جودة أبو النور يكتب :بشرى حجيج .. سيدة الكرة الطائرة الأفريقية


لم يكن أبدا صعود السيدة بشرى حجيج إلى قمة هرم الرياضة الأفريقية وترأسها للاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة مصادفة بل هو نتاج سنوات من العطاء والعمل المتواصل وتتويج لمسيرة نجاح بدأتها مبكرا مهنيا ورياضيا منذ أن كانت لاعبة للكرة الطائرة بفرق محلية مغربية ثم في صفوف المنتخب المغربي لسيدات الكرة الطائرة.
فهي لاعبة دولية سابقة لعبت للمنتخب الوطني المغربي منذ سنة 1986 إلى 2002، ولعبت في صفوف النادي المكناسي، الجيش الملكي، القرض الفلاحي والفتح.
كما أنها لعبت الكرة الطائرة الشاطئية من سنة 1996 إلى 2002، حيث شاركت في البطولة الإفريقية وبطولة الأندية البطلة والبطولة العربية وألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الفرانكفونية.
وترأست الاتحاد المغربي للكرة الطائرة وانتخبت نائبة لرئيس الاتحاد الافريقي للكرة الطائرة في 2015 وهي أول مغربية تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي للطائرة منذ 2020 وهي نائبة لرئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة وهو منصب رفيع يمكّنها من التأثير على قرارات اللعبة على المستوى العالمي وكذلك نائبة لرئيس الاتحاد العربي للكرة الطائرة وعضو لجنة الثقافات والتراث الأوليمبي في اللجنة الأوليمبية الدولية وتم اختيارها لتكون عضوا في اتحاد اللجان الأوليمبية الوطنية الإفريقية الأنوكا بسبب ما أظهرته في تطوير الرياضة بشكل عام والنهوض برياضة المرأة بشكل خاص.
إن نجاحها في قيادة الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة خلال الخمس سنوات الماضية واستمرارها واستدامة تجربتها الرائدة يؤكد أيضا قدرات المرأة المغربية العربية والأفريقية، وأهليتها لتحمل المسؤوليات الجسام في مختلف الهيئات والمنظمات الرياضية المحلية والقارية والدولية وأن تكون سفيرة لبلادها بالمعنى الحقيقي للكلمة ،فجسدت حجيج من خلال تجربتها نموذجًا ملهمًا للمرأة العربية والإفريقية في كسر الحواجز وتخطي الحدود في المؤسسات الرياضية.
وليست بشرى حجيج مجرد مسؤولة رياضية، بل هي حالة رمزية تؤكد أن الإرادة والمعرفة والتكوين يمكن أن تفتح أبوابًا كانت موصدة لسنوات طويلة. لقد صنعت من نفسها “ماركة قيادية” في إفريقيا، وساهمت في جعل المغرب مركزًا مؤثرًا في لعبة الكرة الطائرة، ووضعت بصمة نسائية لا يمكن تجاوزها في تاريخ الرياضة العربية والإفريقية.
فمن خلال حضورها الدائم في المحافل الدولية وتصريحاتها الداعية إلى المساواة والتمكين، أصبحت رمزًا يُحتذى به من قبل الشابات الإفريقيات الراغبات في دخول عالم القيادة الرياضية.
ولهذا تمثل بشرى حجيج نموذجا حقيقيا لما يعرف في أدبيات النوع الاجتماعي بكسر السقف الزجاجي وهو هرم السلطة الرياضية رغم التحديات الثقافية والاجتماعية.
واستحقت بشرى حجيج بالطبع الحصول على التكريمات والأوسمة لما تقدمه للكرة الطائرة الافريقية ومن بين هذه التكريمات وسام الشرف الدولي من رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة ووسام ضابط النظام الوطني من رئيس تشاد وغيرها من التكريمات تقديرا لأعمالها ورؤيتها ومبادراتها التي تعزز الكرة الطائرة الافريقية والمساواة بين الجنسين والكرة الشاطئية ووحدة أفريقيا القارة الغنية في موارها البشرية قبل المادية .
ومما لاشك فيه أن المملكة المغربية كانت حاضرة أيضا في قصة نجاح بشرى حجيج من خلال الدعم الذي حظيت به من القيادة السياسية في البلاد وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي ينظر إلى الرياضة بكل الاهتمام باعتبارها قاطرة للتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية وخدمة لشباب القارة السمراء .