الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب : ازدهار العلاقات المصرية القطرية: جامعة القاهرة تفتح فرعًا جديدًا في الدوحة


تشهد العلاقات المصرية القطرية ازدهارًا ملحوظًا في العديد من المجالات، لا سيما في المجال العلمي، بما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الأكاديمي ومواكبة التطورات المتسارعة في تكنولوجيا المعرفة والذكاء الاصطناعي وعلوم الاتصال.
وفي هذا السياق، تستعد جامعة القاهرة لافتتاح أول فرع لها في العاصمة القطرية الدوحة، وهي خطوة رشيدة تهدف إلى تحقيق التبادل العلمي وإثراء البحث الأكاديمي، بما يعود بالنفع على الجانبين. وستستفيد الدوحة من الخبرة العريقة لجامعة القاهرة، في حين تستفيد الجامعة المصرية من المناخ العلمي المتطور في قطر، الذي يشمل بنية تحتية قوية من معامل ومراكز بحوث وتقنيات متقدمة.
إشراف مشترك وخطوة غير مسبوقة
يجري حاليًا التنسيق بين وزارتي التعليم العالي في مصر وقطر لتأسيس مجلس أمناء مشترك، يضم شخصيات أكاديمية من البلدين للإشراف على فرع الجامعة. وسيكون هذا الفرع أول حضور رسمي لجامعة القاهرة في دولة خليجية، ما يُعد بداية لسلسلة من الفروع المرتقبة في دول عربية أخرى.
الدوحة.. مدينة جامعات عالمية
تُعَد الدوحة حاليًا من العواصم العربية الرائدة في التعليم الجامعي، إذ تضم مجموعة من الجامعات الدولية والإقليمية، من بينها:
• جامعة قطر، التي أُسست عام 1973 على يد الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم كاظم، وهو أول رئيس لها بين عامي 1977 و1986، وشقيق الكاتبة صافيناز كاظم.
• جامعة لوسيل
• جامعة حمد بن خليفة
• جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا
• فروع لجامعات أمريكية وأوروبية مرموقة مثل:
• جورجتاون – قطر
• نورث وسترن – قطر
• فرجينيا كومنولث – قطر
• تكساس A&M – قطر
• كارنيجي ميلون – قطر
• HEC Paris – قطر
فوائد متعددة للجانبين
إن افتتاح فرع لجامعة القاهرة في الدوحة يحمل مكاسب كبيرة، من أبرزها:
• توفير فرص تعليمية للطلاب القطريين والعرب دون الحاجة للسفر.
• تعزيز الميزانية السنوية لجامعة القاهرة من خلال إيرادات الفرع.
• الانفتاح على البيئة الأكاديمية القطرية والمساهمة في تطويرها.
• تعزيز الحوار الثقافي والعلمي العربي في مجالات متعددة.
إرث علمي مصري مُشرف
لطالما لعبت الكفاءات المصرية دورًا محوريًا في دعم التعليم الجامعي في قطر. ففي ثمانينيات القرن الماضي، شارك أكاديميون مصريون في تأسيس قسم الإعلام بجامعة قطر، مثل:
• الدكتور محمود شريف (رحمه الله)
• الدكتورة راجيا قنديل
• الدكتور محمد عرفة، المقيم حاليًا في الولايات المتحدة.
وعلى مستوى الجوائز الدولية، تفخر مصر بكونها الدولة العربية الوحيدة التي خرج منها أربعة فائزين بجائزة نوبل:
1. الرئيس أنور السادات – نوبل للسلام (1978)
2. نجيب محفوظ – نوبل في الأدب (1988)
3. د. أحمد زويل – نوبل في الكيمياء (1999)
4. د. محمد البرادعي – نوبل للسلام (2005)
جامعة القاهرة.. تاريخ من الريادة
تُعَد جامعة القاهرة ثاني أقدم جامعة في مصر، وثالث أقدم جامعة عربية بعد الأزهر والجامعة السورية. بدأت إرهاصاتها في عهد محمد علي باشا عام 1827 عبر “المهندسخانة” والمدرسة الطبية، لكنها أُغلقت لاحقًا، لتُبعث من جديد بفضل حملة شعبية قادها الزعيم مصطفى كامل، وافتُتحت رسميًا في عام 1908.
وقد سبق للجامعة أن افتتحت فروعًا في بيروت والخرطوم، لكنها لم تستمر بسبب الظروف السياسية في تلك البلدان.
ختامًا
يُعد افتتاح فرع لجامعة القاهرة في الدوحة خطوة تاريخية تأخرت كثيرًا، وكان من المفترض أن تحدث منذ سنوات، في ظل الإقبال المتزايد في الخليج العربي على التعليم العالي، والبحث عن الجودة الأكاديمية. ومع هذا، فإن تحققها الآن يُعد إنجازًا، ومؤشرًا واضحًا على عمق العلاقات المصرية القطرية، ورغبة صادقة في بناء مستقبل تعليمي مشترك يُعلي من شأن العلم والبحث والمعرفة.