الثلاثاء 19 أغسطس 2025 05:35 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أخبار عربية

السلطة الفلسطينية غاضبة من تصريحات ماكرون بشأن القدس وتستدعي قنصل فرنسا

النهار نيوز

علمت "النهار نيوز" من مصادرها في السلطة الفلسطينية أنه تم استدعاء القنصل العام الفرنسي إلى رام الله بعد خطاب الرئيس الفرنسي - على لسان رئيس وزراءه جان كاستيكس - والذي قدم فيه المدينة المقدسة على أنها "العاصمة الأبدية للشعب اليهودي" ، دون ذكر المطالب الفلسطينية.
حيث ورد في كلمة الرئيس الفرنسي :- إن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي. لم أتوقف عن قول ذلك". ويبدو ان ذلك دق ناقوس الخطر داخل السلطة الفلسطينية ، في رام الله ، ففي يوم الخميس ، 24 فبراير اعتذر الرئيس ماكرون عن حضور العشاء السنوي لمنظمة الكريف ( المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية والذي بمثابة اللوبي الإسرائيلي في البلاد) إثر غزو القوات الروسية لأوكرانيا ، مفضلاً البقاء في بروكسل لترأس قمة أوروبية خصصها لأوكرانيا. وأناب عنه رئيس وزرائه وزوجته برجيت سيدة فرنسا الأولى كما حضر العشاء وقتها وزير خارجية وداخلين فرنسا وعدد من رؤساء الأحزاب السياسية باستثناء مارين لوبن وايريك زيمور وميلونشون الرافضين للسياسات الإسرائيلية بشكل عام. وبينما كان كاستكس يقرأ كلمة ماكرون، ذهب في مذهبه مذهباً بعيداً مجاملة لإسرائيل قاصداً كسب أصوات يهود فرنسا في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 10 أبريل ، ودون أن يلاحظه أحد في فرنسا ، ولكن ليس في الأراضي الفلسطينية المقدسة.
فقد سقطت هذه الجملة من الرئيس ماكرون وهو يكرر ارتباطه الشخصي بالمدينة المقدسة ، وانتقد سلسلة من القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إسرائيل ، خلال اجتماع سنوي مخصص للقضية الفلسطينية. واستخدم هؤلاء حصريًا الاسم العربي (الحرم الشريف) لوصف ساحة المسجد الأقصى ، التي يسميها اليهود جبل الهيكل. لكن فرنسا صوتت في النهاية لصالح القرار في ديسمبر 2021.
كما استدرك ماكرون مسلطاً في خطابه الضوء على "ارتباط الأديان الأخرى" بمدينة القدس ، مستشهداً بالمسيحية والإسلام. ولكنه باستخدم مصطلح "رأس المال الأبدي" ، انخرط في المصطلحات القومية بدلاً من المصطلحات الدينية. بينما تحتل المدينة مكانة مركزية في الخيال اليهودي وفي طقوسها الدينية تماما مثل أهميتها بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين على السواء ، وبالتالي فإن دورها "كعاصمة" ليس محددًا سلفًا. فهذه الصيغة المكرّسة تستخدم قبل كل شيء من قبل دولة إسرائيل ، التي جعلت الجزء الغربي من المدينة عاصمتها منذ نشأتها عام 1948 وأكدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس التي احتلتها إسرائيل عسكريا قسمها الشرقي - الفلسطيني - عام 1967 ، قبل ضمها رغم القانون الدولي.

- "طعنة في الظهر" -

يطمح الفلسطينيون إلى إقامة عاصمة الدولة التي يأملونها في القطاع الشرقي من القدس. لكن تجاهل ماكرون مطلبًا فلسطينياً في خطابه ، أثار حفيظة السلطة الفلسطينية سيما وأنه أقوى المرشحين للرئاسة فرنسا في ولاية ثانية، كما أنه تجاهل الموقف التقليدي للدبلوماسية الفرنسية التي ارسلها الزعيم الفرنسي الخالد شارل ديجول وأكدها الرئيس جاك شيراك لصالح تقاسم المدينة المقدسة ، وهو شرط لا غنى عنه لحل حقيقي للدولتين.
فقد ردت السلطة الفلسطينية على هذه السقطة الانتخابية ، رغم وجود القليل من الصلاحيات تحت تصرفها. واعتبرها الفلسطينيين طعنة في الظهر من بلد صديق. استدعت وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله مؤخراً ، قنصل عام فرنسا في القدس ، رينيه تروكاز. وعلمت "النهار نيوز" أن قنصل فرنسا حاول امتصاص الغضب الفلسطيني واستثمر الفرصة ليؤكد أن موقف فرنسا لم يتغير ، سواء فيما يتعلق بالدفاع عن حل الدولتين أو بشأن وضع القدس الذي لم يتم حله ، وبالتالي بشأن "حق الفلسطينيين في الاستقرار هناك. عاصمة" أيضًا ،كما أكد بأن بلاده ترفض سياسات الاستيطان الإسرائيليةوتدينها جملة وتفصيلاً.
السؤال الذي يفرض نفسه ويستمد قوته من وقائع الأحداث! متى يكون لعرب ومسلمي فرنسا البالغ تعدادهم أكثر من 20 مليون نسمة شأن لدى فرسان السياسة الفرنسية! بينما كل المغازل السياسية والاجتماعية تتركز على استرخاء يهود فرنسا البالغ عددهم 600 الف نسمة فقط!!! يبدو أن الاختلافات والتنافسات العربية قد انعكست على أحوال الجالية العربية والاسلامية في فرنسا رغم أنها تمثل أقوى جالية في أوروبا بإمكانها لوحدت حدت أن ترجح كفة على حساب كفة

السلطة الفلسطينية تصريحات ماكرون القدس قنصل فرنسا