د. أيمن سلامة يكتب: هل تضحي الولايات المتحدة بمصالحها الاستراتيجية مع مصر؟


منذ عام 1979، أصبحت مصر محط اهتمام كبير في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط، حيث تعول الولايات المتحدة على التعاون مع مصر لتحقيق العديد من المصالح المشتركة بين البلدين في هذه المنطقة الحيوية. العلاقات الأمريكية المصرية مرت بتطورات مهمة على مدار العقود، إذ تجسدت في مجالات متعددة من بينها الأمن العسكري والسياسي والاقتصادي، لتشكل مصر بذلك حليفًا إستراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. كما أن التعاون بين البلدين قد تعزز بشكل ملحوظ منذ عام 1987، حينما أصبحت مصر شريكًا رئيسيًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
واحدة من أبرز أوجه التعاون المصري الأمريكي تكمن في المجال العسكري، حيث اكتسب الجيش الأمريكي الكثير من الخبرات والمهارات العسكرية من نظيره المصري، خاصة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
الجيش المصري يمتلك خبرات فريدة نتيجة لتواجده المستمر في بيئات قتال متنوعة ومختلفة في المنطقة، وهو ما ساعد في تطوير قدرات القوات الأمريكية في مجالات جديدة كانت تفتقر إليها سابقًا، مثل العمليات في بيئات الصحراء والمناطق ذات التحديات الخاصة.
وتعد العلاقة العسكرية بين البلدين أحد أبرز محاور التعاون الاستراتيجي، حيث يشمل هذا التعاون التدريبات المشتركة، تبادل المعلومات الاستخبارية، والتنسيق في مجالات مكافحة الإرهاب، وكذلك التنسيق في مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد استقرار المنطقة.
هذه الروابط العسكرية العميقة تجعل من غير المحتمل أن تقدم الولايات المتحدة على التضحية بمصر من أجل مصالح عابرة أو أحداث طارئة في المنطقة.
من الناحية السياسية، تتفهم الإدارة الأمريكية جيدًا الظروف الوطنية الخاصة بمصر، وما قد يترتب على أي مقترحات تضر بالمصالح الحيوية لمصر.