عيد فؤاد يكتب :عتاب العالمي جمال الغندور محبة
النهار نيوزمكالمة هاتفية مطولة تلقيتها قبل قليل من صديقي وأخي العزيز الكابتن جمال الغندور، الحكم الدولي العالمي ورئيس لجنة الحكام الأسبق، والخبير والمحاضر الدولي في التحكيم، عاتبني خلال هذه المكالمة على "البوست" الذي نشرته على حسابي "صفحتي" الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي العالمي "فيس بوك" تحت عنوان" الميول بتفضح أحيانا ..مع اقتراب تبخر العودة للجنة.. كان فين من 2020 ..والٱن بيقولك ركلة جزاء !! "
كابتن جمال الغندور "الخلوق" تربطني به علاقة صداقة متينة وقوية منذ عام 1997، أي منذ حوالي 27 عاما بالتمام والكمال، وهناك مساحة بيني وبينه للحديث في الكثير من الأمور، وخاصة فيما يتعلق بمنظومة التحكيم التي رأسها أكثر من مرة، كما التقيت به خارج مصر كثيرا، أثناء مشاركته في بعض الأحداث الرياضية الكبرى والتي كان واجهة مشرفة لمصر فيها، ودائما ما كانت لقاءاتنا تسيطر عليها المودة والمحبة، نظرا لدماثة خلقه .
المعروف عن العالمي أنه يتمتع بآراء جريئة، سواء عندما كان حكما، أو وهو رئيسا للجنة الحكام الرئيسية ومسئولا عن المنظومة بالكامل، لا يحابي فلان أو عِلان من أجل عيون "س أو ص " من الأندية، لا يعرف في عمله سوى الجدية، ودائما ما يبحث عن التطوير، سواء لتثقيف نفسه أو لمنظومة التحكيم، وإلا ما كان قد وصل إلى ما وصل إليه من مجد في عالم التحكيم من خلال الاستعانة به في معظم البطولات العالمية الكبرى حتى بعد الاعتزال .
الصديق العزيز جمال الغندور عاتبني بشدة على تعقيبي على اللقطة المثيرة للجدل التي جمعت بين أشرف بن شرقي مهاجم الزمالك السابق وأيمن أشرف مدافع الأهلي السابق داخل منطقة جزاء الأهلي في مباراة القرن الشهيرة بين الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا والتي حسم نتيجتها المارد الأحمر لصالحه 2 /1، وعلق عليها هو خلال استضافته بإحدى القنوات الفضائية قبل أربع وعشرين ساعة وأكد أن هذه اللعبة ركلة جزاء صحيحة لصالح الزمالك، نافيا وجود أي ميول له دفعته لذلك، وأنه أي الغندور سبق وأعلن ذلك صراحة في هذه اللعبة عام 2020 وكان نفس الرأي، كما سبق وأعلن رأيه في قمة السوبر الأفريقي الأولى بين الأهلي والزمالك عام 1994 بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا، أي قبل ثلاثين عاما والتي حسمها الزمالك لصالحه 1 /0 ، مؤكدا أن بتروس ماتابيلا الذي أدار تلك المباراة لم يخطئ في طرد محمد يوسف ولكنه أخطأ في عدم طرد النيجيري إيمانويل أمونيكي بعد اعتدائه على ياسر ريان .
الصديق العزيز شدد على أنه لا يبحث عن رئاسة اللجنة التي سبق وترأسها من قبل أكثر من مرة، ولكن كانت له بعض الآراء أثناء تولي البرتغالي بيريرا رئاستها وقد أعلن عنها في حينها من أجل المصلحة العامة ولا يعنيه أن يترأس اللجنة خبير أجنبي أو حكم مصري سابق .
عتاب الغندور عليّ أيضا، ظنا منه أنني قد حجرت على رأيه، وأنه من حقه أن يقول رأيه مثل أي مواطن، وليس من حق أحد الحجر على رأيه مثلما لم يحجر عليّ أحد كناقد رياضي .
أنا من ناحيتي لم أقصد الإساءة لكابتن جمال، ولا التقليل منه أو توجيه الاتهام له صراحة بأن ميوله بيضاء، ولكن كان لي عتاب عليه في الحوار الذي دار بيننا هاتفيا، بعد نشري "البوست" إياه وقلت له لماذا في هذا التوقيت بالذات تم إثارة هذه اللعبة تحديدا، رغم أنها لن تغير من الواقع شيئا، وقبل ساعات من قمة الأهلي والزمالك، وهو ما تسبب في حالة من الجدل بين جماهير الكبيرين على السوشيال ميديا، فأجاب بأنه أعلن رأيه في هذه اللعبة بكل بوضوح.
ما أعنيه هنا، ومن خلال هذه السطور كان بهدف توضيح لغط قد تسبب فيه "بوست" وسارع للتعليق عليه الكثير من الأصدقاء وبعض الزملاء، ولذلك اعتذر للكابتن جمال إذا كان قد طاله التجريح عن دون قصد في شخصه الذي لا أقبله، بل أكن له كل التقدير والاحترام، كإنسان أعتز بصداقته، قبل أن يكون حكما مرموقا في عالم التحكيم ومحاضرا دوليا كبيرا، ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم أجمع .
ولمن لا يعرف فإن الصديق والأخ العزيز كابتن جمال الغندور هو الحكم المصري والعربي الوحيد الذي شارك في إدارة الكثير من البطولات العالمية الكبرى في كافة أرجاء المعمورة، مثل بطولتي كأس العالم عامي،1998 في فرنسا و2002 في كوريا واليابان، ونهائي أمم أفريقيا للشباب بنيجيريا عام 1995، و4 بطولات كأس أمم أفريقية للكبار، أبرزها نهائي عام 2002 بمالي، و5 نهائيات لبطولات الأندية الأفريقية أعوام 1994 بكينيا و1997 بتونس و2001 بجنوب أفريقيا و2002 بغانا، وكأس السوبر الأفريقي 1999 بساحل العاج، و14 بطولة عربية، منها 6 نهائيات، ونهائيات كأس العالم للشباب في قطر 1995، ودورة الألعاب الأوليمبية في أتلانتا عام 1996، وكأس العالم للقارات بكوريا الجنوبية عام 2001، وكأس الأمم الأوروبية عام 2000 التي أقيمت في بلجيكا وهولندا، وكأس الأمم الآسيوية بالإمارات 1996 .
أعتقد.. وضحت الرؤية حتى لا يصطاد أحد في "الماء العكر"، وأن علاقتي بالعالمي كابتن جمال الغندور ستظل كما هي، بل ستكون أقوى عن ذي قبل ولن يستطيع كائن من كان أن يعكر صفوها .