العنوان : الصحراء المغربية : «بيلوغرافيا أعلام وقضاة الرگيبات».. مؤلف يوثّق عمق الذاكرة الصحراوية ويُعيد الاعتبار لتاريخ قبلي منسي


المغرب ـ السمارة ـ الصحراء المغربية / تحرير بوشعيب
خلدون ؛ في زمن تتعالى فيه الأصوات المُشوِّشة على تاريخ الصحراء المغربية، يطلّ علينا المفكر والمؤرخ الشاب الدكتور الخليل الواعر بمؤلف أكاديمي فريد من نوعه تحت عنوان "بيلوغرافيا أعلام ومخطوطات وثائق قضاة الرگيبات – أهل عبد الحي نموذجًا".
في زمن تتعالى فيه الأصوات المُشوِّشة على تاريخ الصحراء المغربية، يطلّ علينا المفكر والمؤرخ الشاب الدكتور الخليل الواعر بمؤلف أكاديمي فريد من نوعه تحت عنوان "بيلوغرافيا أعلام ومخطوطات وثائق قضاة الرگيبات – أهل عبد الحي نموذجًا"، برعاية مرصد الصحراء للتنمية والشراكات، الذي ترأسه الأستاذة اعزيزة إسماعيلي، ابنة منطقة زمور، وبشراكة مع كفاءات علمية من الأقاليم الجنوبية.
الكتاب ليس مجرد توثيق لسير شخصيات من قبيلة الرگيبات، بل يمثل رؤية علمية دقيقة لإرثٍ قبلي عميق، تتقاطع فيه الشريعة الإسلامية مع الأعراف والتقاليد الصحراوية في تأسيس العدالة والحكامة المحلية. إنه دعوة للتفكر في أصول نظام قضائي محلي أصيل، شكل أحد أعمدة استقرار المجتمعات الصحراوية، ويمتد تأثيره إلى حدود موريتانيا، الجزائر، مالي، والسنغال، في مشهد يُجسد ما قاله المفكر عبد الله العروي:
"إن كل بلد ينتمي كليًا أو جزئيًا إلى عالم العروبة والإسلام لا تفهم أوضاعه إلا بالرجوع إلى الذهنية القبلية".
في خطوة ثقافية متميزة، أصدر الدكتور الخليل الواعر مؤلفًا علميًا يحمل عنوان "بيلوغرافيا أعلام ومخطوطات وثائق قضاة الرگيبات – أهل عبد الحي نموذجًا"، في إطار مشروع بحثي يروم استعادة الذاكرة التاريخية لقبائل الصحراء المغربية، وتفكيك الطابع التبخيسي الذي مارسته بعض الخطابات تجاه المكون الرگيبي.
ينتمي هذا العمل إلى الدراسات التوثيقية التي تعتمد على المنهج البيلوغرافي التحليلي، حيث اشتغل المؤلف على إعادة بناء صورة "قضاة الرگيبات" كفاعلين شرعيين في المجتمع الصحراوي، أسسوا لممارسات عدلية متجذرة في الشريعة الإسلامية، مفعمة بروح الأعراف المحلية.
وقد عرف حفل توقيع الكتاب حضور لجنة علمية رفيعة من دكاترة وفاعلين أكاديميين من الأقاليم الجنوبية، أشادوا بإجماع بـ التميز الأكاديمي للمؤلف، وفرادته الموضوعية في تسليط الضوء على موضوع قلّما تم تناوله في الأبحاث الجامعية أو التراثية، مع تثمين الجوانب الشكلية والفنية التي جاء بها الكتاب.
وأكد الحضور أن العمل يمثل "قطرة من بحر" في تاريخ الرگيبات الذين يشكلون مكونًا مركزيًا في التوازنات القبلية بالصحراء، حيث التقاليد والأصالة والحكامة الشعبية تتداخل لتشكل هوية فريدة ظلت صامدة عبر الزمن.
كما تميز اللقاء بنقاش علمي شهي وشيّق، جعل من الفكر سيد الطاولة، وأبرز الحاجة الملحّة إلى مثل هذه الإصدارات في ظل جفاف الإنتاج التاريخي المحلي، لاسيما في حقل الرواية الشفوية وتوثيق الذاكرة الجماعية.