السبت 2 أغسطس 2025 05:12 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

منوعات وتنمية بشرية

فى ذكرى ميلاده تعرف على الضابط الذى اعاد ريادة ماسبيرو ممدوح الليثى 

ممدوح الليثى
ممدوح الليثى

يمر اليوم الذكري ال 83 عاما على ميلاد الكاتب والسيناريست والمنتج ممدوح الليثى الذى ولد في العاشر من شهر ديسمبر عام 1937 والذى ساهم فى إعادة ريادة التليفزيون المصرى وفى تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامى وأنتج وكتب عددا من أعظم الأعمال الفنية.

كتب ممدوح الليثى سيناريوهات عدد من أعظم الأفلام فى تاريخ السينما، ومنها «الكرنك، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، أميرة حبى أنا، أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» وغيرها، وصنع روائع التليفزيون المصرى التى أصبحت علامات فى تاريخ الدراما، بعدما تولى رئاسة قطاع الإنتاج، حتى أطلق عليه لقب عملاق الدراما التليفزيونية، ومن هذه الأعمال: "المال والبنون، ليالى الحلمية، رأفت الهجان، ضمير أبلة حكمت، عمر بن عبدالعزيز، أرابيسك، ألف ليلة وليلة، المسحراتى، الفوازير"، وغيرها وهو ما كان له دور فى إعادة الريادة للتليفزيون المصرى، كما كان له دور كبير فى تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامى.

وفى ذكرى ميلاد ممدوح الليثى تحدث ابنه الإعلامى الدكتور عمرو الليثى عن نشأته وبدايات والده.

وقال عمرو الليثى "أبويا مولود فى حى المنيرة، وكان والده فؤاد الليثى رجلا عصاميا يعمل مديرا عاما بوزارة التموين وأنجب 9 أبناء، وجميعهم نجح فى مجاله، ومنهم جمال وقدرى الليثى، وهما من الضباط الأحرار، وإيهاب ومنير الليثى وكلاهما منتج سينمائى، وفهمى الليثى لواء من كبار ضباط الداخلية، كما أسس عمى جمال الليثى المصانع الحربية فى مصر."

وتابع: "والدى كان ضابط شرطة، وعين رئيسا لمباحث الفيوم ثم رئيسا لمباحث أسيوط وكان يهوى الكتابة منذ سن صغيرة، وبدأت هوايته وهو طالب، حيث عمل مجلة بقرشين صاغ وطبعها ووزعها، وكتب أثناء عمله بالشرطة بابًا من صفحتين بصحيفة روزاليوسف بعنوان امسك حرامى»، كما كتب سيناريو للتليفزيون.

وعن اتجاه والده لإنتاج وكتابة السيناريو وتركه العمل بالشرطة، قال الدكتور عمرو الليثى:"عام 1966 حصل والدى على جائزة أفضل كاتب من مهرجان التليفزيون عن فيلم تاكسى الذى كتبه أثناء عمله كضابط شرطة، وحينها كتب إحسان عبدالقدوس مقاله الشهير عن والدى بعنوان «افصلوا هذا الضابط» يتحدث فيه عن موهبة والدى وقدراته فى الكتابة، وبالفعل قدم والدى طلبا للواء شعراوى جمعة وزير الداخلية وقتها لنقله إلى التليفزيون المصرى، وكتب العديد من السيناريوهات وأنتج عددا من أشهر الأفلام، وبعد نجاحه كمنتج وسيناريست تولى منصب مراقب عام أفلام التليفزيون، وأعاد صناعة أفلام التليفزيون واكتشف وجوها جديدة، وتدرج حتى أصبح رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون".

وكان ممدوح الليثى يتمتع بشخصية قوية صلبة ، وإستطاع من خلال هذه الصفات أن يحقق نجاحات فى العديد من المناصب التى تولاها، ورغم ذلك لا يعرف الكثيرون أن هذا الرجل القوى عاش وفى قلبه جرح غائر ومأساة حزينة ظل يدمى قلبه حتى رحل عن عالمنا.وعن هذه المأساة تحدث ابنه الإعلامى الدكتور عمرو الليثى

قال الليثى الابن متحدثاً عن الجانب الشخصى والإنسانى فى حياة والده ممدوح الليثى:" تزوج أبى من والدتى زواجا تقليديا، حيث رشح له أحد أقاربه ابنة عائلة الديدى المرموقة بالسويس وكانت تعمل محاسبة فى بنك، وتزوجها فى منتصف الستينيات، وأنجبنى ثم جاء بعدى بخمس سنوات شقيقى الأصغر شريف، وكنا أسرة سعيدة متوسطة الحال، وكان أبى يعمل ويحقق نجاحات فى عمله، كنا أسرة مكافحة ولم نكن أسرة رأسمالية"

وتابع :" عندما أنتج أبى فيلم الكرنك ربنا فتحها عليه وكسب كويس، وبدأ ينتج أفلاما أخرى، وربانى أنا وشقيقى تربية عسكرية، لأنه شخصية صارمة جدا، فعلمنا ألا نخلف وعدا، وأن تكون كلمتنا عقدا نلتزم بها مهما كلفتنا"

وعن المأساة التى هزت كيان ممدوح الليثى قال الابن عمرو الليثى :" عندما كان عمر شقيقى شريف 6 سنوات شاء الله أن يصاب بمرض السكر، وكانت صدمة ومأساة كبيرة عاشتها الأسرة، حيث كان يأخذ 3 حقن أنسولين فى اليوم، فتغير حال البيت وساده الحزن، وفى عام 83 حدثت الصدمة الكبرى التى زلزلت كيان الأسرة، وأصيب شريف بغيبوبة سكر وتوفى على أثرها، وكان هذا اليوم أصعب أيام حياتنا، اجتاحت بيتنا عاصفة من الحزن، مات أخى على يدى وكان عمره 9 سنوات وعمرى لا يتجاوز 15 عاما، ودفنته بيدى أنا وأبى فى المقبرة التى رأيتها معه أثناء بنائها، وكنا ننزل فيها ويسألنى إيه اللى بيحصل هنا ياعمرو، فأقول له الميت بيتحط هنا، وأنام أنا وهو فيها"

وعن تأثير هذه الصدمة فى حياة ممدوح الليثى قال ابنه:" تغيرت شخصية أبى وحزن حزنا شديدا لازمه حتى وفاته، وكنت أستيقظ ليلا لأجده يقلب فى كراريس شريف وينظر إلى خطه ورسوماته، وظل بعد وفاة شريف بـ15 سنة يرتدى كرافتة سوداء، وكانت دمعته قريبة جدا، كما حزنت أمى حزنا شديدا وتحول بيتنا من الفرح والسعادة إلى بيت حزين لا يعرف الفرح، وطوال 20 عاما كنا نزور أخى شريف كل جمعة، وكان الشىء الوحيد الذى يخفف عن والدى حرصه الدائم على أداء الحج والعمرة، فلم ينقطع عن زيارة البيت الحرام منذ وفاة شريف رغم ظروفه الصحية وحتى قبل وفاته بعام واحد، وأوصانى أن أدفنه فى حضن أخي ، وهى الوصية التى حرصت على تنفيذها".

الكاتب والسيناريست والمنتج ممدوح الليثى الكرنك ميرامار ثرثرة فوق النيل أميرة حبى أنا أنا لا أكذب ولكنى أتجمل