السبت 27 يوليو 2024 01:54 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : أنا والأهلي ..ك”أصبعين في كفي”

النهار نيوز

(. في اول السبعينات من القرن الماضي ،وأثناء اختبار القدرات في كلية التربية الرياضية ، نصحوني إلا اختار كرة القدم لان معظم المتقدمين يختاروها ولذلك احيأنا يفوق عددهم الخمسة آلاف، فأخترت مرغما ألعاب القوى وبالتحديد مسابقة ال(400)متر وكان عددنا (40)متقدما فيها .

(. وعندما انطلق السباق عقب صافرة البداية ركضت باقصى ما أملك من جهد ونفس ،وبعد المائة الثالثة وجدت الفارق بيني وبين زملائي كبير ، وعندما وصلت إلى خط النهاية التفّ حوالي عدد كبير من الأساتذة في الكلية وبصفة خاصة في أم الألعاب كما يطلق عليها، (. وانهالت علي الاسئلة ،ومنها : هل لعبت قبل ذلك ألعاب قوىقبل ذلك ؟ ،وفي أي نادي؟ ،وإذا دخلت الكلية هل لك رغبة تمثل أي ناد من الأندية الكبيرة في بطولات الجمهورية ؟ ،

(. وعندما بلغت بأنني حققت رقم يوازي رقم بطل الجمهورية في المسابقة لم اصدق لأني اول مرة أشارك في أي سباقات لها .

(. ولما عرض علي رئيس لجنة الاختبار فيها وهو في الوقت نفسه مدرب النادي الاهلي في 400متر ،بإن انضم للنادي الاهلي لم أتردد في التوقيع على الاستمارات التي أخرجها من حقيبته والتي بعد تسجيلها في اتحاد اللعبة ضمن قائمة" سيد الأندية" أصبحت عضو لاعب فيه .

وعندما ذهبت للنادي الاهلي في المرة الأولى للمشارة في التدريبات مع فريق مسابقة 400متر بلعبة ألعاب القو التقيت مدربي وهو نفس الوقت استاذي غمرني بجلال العظمة، واشعل رأسي بخيال العبقري حيث تجد تواضعه أصل في طبعه، وعبقريته فطرة في خلقه، وقوته جوهر في إرادته، ونبوغه قوة في مملكته وإبهار في ملكاته ، إشعاع في عطائه، سماحة في جرأة، إنسانية في شمم .

(. كعادته لم يتأخر على مساندتي وتعليمي الدفاع عن نادينا بالاجتهاد في التدريبات لتحقيق الإنجازات تلو الإنجازات ومع مرور الايام تأكدت ان الاختيار كان في محله لان لا يوجد ناد في الكون ينسجم مع مبادئي ويتحد مع قيمي كاصبعين في كف غير الاهلي ولذلك كان ومازال وسيبقى الوقوف خلف رايته ودعمه في معاركه ضد المدعين والافاقين واجب وطني و إلزام قيمي

(. ومنذ دخولي نادينا الحبيب الاهلي اتسعت خارطة الشوق في جغرافية روحي ، للانجازات واحدة تلوى الأخرى ، وضاقت عندي مساحة الاحلام بالجد ، وتلاشت الاوهام رويدا تحت طرقات اقدامي ، في الرمق المنسي من فانوس اي بطولة بعدما ذقت حلاوة التتويج كبطل الجمهورية في مسابقة 400 متر عدو ، حيث كانت تنطلق"الروح الحمراء" في أعماقي كالفراشة ، من سجن اللحظات الملتهبة ، قادمة من غابات الدجى ، يقودها هدف واحد لا غيره ،ـ الا وهو وضع تاج من الذهب الخالص على رأس عشق الملايين ، الذي هو اكثر من مكان ، وحب اكبر من عمر الازمان، فتلمع اضواء لونه ، على المنصات البلورية ملكا متوجا عال النسب والغايات .

(. و الحقيقة التي ابرزتها صورة الانجازات التناغم ما بين عالم الافكار مع عالم الظواهر،الذي ابهى ما فيه الجمال سواء في ظاهره المحسوس والذي تراه بالعين وتستنتجه بالحواس، أوباطنه الذي تصل إليه بالإدراك اليقظ بان الاهلي روحٌ تسري في منظومة ترى عناصره في الملاعب والصالات هيكل مترابط غير منقطع و عمران هندسي تشمل فيه القدرة على البناء والابتناء في الحركة نحو تحقيق الهدف.

(. و منذ أول قدم لي في ساحته أصبحت انا والاهلي ، طيفان فى حلم سماوى ، شربنا سنين العمر انجازات ، لكن ما ارتوينا، انه العشق ، فلا تسأل غيرنا ،ولا تعتب علينا ، فأنت للانتصار زادا ،من اجل هذا ذوب فؤاده لك لحنا.

). الاهلي فرحتنا ومنى الفؤاد اذا تمنّى ،بسمة منه تشع النور فى ظلمات الدهر وتعيد الماء والأزهار فى صحراء العمر فهو الكوكب الاشرق في السماءُ بدا لـنا واستعصىت رؤيته بالبعد عن غيرنا

(. ياهذا الاهلي الذي تجري في اوردة اجساد عشاقك انهارا وبحارا وتتمدد في روحهم سهولا وديانا وتنساب في شرايينهم دماء حمراء خالية من الحذر المنساب خوفا بين متاهات الروح

كلية التربية الرياضية