الخميس 10 أكتوبر 2024 08:43 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

محمود كرم يكتب.. أشرقت الدنيا بقدوم الحبيب محمد

النهار نيوز

تحل علينا ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الذكرى التي تهتز لها القلوب فرحا وسرورا وترفرف لها الأفئدة حبورا، ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، حيث اصطفاه الله للخلق هاديا وإماما وأيده بالمعجزات وأظهر على يديه خوارق العادات، وجعله أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وخير خلق الله أجمعين، إذ هو المعجزة الباقية إلى يوم الدين.

ولقد مثل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، حالة غيرت مجرى التاريخ، فمثلت دعوته ثورة على واقع العبودية والظلم وأظهرت رسالته قيم الحرية والعدل، فهو رسول الرحمة والسلام، رسول المودة والإخاء والتشاور، رسول الوفاق والوئام، حبب إلى الناس الاتحاد والائتلاف، وبغض إليهم التنازع والاختلاف فأتحدوا وتألفوا وكانوا متفرقين مختلفين، هو رسول التنمية والحضارة، حيث نهض بالأمة إلى أوج السعادة وأوصلها إلى مواطن السيادة وجعل منها الملوك والعلماء والوزراء والفاتحين، هذا محمدا فاتخذوا قائدا ودليلا وهذا الإسلام فلا تبغوا به بديلاً.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

يتجدد كل عام الحديث حول حكم الاحتفال بمولد رسولنا صلى الله عليه وسلم، ويخرج علينا البعض لإصدار فتاويهم ومنشوراتهم التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يعتقدون أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة، ولكن لا يعلمون أن الاحتفال به، تعبير عن الفرح والسرور بمولد الحبيب محمد ومظهرا من مظاهر شكر الله على نعمة المولد، وقد سن لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، جنس الشكر لله على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم الإثنين، فلما سئل عن ذلك قال: "ذلك يوم ولدت فيه"، (أخرجه مسلم)

وقد كان الصحابة لا يتوانون عن إظهار الفرح والسرور بقدومه صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الصحيح من الأحاديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما عاد من بعض مغازيه جاءته امرأة، فقالت يا رسول اللهِ إني نذرتُ إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديكَ بالدُّفِّ وأَتغنى، فقال لها إن كنت نذرت، فأَوف بندرك، فقعد عليه السلام وضربت بالدُّفِّ.

وقال علماء أهل السنة: ضرب الدُّفِّ ليس من القربات والطاعات التي وجب على الناذر الوفاء بها، بل من المباحات كأكل الأطعمة ولبس الثياب وغير ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم، أمرها بالوفاء به نظراً إلى قصدها الصحيح الذي هو إظهار الفرح والسرور بمقدمه الشريف صلى الله عليه وسلم سالما غانما ظافرا على الأعداء.

خلاصة القول، أن الأمة اجمعت بكل طوائفها، أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، من الفرائض وشروط الإيمان وبدونها لا يتم إيمان العبد ولا يقبل منه الأعمال الصالحة... ولم يحدد لنا الوسيلة لتحقيق هذه المحبة، لذلك أي وسيلة منضبطة بأحكام الشرع لها أن تأخذ هذا المقصد الديني ومنها الاحتفال بالمولد النبوي، عبر قراءة القرآن أو الصوم أو توزيع الحلويات تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يحب الحلوى والعسل وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد.

المولد النبوي الشريف أحكام الشرع