الدكتور أيمن سلامة : مأساة الطفل ريان ودروس التخطيط للأزمات و الكوارث (1)


استحوذت محاولات إنقاذ الطفل المغربي ريان الذي قضي نتيجة الإهمال الشديد ،الشغل الشاغل لكافة أرجاء المعمورة و اشرأبت الأعناق ، وخفقت الأفئدة ، منتظرة عودة الطفل المغربي لحضني والديه المكلومين بعد أن قبع في غياهب الجب في قرية مطمورة تابعة لمدينة شيفشاون الجبلية في المغرب ولمدة خمسة أيام .
جلي أن ذكري الطفل ريان والمجهودات الحثيثة التي بذلتها الأجهزة و المؤسسات و الهيئات المغربية العسكرية و الشرطية و الأمنية وغيرها ستظل عالقة وراسخة في الذاكرة وستكون عبرة تستلهم مستقبلا في إدارة الكوارث و الأزمات المماثلة.
هناك عدد من المبادئ والأساسيات الراسخة لإدارة الأزمات والكوارث، ولكن يسبق التخطيط ، دوما ، الإدارة للأزمات والكوارث ، ويعد تشكيل فريق التخطيط لإدارة الأزمات و الكوارث جوهر النجاح و الفاعلية والحيوية في هذا الصدد.
تطبيقا علي حادث الطفل ريان ، يراعي أن تمثل هذه المؤسسات والأجهزة في فريق التخطيط لمواجهة الأزمات و الكوارث :
- قيادات وزارة الداخلية ذات الصلة بالأزمة، ويمكن أن يشمل الفريق عناصر من القوات المسلحة عند الحاجة.
- خبراء في إعلام الأزمات والعلاقات العامة.
- كوادر ومتخصصين إداريين وفنيين في مواجهة الأزمات، حكوميين وغير حكوميين .
- خبراء أجانب في حالة الاستعانة بهم ممن لهم خبرة مشهودة في كوارث مماثلة، مثل كارثة عمال أحد مناجم شيلي في عام 2010 و الأطفال التايلنديين في عام 2018 .
- يمكن أيضا تدعيم الفريق بعناصر أخري بحسب طبيعة وحجم الحادث.
من المهم بمكان تحديد المعرضين للخطر سواء الأشخاص المقيمين في المنطقة أوالمترددين علي مناطق معينة يتردد عليها الأطفال الذين يحتاجون لمعاملة خاصة تدليلا ، و الكافة يدركون مخاطر المناطق الجهوية في شمال المغرب بالنظر لكثر حفر الآبار من جانب المواطنين ودون رقابة فاعلة من المؤسسات الحكومية .
كاتب المقال : محاضر إدارة الأزمات بالجامعة الأمريكية في القاهرة .