الخميس 26 يونيو 2025 01:11 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

جودة أبو النور يكتب: السفير الشعبي علاء ثابت في ألمانيا… جسر مصر الذي لا يصدأ

النهار نيوز

في عالم الاغتراب، حيث تتباين الثقافات وتتعدد الانتماءات، يظل الانتماء الحقيقي للوطن هو البوصلة التي تهدي المغترب في رحلته الطويلة. والمصريون في الخارج ليسوا مجرد عابرين في خرائط الدول، بل هم نبضٌ مصريٌّ في قلب العالم، وامتداد طبيعي لوطن يسكنهم كما يسكنونه. هم الرُسل الصامتون لمصر، يعكسون صورتها في أروقة الدول، ويضيفون لرصيدها احترامًا وتقديرًا.

تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود أكثر من 14 مليون مصري بالخارج، ينتشرون في أكثر من 120 دولة، وتُعد تحويلاتهم المالية التي بلغت نحو 34 مليار دولار سنويًا أحد أهم روافد الدخل القومي، غير أن القيمة الحقيقية لهم تتجاوز الأرقام، فهي تكمن في الولاء، والعطاء، والرسالة الوطنية التي يحملونها.

علاء ثابت.. نموذج للريادة الوطنية في المهجر

وسط هذا البحر الواسع من المصريين المخلصين بالخارج، يبرز اسم المهندس علاء ثابت رئيس الجالية المصرية في ألمانيا، كواحد من أنشط وأخلص أبناء الوطن في المهجر، رجل لم يترك للاغتراب فرصة لأن يُفرّق بينه وبين وطنه، بل جعله جسراً دائمًا يعبر منه الحب والوفاء والدعم، من ألمانيا إلى مصر.

علاء ثابت ليس فقط رئيسًا لجالية، بل هو رجل دولة في ثوب شعبي، ومثقف واعٍ يجمع بين الوعي الوطني والدور المؤسسي والبعد الثقافي. شخصية تعمل بصمت، ولكن بصدى واسع، حمل على عاتقه مهمة حفظ الهوية المصرية في قلوب أبناء الجالية، خاصة الجيل الثاني والثالث، مؤمنًا بأن الانتماء لا يُورّث فقط بالدم، بل يُبنى بالفعل والتعليم والحضور والمثال.

مشاريع وطنية في أرض الغربة

من أبرز مشاريعه المستقبلية، مبادرة بناء مدرسة عربية في برلين لتعليم اللغة والثقافة المصرية، تحت إشراف زوجته السيدة منى السيد، في خطوة نوعية للحفاظ على اللغة والهوية في ظل تيارات الاندماج والذوبان. يرى علاء ثابت أن الحفاظ على اللغة هو أول طريق الحفاظ على الوطن، وأن الهوية تُزرع في القلوب قبل المناهج.

دور سياسي ومجتمعي متوازن

في الوقت الذي قد يظن فيه البعض أن العمل في الجاليات يقتصر على الخدمات والفعاليات، كان لعلاء ثابت رأي آخر؛ إذ انخرط في الدعم السياسي المباشر للدولة المصرية، فكان من أوائل من نظموا مبادرات دعم الدولة في الخارج، ومنها حملة “كن مع الوطن” لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان أول من حرر توكيلاً انتخابيًا له في برلين.

كما حرص على المشاركة في الفعاليات الوطنية كاحتفالات نصر أكتوبر، ولقاء الطلاب المصريين في ألمانيا لتقوية صلتهم بالوطن، وتأكيد فكرة أن مصر لا تغيب عن قلوبهم مهما طالت المسافات.

التواصل مع المجتمع الألماني

لم يكتفِ بدور داخلي، بل مد جسور الحوار مع السلطات الألمانية والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، مؤمنًا بأن تحسين صورة مصر يبدأ من شرح حقيقتها. ودعا إلى التعاون مع الشركات الألمانية الكبرى كـ”سيمنس” لفتح آفاق اقتصادية جديدة لأبناء الجالية والمستثمرين المصريين في ألمانيا.

تأثيره على الجالية المصرية

الحديث عن تأثير علاء ثابت لا يقتصر على أرقام أو فعاليات، بل يظهر في روح الجماعة التي بثّها في أبناء الجالية، وفي دعمه للطلاب والمواهب الشابة، ودوره في تقوية الانتماء لدى الأجيال الجديدة. جمع بين الوطنية والواقعية، وبين الشغف الرياضي والانفتاح الثقافي، حيث عبّر غير مرة عن فخره بلقاء النجم المصري محمد صلاح، وحرصه على دعم الفرق الرياضية المصرية.

علاء ثابت ليس مجرد رئيس جالية، بل رمز وطني في المهجر، يقدم درسًا في كيف يكون الاغتراب مساحة للبناء لا الابتعاد، وللعطاء لا الغياب. هو تجسيد حيّ لفكرة أن المصري الحقيقي هو الذي يحمل وطنه في قلبه حيثما حلّ، ويغرسه في قلوب الآخرين أينما كان.

وفي وقت نحن أحوج فيه إلى السفراء الشعبيين أكثر من الدبلوماسيين، يظل علاء ثابت سفيرًا فوق العادة لمصر في ألمانيا، وجسرًا لا يصدأ بين القاهرة وبرلين