الخميس 26 يونيو 2025 09:39 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

جودة أبو النور يكتب : بشرى حجيج… مسيرة امرأة كسرت السقف الزجاجي وتربعت على عرش الكرة الطائرة الإفريقية

النهار نيوز

لم يكن صعود السيدة بشرى حجيج إلى قمة هرم الرياضة الإفريقية مصادفة أو ضربة حظ عابرة، بل هو ثمرة مسيرة طويلة من العطاء والعمل الجاد والالتزام الرياضي والمهني، بدأت منذ سنوات شبابها كلاعبة ضمن الفرق المغربية المحلية، وتوجت اليوم بتوليها رئاسة الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة، كأول امرأة مغربية وعربية تصل إلى هذا المنصب الرفيع.

لاعبة ومناضلة في الميدان

منذ عام 1986 وحتى 2002، لعبت بشرى حجيج ضمن صفوف المنتخب الوطني المغربي للكرة الطائرة للسيدات، كما دافعت عن ألوان أندية عريقة مثل النادي المكناسي، الجيش الملكي، القرض الفلاحي، والفتح الرباطي. وامتد حضورها إلى الكرة الطائرة الشاطئية، حيث شاركت بين 1996 و2002 في البطولات الإفريقية والعربية وبطولة الأندية البطلة، فضلًا عن تمثيل المغرب في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الفرانكفونية.

من الميدان إلى القيادة

تحولت بشرى حجيج من الرياضة التنافسية إلى العمل المؤسساتي، فترأست الاتحاد المغربي للكرة الطائرة، وتم انتخابها نائبة لرئيس الاتحاد الإفريقي في 2015. وفي عام 2020، حققت اختراقًا تاريخيًا بانتخابها رئيسة للاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة، لتصبح أول مغربية تتبوأ هذا المنصب. كما تشغل مناصب دولية مرموقة، منها:

  • نائبة رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة
  • نائبة رئيس الاتحاد العربي للكرة الطائرة
  • عضو لجنة الثقافات والتراث الأولمبي في اللجنة الأولمبية الدولية
  • عضو في اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية (الأنوكا)

قيادة ملهمة وتمكين نسائي

خلال خمس سنوات من رئاستها للاتحاد الإفريقي، أثبتت بشرى حجيج كفاءة استثنائية في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والتطوير الرياضي، مما جعلها رمزًا نسائيًا إفريقيًا يحتذى به في مجال القيادة الرياضية. لقد ساهمت من خلال حضورها الفاعل في المحافل الدولية والدعوة إلى المساواة بين الجنسين في تحويل منصبها إلى منصة للدفاع عن تمكين المرأة.

تقدير دولي وتكريم مستحق

نالت بشرى حجيج تكريمات دولية عدة، تقديرًا لإسهاماتها في تطوير الكرة الطائرة والمساواة الرياضية، من بينها:

  • وسام الشرف الدولي من رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة
  • وسام ضابط النظام الوطني من رئيس جمهورية تشاد
  • تكريمات من مؤسسات إفريقية ودولية مختلفة لدورها في تعزيز رياضة المرأة وتطوير الكرة الشاطئية في إفريقيا

دعم مغربي ملكي

ولا يمكن الحديث عن قصة النجاح هذه دون الإشارة إلى الدعم الرسمي والسياسي المغربي، لا سيما من طرف جلالة الملك محمد السادس، الذي يولي الرياضة اهتمامًا استراتيجيًا باعتبارها رافعة للتنمية الشاملة، ومحركًا حيويًا لشباب القارة السمراء.

رمز لتجاوز الحدود

ليست بشرى حجيج مجرد مسؤولة رياضية، بل تمثل حالة رمزية لنجاح المرأة العربية والإفريقية في كسر القيود الثقافية والمؤسسية، والوصول إلى مراكز القرار. لقد أصبحت بحق “ماركة قيادية” إفريقية وضعت المغرب في قلب التأثير الرياضي القاري، ورسّخت حضور المرأة في المواقع القيادية الرياضية.