جودة أبو النور يكتب: السفير علاء يوسف… من صوت الرئاسة إلى جسور الدبلوماسية

مع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة هذا العام، يستعد المصريون في فرنسا لوداع واحد من أبرز الدبلوماسيين الذين خدموا وطنهم بإخلاص، هو السفير علاء يوسف، سفير مصر في باريس.

ففي ٦ أكتوبر المقبل، سيشارك في الاحتفالات الوطنية التي تعكس اعتزاز المصريين بتاريخهم العسكري المجيد، ليكون هذا الحدث بمثابة ختام رسمي لمهمته كسفيرالتي تمتد إلى نهاية شهر نوفمبر المقبل .

ثم في ٨ أكتوبر، ستنظم الجالية المصرية في فرنسا مظاهرة حب ووفاء لتوديعه، يشارك فيها رموز الجالية وأبناؤها، في مشهد يجسد عمق العلاقة التي بناها معهم طوال سنوات عمله.

دبلوماسي مخضرم وخبرة وطنية

يُعد السفير علاء يوسف واحدًا من أبرز الكفاءات الدبلوماسية المخضرمة في وزارة الخارجية المصرية، حيث راكم خبرة واسعة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. هذه الخبرة جعلت منه شخصية بارزة في صياغة السياسات، وإدارة الملفات الحساسة، وتمثيل مصر في المحافل الدولية.

ومع قرب انتهاء مهمته في باريس، يبقى مؤكدًا أنه سيواصل خدمته لوطنه في مجال جديد، مستكملًا رسالته الوطنية التي بدأها منذ انضمامه للسلك الدبلوماسي عام 1991.

المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية

في لحظة فارقة من مسيرته، تولى علاء يوسف منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خلال السنوات الأولى من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كان هذا المنصب مسؤولية دقيقة، إذ تولى مهمة صياغة الخطاب الرسمي للدولة، وتقديم بيانات الرئاسة للرأي العام، والتواصل مع وسائل الإعلام المحلية والدولية.

تميز يوسف بقدرة لافتة على توصيل الرسائل الرسمية بوضوح وهدوء، ما جعله واجهة إعلامية مؤثرة للرئاسة المصرية في فترة مليئة بالتحديات السياسية.

محطات دبلوماسية بارزة

إلى جانب دوره الإعلامي، واصل علاء يوسف مسيرته الدبلوماسية في مواقع متعددة، كان أبرزها:

• مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف.
• سفير مصر لدى فرنسا منذ سبتمبر 2020.
• المندوب الدائم لمصر لدى منظمة اليونسكو.

تعزيز العلاقات المصرية – الفرنسية

منذ توليه منصب السفير في باريس، لعب علاء يوسف دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس، التي تعد من أهم الشراكات المصرية مع أوروبا، سواء في مجالات التعاون العسكري، أو الاقتصادي، أو الثقافي والتعليمي.

خدمة الجالية المصرية في فرنسا

لم يغفل السفير علاء يوسف عن دوره تجاه الجالية المصرية في فرنسا، التي تُعد من أكبر الجاليات المصرية في أوروبا.

• عمل على تعزيز قنوات التواصل المباشر مع أبناء الجالية.
• دعم جهود القنصلية المصرية في تيسير الخدمات القنصلية.
• شجع المصريين بالخارج على المشاركة في الاستحقاقات الوطنية.
• اهتم بـ الأجيال الشابة وربطهم بالهوية المصرية عبر الأنشطة الثقافية.

رؤية القيادة السياسية

لقد كان دعم الجالية المصرية في الخارج جزءًا من رؤية الدولة المصرية الحديثة، التي يؤكد عليها دائمًا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، حيث يؤمن بأن الذي يصنع الفارق في كل شيء هو المواطن المصري، وأن دعمه واجب لأنه يستحق، فمصر غنية بأبنائها الأوفياء والشرفاء المخلصين.

ومن هنا جاء دور السفير علاء يوسف في باريس ليجسد هذه الرؤية، عبر رعايته المستمرة للجالية، وتأكيده أن المصريين في الخارج امتداد طبيعي لقوة مصر الناعمة.

وداع بمثابة شهادة تقدير

برحيله عن منصبه في باريس سنوات من العمل المكثف، يترك السفير علاء يوسف إرثًا من الإنجازات الدبلوماسية وخدمة أبناء وطنه في الخارج. وسيكون مشهد توديع الجالية المصرية له في ٨ أكتوبر تجسيدًا لما يحمله من محبة واحترام في قلوب المصريين بفرنسا.

لكن مسيرته لن تتوقف هنا؛ فهو أحد خبرات وزارة الخارجية المصرية التي لا تُقدَّر بثمن، وسيواصل بلا شك أداء رسالته الوطنية في ميدان جديد، مساهمًا بخبرته الواسعة في خدمة الدولة المصرية وتعزيز مكانتها عالميًا.