المستقبل بعد الثانوية العامة... مفترق الطرق لا نهاية الرحلة


ها هم طلاب الثانوية العامة يقفون على عتبة الحياة، بقلوب متعبة من السهر، وعقول أنهكها الحفظ، وعيونٍ تنتظر نتائج تحدد مصيرًا طالما وُصف بأنه "المستقبل".
لكن الحقيقة الأعمق التي نغفل عنها كثيرًا: الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل مجرد منعطف في طريق طويل اسمه الحياة.
يفرح البعض بالدرجات، ويبتهج الأهل، وتُقرَع الطبول،
ويحزن آخرون، وتخبو الأمنيات، وتُطوى دفاتر الحلم.
لكن لا هذا النصر دائم، ولا ذاك الحزن قدرٌ مكتوب.
إنها لحظة عابرة، لا تختصر الإنسان ولا تحسم قيمته.
التخصص لا يساوي النجاح
كم من مهندسٍ لم يكن سعيدًا، وكم من طبيبٍ اختنق تحت وطأة المهنة،
وكم من فنانٍ، أو كاتبٍ، أو حرفيٍّ، صنع لنفسه مجدًا خارج قوالب التنسيق الجامعي.
المستقبل الحقيقي يُصنع بالإرادة، لا بالدرجات.
فالجامعات ليست أبوابًا مغلقة على الأحلام، بل ساحات للبحث عن الذات.
والفرص لا تُمنح لمن حفظ، بل لمن سعى، وأصرّ، وابتكر.
إلى طلابنا الأعزاء:
لا تجعلوا من رقمٍ صغير جدارًا يُغلق الحياة،
ولا تغرّكم درجات عالية قد تكون بلا شغف.
ابحثوا عمّا تحبون، وتعلّموا كيف تحبون ما تعملون.
فالحياة بعد الثانوية ليست نتيجة... بل رحلة تبدأ الآن.