل المشاهد التي كانت تُطرح عن "كهربا" في رحلة اغترابه عن موطن الهامه ومنبت اقدامه أمام الناس سوى آلة كانت في تعكس ما يمور في النفس من مشاعر وأحاسيس، ومن أفكار متلاطمة ومتعاركة تدق جدران الرأس لتخط صورة أو مشهدا من واقع مركّب ومعقّد، فيه من الأمل بقدر ما فيه من الألم، وفيه من الانطلاق بقدر ما فيه من سلاسل ومن قيود. فما كنا نراه من تصرفاته في الماضي هو جزء بسيط مما يدور في داخل النفس.لاسيما أن الحياة في الملاعب مترابطة بقدر ما هي مفككة، وثمينة بقدر ما هي رخيصة، وجميلة بقدر ما هي بشعة. هذه المفارقات الحياتية وجدَتْ في حكاية كهربا في مبناها وفي مضمونها.
(. واذا كان لكل امرئ من اسمه نصيب"، هذا ما قاله العرب قديماً. واكدها كهربا حديثا بعد حصوله جائزة هداف بطولة دوري أبطال أفريقيا بالمشاركة مع بيتر شالوليلي لاعب صن داونز برصيد 6 أهداف لكل منهما قبل ان تثبت صحتها دراسة حديثة، بناء على برمجيات إلكترونية نجحت في التنبؤ بأسماء أشخاص اعتماداً على شكلهم توصل باحثون من عدة دول إلى إن الناس يشبهون في الغالب الصورة المرتبطة بأسمائهم. وأكد فريق الباحثين أن المشاركين في الدراسة على سبيل التطوع صنفوا الأشخاص المجهولين بالنسبة لهم حسب اسمهم الصحيح، بمعدل مدهش. أي أنهم توصلوا لاسمهم الصحيح على سبيل التخمين اعتماداً على ما يوحي به شكلهم.
(. ف"كهربا"تحول الى كابوس بعد عودته الى منبته الكروي"الاهلي"حتى في الاحلام لكل من حاول التخليص عليه بالماس الذي يحدث في اعماقه عند تماس أو اتصال سلكين أو أكثر داخله لا يُفترض بهما أن يتلامسا. يكون أحد هذه الأسلاك موجب و الآخر سالب، وعند تلامسهم يحدث شرارة نارية ( تفريغ) قوية وحتى انفجار أحيانا وهو المعروف عنه في حالة غضبه تدل على كم الإيذاء الذي يُصيب صاحب الرؤية كالغيبة والنميمة والكلام في الأعراض .
ولاحبابه يدل هذالحلم ب"ماس كهربا "على الحب و الاشواق الملتهبة من حيث المشاعر ومن حيث القيمة ك"الماس" وهو معدن نادر الوجود في الطبيعة يتكون من الكربون. ويحيط بكل ذرة كربون في الألماس أربع ذرات كربون أخرى مرتبطة بها عن طريق روابط تساهمية قوية (أقوى نوع من الروابط الكيميائية). وينتج عن هذا الترتيب البسيط والموحد المترابط بإحكام واحدة من أكثر المواد المعروفة صلابة. وبالإضافة إلى أنه أصلب مادة معروفة فهو مقاوِم كيميائيًا (لا يتآكل بفعل التفاعلات الكيميائية) ولديه أعلى نسبة توصيل حراري لأي مادة طبيعي وهو الحجر الكريم الأكثر شعبية في العالم. وهو أصلب مادة معروفة، وله العديد من الاستخدامات المذهلة مثل صناعة المجوهرات. ذات الألوان الزاهية مثل الأحمر والبرتقالي والأخضر والأزرق والوردي والأرجواني والبنفسجي والأصفر والتي تباع بأسعار باهظة.