.. وتبقي الذكرى..
د. بسمة الصقار تكتب: إلى والدي العزيز


أتمني أن أحلم بك الليلة
أن تأتي وتحتضنني بقوة
أستنشق رائحتك التي لم تغادر أنفي طيلة واحد وعشرين عاماً
أن يتصل شعاع النور المنبعث من عينيك فينير ظلمة دروبي الموحشة بدونك !
هل تعلم أنني كبرت كثيراً !
وظهر في مفرقي الشعر الأبيض الذي لم يظهر في مفرقك حينها !
مازلت أشعر بيدك وهي تعبث بشعري المنسدل وأنت تقص لي حدوتة ( بير بويرة) التي لا يعرفها أحد غيرك !
إلي الآن وأنا أحفظ تفاصيلها وأغنيتها التي يغنيها أبطالها بصوتك الحاني !
تقبض علي يدي بقوة ونحن نسير سويا وأنا أنظر إلي القمر وأخبرك بحماس : ( شايف ! القمر ماشي معانا )
فتقول : بصي أدامك أحسن تتكعبلي !
فأقول : مش هاتكعبل طالما أنا ماسكة إيدك !
بالأمس طُرفت عيني حين دخل بها جسم غريب ، فلم يقم أحد بوضع منديل عليها ونفخ فيها كما كنت تفعل معي !
قد تتعجب من تذكري لتلك الأشياء الصغيرة ، كأنني مازلت طفلة لاهية
ولكن تلك التفاصيل الصغيرة ومنها الكثير ، هي الذكري المحفورة داخل وجداني وروحي ، أستحضرها كل ليلة وأحيا في عالمها كي تصلني هي بعالمك !
والدي العزيز :
كنت أظن أن الكبر لا يليق بي !
ولكنه داهمني فقط في اليوم الذي رحلت فيه أنت !
#وتبقي_الذكري
#٤_يوليو
#2004年