الدكتور أيمن سلامة : بعد ثلاثين عاماً ......هل تسقط أديس أبابا في أيدي نمور التيجراي مرة ثانية؟


أسقط نمور التيجراي في مايو 1991 العقيد منجستو هيلاماريام زعيم النظام العسكري الشمولي " الدريدغ " في أثيوبيا ، بعد أن فتحوا العاصمة أديس أبابا دون ثمة مقاومة تذكر، وتحالف معهم في ذلك الوقت الثوارالإريتريين الذين نالوا استقلاهم بعد ذلك عن إثيوبيا ، وتنحي منجستو وهرب لصديقه الديكتاتور موجابي رئيس زيمبابوي الأسبق ، وبعد فرار منجستو في الساعة 9:30 صباحًا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية متجهة إلى زيمبابوي ، اتصل رئيس الوزراء الإثيوبي "تسفاي دينكا" بالقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار.
لا يدرك الكُثر من المتابعين للحرب الأهلية ، حامية الوطيس ، التي ناهزت العام في إثيوبيا ، ثاني أكبر الدول الإفريقية سكاناً و التي لا تزال أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الامريكية ، أن القائد الاسطوري للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي " جبرائيكيل " هو ذات القائد الميليشاتي للجبهة الذي فتح العاصمة أديس ابابا في مايو عام 1991 ، وتولي حينئذ القيادة العامة للجيش الإتحادي الإثيوبي بقرار من صديق عمره التيجراني رئيس الوزراء " ميليس زيناوي " ، ثم أقاله زيناوي في بدايات الحرب الإثيوبية – الإريترية 1998-2000 لإصرار جبرائيكيل علي غزو العاصمة الإريتيرية أسمرة ، كما يصر الآن " جبرائيكيل" علي فتح حاضنة منظمة الإتحاد الإفريقي ، أكبر منظمة دولية إقليمية .
وعد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يوم 22 نوفمبر الشعب الإثيوبي بأنه سيقود الجيش بنفسه حتي الإستشهاد ضد متمردي التيجراي الذين يواصلون الاقتراب من العاصمة أديس أبابا ، في حين أعلن وزير دفاعه ضرورة تغيير التكيكات العسكرية ، ولأول مرة في إشارة لا يخطئها لبيب عن خطورة الموقف السياسي و العسكري لنظام آبي أحمد ، كما اتهم آبي أحمد "الغرب" بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية بهدف "إلحاق الهزيمة بها"، وكَأن المجتع الدولي و ليس الغرب فقط ، لم يراقب الإنتهاكات الدستورية والحقوقية
و غيرها في إثيوبيا و كانت تيجراي في الصدارة من هذه الإنتهاكات .
فبعد أن قام بإقصاء القيادات المدنية و العسكرية من كافة الهيئات و المؤسسات الحكومية حين تولي سدة الحكم ، قام الحائزعلي نوبل للسلام بالعبث بالدستور، كسائر الطغاة الديكتاتوريين ، وأسقط المواد الدستورية التي تقر بحقوق الشعوب الإثيوبية في تقرير مصيرها ، وذاد من الشِعر الرخيص بيتاً بل ركاماً مهلهاً فشن حملة عسكرية خائبة علي التيجريين الذين سبق لهم أن حرروا إثيوبيا من حكم " الدريغ " الشمولي بقيادة منجستو الذي دام سبعة عشر عاما ً حتي عام 1991 ، وقصف عاصمة الإقليم "ميكيلي " بالطائرات و أوقع خسائر كبيرة بالمدنيين و الأعيان المدنية بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني .
إن الإصرار الشديد من نمور التيجراي علي مواصلة القتال وصل مداه للحد بتحديد مطالبهم حتي ينهوا القتال ، وأبلغوا هذه المطالب لكافة المبعوثين الدوليين ، سواء من الإتحاد الإفريقي أو الولايات المتحدة الأمريكية ، وتتصدر مطالبهم : تنحي آبي أحمد عن سدة الحكم في البلاد – وسط تسريبات دبلوماسية بعرض أمريكي بخروج آمن لأبي أحمد من إثيوبيا – وعدم انسحاب قواتهم من المناطق التي كسبوها في ألأمهرة و عفر ، فضلاً عن فك حصار الجيش الإثيوبي لبعض المناطق و المدن في إقليم تيجراي .
جَليٌ أن أي "تقدمً ناشئً" في جهود الوساطة الدولية بغرض وقف إطلاق النار ، تُجهضه التطورات العسكرية الميدانية في الحرب لصالح نمور التيجراي مؤخراً ، وما يعزز إصرار نمور التيجراي علي مواصلة القتال اقترابهم من السيطرة علي أهم عقدة للمواصلات المدنية و الحربية في سياق القتال الدائر وهي الطريق الحر الرئيسي المُوصل إلي ميناء جيبوتي قبلة الحياة للدولة الحبيسة " إثيوبيا " .
أشعل نيرون أديس أبابا ناراً لا يدرك جذوة جمرتها أحد من الآحاد ، وفعل آبي أحمد ذلك بيده لا بيد عمرو ، فليس من المحال أن ينفرط عقد الفيدرالية الإثيوبية بعد عقود من تأسيسها ، فتفكك ذلك الفيفساء القومي و العرقي أضحي مطلباً ملحاً من جانب العديد من الأقاليم الإثيوبية ، وسقوط أبي أحمد – إن حدث – لن يسقط أي ورقة توت عن الحنق الشعبي في أديس ابابا و باقي القوميات و الأقاليم تجاه نمور التيجراي ، فضلاً عن النزاع الحدودي المستفحل مع السودان ، و النزاع التاريخي و المحتمل تجدده مع الصومال ، ولذلك فالتداعيات الكارثية علي سقوط أديس أبابا ربما تمتد لعد كبير من دول القرن الإفريقي .
ختاماً ، سيزيد استعار الحرب علي مقربة من العاصمة الإثيوبية من وتيرة جهود الوساطة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية و منظمة الإتحاد الإفريقي ، و الغلبة العسكرية لأي من المتحاربين ستحدد شروط التسوية السياسية إن حدثت .



















المنوفية .. إعدام أطنان من الأغذية غير الصالحة وحملات مكثفة لحماية صحة...
تحرير 12 محضر غلق وتشميع لعيادات غير مرخصة خلال حمله مكبره للعلاج...
سقوط عنصرين اجراميين شديدين الخطورة بالقليوبية
عاجل..سوهاج.. انهيار كوبري مشاة خارج الخدمة بقرية العتامنة بمركز طما
تعرف على … موعد تتويج محمد صبحي بـ”وسام التفرد في الإبداع” على...
الصحة المصرية تعلن خلو البلاد من ”التراكوما”
انطلاق فعاليات الدورة التدريبية للتغذية العلاجية بمديرية الصحة والسكان بأسيوط