رشا عزت تكتب : التطبيع لن يمر


الأستاذ المخرج أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان الجونة رد علي المطالبات بإلغاء تكريم الصهيوني جيرار ديبارديو وقال : "أما علي المستوي الشخصي أري أن هذه الحملات مغرضة ومتاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية، ورغبات انتقامية لغير المدعوين للمهرجان"
الحقيقي يا أستاذ أميرأن تصريحك يدعوا للشفقه، آه والله يدعوا للشفقه جامد يعني.. إن كنت أنت بلا مبدأ وبلا قضية ومجرد حتي من الاهتمام بقضايانا العربية التاريخية فهذه مشكلتك أنت أو اختياراتك وأنت حر طبعا .. لكن وصفك للمطالبين بإلغاء التكريم وهم شخصيات أثرت حياتنا الفنية والثقافية والسياسية بالكثير والكثير، بهذا الوصف الرخيص لا يرتقي سوي لأن يخرج من شخص مراهق، وهو أقل ما يجب أن يقال في حقك، رداً علي تصريحك هذا
وعندي تساؤل للأستاذ أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان
هل بيان أعضاء نقابة الصحفيين وغيرهم كثيرين من الرافضين لتكريم الصهيوني، أيضا موقف مغرض ومتاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية ورغبات انتقامية لأنهم غير مدعون للمهرجان ؟؟؟
وأتساءل أيضا، هل جريدة الأهالي التابعة لحزب التجمع تؤيد التطبيع من خلال نشرها لمقال الأستاذة ماجدة موريس؟
فقط أتساءل عن موقف جريدة الأهالي وحزب التجمع الذي تأسس علي أكتاف أقطاب سياسية رافضة بشدة للعدو الصهيوني وللطبيع معه، وكان من بين هذا القيادات شخصيات تعتنق الديانة اليهودية لكنهم كانوا وطنيين حتي النخاغ ومهمومين بقضايانا العربية شأنهم شأن أي إنسان مصري وعربي أصيل وحر
والحقيقه أن الأستاذة ماجدة موريس في مقالها بجريدة الأهالي "تدعي" أن الحملة الرافضة لتكريم الصهيوني موجهة ضد المهرجان نفسه وليست ضد تكريم الصهيوني جيرار، وهو الشيء العاري تماما عن الصحة .. فتمنيات كل فنان ومثقف ووطني حقيقي وأي عاقل هو أن ينجح المهرجان ويظهر علي أكمل وجه، كواجهة مشرفه لمصر ولكي يثري حياتنا الفنية والثقافية
استعين بكلمات الأستاذة الكاتبة والناقدة عبلة الرويني ..
يدعي القائمين علي إدارة مهرجان الجونة أنهم معنيون ومهتمون بالفن فقط ولا شأن لهم بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد .. لكنهم حين أرادوا منح تكريمهم، اختاروا فنان صاحب توجه سياسى فاضح، وصاحب رأى وموقف ونشاط مناصر للصهيونية، حتى لقب (بعاشق الكيان الصهيوني)
فقد قام الممثل الصهيوني المدعو للتكريم بالتمثيل والمشاركة فى إنتاج فيلم (يدعو يهود العالم لاكتشاف جذورهم التاريخية فى أرض الميعاد) ويحثهم علي الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة
موقف مهرجان الجونة السينمائي ليس فقط موقفا متناقضا بين إدعاء البعد عن السياسة وتكريم ممثل متورط سياسيا، لكنه موقف يكشف حجم الزيف والخواء للقائمين علي إدارة المهرجان .. فبتكريمهم هذا اهانوا قيم الإنسانية والكرامة وتغافلوا عن الحقوق
والأن بعد هذا التصريح المهين من المدير الفني للمهرجان بشأن موقف الفنانين والمثقفين وكل من طالب المهرجان بإلغاء التكريم، التصريح الذي افتقر للحد الإدني من الصواب والحكمة وإن لم تتراجع إدارة مهرجان الجونة السينمائي عن تكريم الممثل العاشق للكيان الصهيوني المحتل والمروج والداعي للإستيطان علي أراضينا العربية المحتلة جيرار ديبارديو أناشد بمقاطعة التغطية الإعلامية للمهرجان
وأجدد دعوتي لجميع الفنانين والسينمائيين والكتاب والنقاد والصحفيين والمثقفين وكل محبي السينما وأحرار هذا البلد بمقاطعة مهرجان الجونة السينمائي إن لم تتراجع إدارة المهرجان عن تكريم الصهيوني جيرار ديبارديو .. امتثالاً لقضايانا الوطنية والعربية وحفاظا علي وعي شعبنا من تجميل صورة عدونا التاريخي، بينما يتربي الأطفال في مدارس الكيان المحتل علي كره مصر والاعداد ليصبحوا فقط جنود في جيش الإحتلال حتي يتمكنوا من تحقيق حلمهم التوسعي لتصبح إسرائيل الكبري من النيل للفرات علي حساب حياة ومقدرات وأراضي وجثث الشعوب العربية
إذا نجح المهرجان في تكريم الممثل الصهيوني ستكون أول خطوات التطبيع العلني في مصر، من خلال تكريم فنانين داعمين للصهاينة .. الأمر الذي سيُشجع الكثيرين، وسيفتح الباب واسعًا للتطبيع في كل المجالات .. ولن نقبل بهذا
وادعوا كافة الفنانين والمثقفين والنقابات وأحرار هذا البلد بإعلان موقفهم الرافض لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وعلي رأسهم وزارة الثقافة وإتحاد النقابات الفنية
وأتساءل أين دور وزارة الثقافة ؟؟؟ وإتحاد النقابات الفنية ؟؟؟
ألم يعد تكريم الممثل الصهيوني خرقاً لما أجمعت عليه الجمعية العمومية للنقابات الفنية، وغالبية فناني مصر، وكل من يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل ؟؟؟ فضلاً على أن الممثل الفرنسي متهم في قضية اغتصاب مازالت قيد التحقيق
..
كاتبة وسيناريست مصرية
القاهرة - 23 أكتوبر 2020