الجمعة 25 أبريل 2025 09:37 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

حاتم عبد الهادي السيد يكتب الحضور والغياب

هارمونيطيقا الوجد والحب والفقد في نص منال رضوان

الكاتب حاتم عبد الهادي
الكاتب حاتم عبد الهادي

تحيلنا المبدعة المصرية / منال رضوان إلى الذات: الحضور والغياب، الحب والسعادة.. المسافة والزمن، ورحلة الأيام...

وفي نصها المفعم بالأريج : (عَمَاء لا يحمل المطر )
تحيلنا إلى التلاشي للحاضر/ الغائب، ففى لحظات الحضور للمحبوب، لا تجد فرقا بينه وبين غيابه، فالأمر سواء، بل في حضوره غياب يتجدد عبر دوامات البعاد، واللاحزن، فهي فرحة بذلك، لأن الأمر يستلزم الخلاص من قيد الحاضر، للولوج آلى مناطق أكثر اشراقا في الحياة ...
إنها تفتقد حبيا غاب، وتفتش في خوافي الذات، علها تتشبث بأطراف السفينة، لكن السفينة اهترأت، وأصبحت باهتة...
تبحث عن دميته، تكاشفه، تعريه أمام الذات والأيام، فتجفل وتعود إلى دوائر الذات من جديد... لكنها تأخذ قرارها الأخير : ( خلاويص)... وكأنها أفرغت كل محتويات الحقيبة القديمة، التي تبعث السأم والضجر لأيامها القادمة...

لقد غدا التلاشي، وطي صفحة الماضي عنوانا للمستقبل الجديد، الذي ينتظر خلاصها الرهيب...

إنه العماء، الظلام، السراب والتلاشي، لبدء صفحة جديدة للنور والحب، والحياة...

إنها تتشرنق بروحها حول الصورة والظل، وتبحث عن المعنى خلف سراب الأيام، تتهجى الحقيقة، فلا تجد سوى الصمت والوحدة، فتتمرد على الذات والكون والعالم، وتتشرنق داخل روحها، لتقول بألم، وبقرار لا عودة فيه : " خلاويص"..

لقد انتهت اللعبة، وتكشفت حقيقة الأيام عن سراب، ووهم، كانت تعيشه طوال أعوام ممتدة...
وكأن خلاويص هي الصرخة التي حولت مسار سفينة البوح نحو طريق آخر، طريق جديد... وإن بدا محفوفا بالمخاطر، والغموض والخوف من المجهول كذلك...

إن/ منال رضوان هنا، تحاول الغوص في الروح بأسلوب التداعي، والتذكر، ومخاطبة الذات الغائبة، ربما لتتلمس طريقا له للعودة، لكنها لا تجد سوى مرار الأيام، والفرقة، والتجهم ...فتختار الهروب إلى الحياة من جديد، وتأخذ القرار القاطع : "خلاويص" ..

ترى هل تجيد / منال رضوان الغوص في أعماق الذات، دون أن تترك أثرا لتعمية الواقع؟!..

إنها الأنثى المرهفة، التي تصرخ في برية السكون والعتمة والعماء، لتفر من الظلام إلى جدول نهر جديد...

وعبر تنامي المعنى، وهارمونيطقا البوح، نراها تكتب روحها ، وتتهجى الحروف... لكنها لا زالت تائهة، تسبح في دوائر الواقع، والزيف حولها، وتحاول أن تجد للذات كوة تعبر منها إلى الحياة..
ولنلحظ عمق المعنى، وجماليات التصوير، والإنتقالات البديعة من حالة إلى حالة، وكأنها دوائر الأيام تدور برأسها الصغير لتبحث عن طوق نجاة، أو طريقا الفرار من أحبولات الذات، وعلائقها، من جديد..

هي كاتبة تجيد الغوص في الذات، وتبحث عن أمل جديد للحياة ....
تظل / منال رضوان شاعرة تبحث عن المعنى، داخل الضوضاء، وتلهج في طرق شتى، غريبة، تحاول اللحاق بالحياة، لتعيد الأمل الذي افتقدته من قبل، عبر زمرد الكلمات، والصدق العاطفي، والتجريد، بل والتجرد من المعنى للولوج إلى الذات، والخروج من الذات للحاق بالكون والعالم والحياة...
هي شاعرة بإمتياز، ترقرق الروح، وتؤرجح الكلمات، وتبوح بكل صدق، دون زيف للمعنى، فخرج نصها الأشهى يعلن عن ميلاد جديد لها، وللحياة...

كيف يكون لحضورك ذلك الغياب كله؟

كيف لظلٍ عابر أن يملأ المسافة بيننا؟
يملؤني شحوبًا هو الآخر حتى أفقد ملامحي فيك، فلا أراني؟
الآن، بات حضورك هو المسافة التي أُرهقت المعنى، ذلك الغياب الذي يحاصرني في وجودٍ غير مرئي.

ربما، لوقت قريب، كنت أفتش عنك، وكنت تختبئ بداخلي، كعثرات كثيرة لطفلة أزالت عصابة عينيها في لعبة المكاشفة!
يا صديقي، لعلك لا تعلم، كم صارت دميتك تبغض لهاث الغميضة، دفع السأم، استجداء الشغف بصرخات:
(خلااااويص!!) ..

ههههههه.. ألم تدرك بعد، أنك صرت التلاشي الذي تبنيته داخلي مرات ومرات؟
أمسيت ككل الوجوه التي أراها، وأجتهد في الاحتفاظ بقسماتها مدى هرب أمارسه كناجٍ أجاد الإفلات من زيف عناق الفائز في ألعاب الاختباء.

0e0d58d0fa48.jpg
منال/رضوان