الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب:محمد ابوالعلا ”باريستا”من نوع متميز


كنت اعتقد ان مهنة ال"باريستا"مهنة من لا مهنة له وكلمة باريستا هي كلمة إيطالية، وتعني من يعمل خلف "البسطة"في المقهى ذكرا أو أنثى، والذي يعمل المشروبات الساخنة كالشاي و أنواع القهوة المختلفة في الحبوب طرق إعدادها سواء القهوة التقطير او القهوة المُرشحة. والمشروبات الباردة والعصائر، حتى التقيت ابن دير مواس في محافظة المنيا . محمد ابوالعلا في مقهى القاهرة الذي اوضح من براعته انها وظيفة الوظائف التي تحتاج لشخصية بملامح وصفات خاصة، فإلى جانب أنها تتطلب الحنكة والذكاء وسرعة البديهة والتركيز الشديد، فهي أيضًا تتطلب المهارة العالية والعقلية المدبرة التنظيمية القادرة على الاستخدام الامثل للمنتجات الغذائية المكونة لمشروباتك الساخنة أو الباردة علاوة على ملكة التذوق التي اعطته تتميز بالتفوق، لدرجة صعب وصفها، وخاصة أفكار المزج الخاصة بالمشروبات المركزة المختلفة؛ وذلك في سبيل صنع مشروبات مثلجة مختلطة، والإتيان بأفكار إبداعية خارج الصندوق.
وما ميز محمد ابوالعلا عن غيره ما يمتلكه من معلومات مكثفة عن صناعة القهوة، ومشتقات " البن "، وطبيعة أجواء التربة التي يتم استخراجه منها، وطرق تحميصه، ودراسة القليل عن تاريخ هذا المنتج، وكيف تفضل كل دولة استخدامه وتقديمه وتذوقه.، كذلك الحال مع مشروبات الشاي المثلجة أو الساخنة،و نسبة الكافيين فيها، وأشكال تأثيره على جمهور المتذوقين، مع إدراك مدى أهميته للفئات التي تتعرض له، هل هو مشروب يومي أساسي أم أنه منتج جديد بالنسبة لهم؟
ولا يتوقف الأمر عند محمد ابوالعلا عند هذا الحد، بل ينطلق نحو معرفة درجات الحرارة اللازمة لكل مكون في مشروبك المقدم سواء من الشاي التي تختلف طريقة تحضير الشاي طبقا للنوع المستخدم ودرجة حرارة الماء وفترة التنقيع، و أفضل الطرق، لتحضير الشاي بدقة متناهية ومهارة عالية واهتمام فائق بالتفاصيل، إذ يتم عبر "استخدام طقم أوانٍ تتغير بتغير نوع الشاي، إما بأكواب زجاجية أو إبريق صغير مصنوع من الطين".
واو من الأنواع المختلفة من القهوة ومنها, لاتيه، كابتشينو، ماشياتو، فرابوتشينو! أمريكانو، حتى تكون في أمثل طعم خالقة بذلك أفضل تجربة تذوق للزبائن، وهنا نقصد درجات حرارة البن والحليب والماء وغيرها من المكونات،
وشدد محمد ابوالعلا المرشح للحصول على جائزة في اليوم العالمي للشاي الذي حددته الأمم المتحدة يوم 21 مايو للاحتفال بصناعة وصناع الشاي في جميع أنحاء العالم. بان العمل في المقاهي من اصعب انواع الاعمال لانك يجب ان ترضي الزبائن لكونها فضاءٌ للترويح عن النفس والذات، كما أنها فِرارٌ وهروبٌ من ضغوط العمل والبيت أيضا، فالبعض يتصوّر المقهى أنه مكانٌ مناسب للتخلص من أعباء ومشقة الشغل التي ترهق وتتعب الإنسان لذلك فهو يفضل ارتياد المقهى من أجل أن يحسّ بالراحة والارتياح كأنّ جو المكان يتيح له إمكانية ذلك. غالبية مرتادي المقاهي يلجؤون إليها وكل له مآرب خاصة به لكي يقضيها من خلال جلوسه ومكوثه بها،.
فالمقهى من وجهة نظر محمد ابوالعلا بناء على خبرته في هذا المجال ،ليست مكانا لاحتساء المشروبات على شتى أنواعها فحسب وإنما فضاءٌ سوسيولوجي صرف يتقاسم فيه الرّواد كل ما يدور من أحداث ووقائع سياسية واقتصادية ودينية وغيرها من المواضيع التي تكون محطُ اهتمام الرأي العام بها، ناهيك عن موضوع الرياضة الذي يظل يستأثر الجالسين بالمقهى، خاصةً كرة القدم، اللعبة المفضلة عند الجميع والتي تجعل المقهى غاصّةً عن آخرها، لا سيما عندما تبث المقابلات عبر الشاشات.
وقال محمد ابوالعلا ان اجمل ما فيه المقاهي انها ملاذا للأدباء والكتاب والشعراء بالاضافة الى الفنانين على مر العصور، فكانت المكان الذي يستمد منه هؤلاء المثقفون رواياتهم وقصصهم الادبية، حيث كانت بمنزلة الوحي الذي يتلمسون من خلاله هموم الناس ومشاكلهم،، فلم يخف نجيب محفوط عشقه لمقاهي القاهرة والاسكندرية، والتي لعبت دورا كبيرا في اختيار أبطال وشخصيات رواياته المختلفة، كما بدأ بعقد ندواته الأدبية بحضور الأدباء والمثقفين من مختلف انحاء الوطن العربي في هذه المقاهي