الأحد 5 مايو 2024 06:31 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ايها الحزن رجاءا…”اتركني وشأني”

النهار نيوز

(. افدح ضريبه يدفعها الإنسان، حيث تختلج لواعجه وتمور وتغلى فيكابد الحزن والأسى والألم ويذرف الدموع قهراً على الرفاق في موطن الذكريات و على أرصفة المدينة العشق"قنا" وبين جدران بيوتها، ويهيم تماماً كأهل الهوى بحثا عنهم في نبض قلبه وهمس روحه وهو يقف على شرفات منازل ألمه يرنو الى الأفق البعيد لكي يستعيد اجمل الذكريات التي تكونت بساحل المدى وكتبت صفحاتها في ذاكرته تارة باللحظات المدهشة ومرات بالجفاء والبكاء على شاطئ السماح و الصباح والتي تهل من احساس المدى بالبعد والهمس المسافر للنجوم مقطعا من قصائد الزمان ساطعا انيق .

حزني على الاحبة الذين سابقوني الي هناك حيث عالم الحقيقة ،وتد في القلب ينسج على نوله خيوط الاحزان ، يرسم لوحة من الاوجاع حوائطها ملح ، واحجارها صديد في الجدار المقتولة الف مرة .

دقات قلبي على فراقهم حرائق تخرج منها المشاعر كالدخان ، وعيوني تدمدم بالعبرات بغير لسان ، وتبكي فى حرقة تغتلى بالمعانى ، ، كانها تعزف على البوق فى وادي سحيق ، بليل عمي لا يرى دماء فؤادي تسيلُ ، ، وذكراهم في الأحشاء سكّينُ تمزقها دمُاء تصرخ من الالم على الذين كانوا .

احتاج الي روح تملأ المسافات لكي اسمع النداء بكل مسام الجسد كشعلة تضيء درب المتعبين وشمس توهب ضوءها للسائلين عن القلب ، المكان الذي تتجمع فيه كل المشاعر في نقطة التقاء الحزن والفرح ، فتتكثف الأمكنة والأزمنة في شجن يتجاوز العادي والمألوف.

اليهم دائما تاخذني الذكري على بساط الحنين فتعيدني روح تسكن تلك الحروف التي دونتها و لما استرجعتها ـ بعدما اضناها الانتظار على رفوف الذاكره بكت بداخلي مثل جرح ينزف يعالج جرح اخر ، فشيءٌ من الكلام هو شيءٌ من الألم يسكبه قلمي في الالحان حروف هي انفاس جروح وفيض شعوروآهات احزان وَأَنْغَـــــــامُ شجون .

كانت قلوبنا خضراء لها نبض يفوق هذه الدنيا بمن فيها ، وكانت احلامنا حديث قمر ونداءات بحر وخلوة ذات مقامها يبقى في الفؤاد ـ ابتساممتي معهم لم تمت يوما لانها كل لحظة تنبض من جديد ، فنستلقي على صفحات الايام ابتسامه بريئه على الشفاه...وفي العيون بريق دموع تحن لتلك الايام التي تنادي قائلة الم تسمع بأنين الشوق ... شوق عند وجودك ... وشوق عندما تنثر الضياء ... وشوق عندما توقد قلوبنا بالحب

هل اسكن صمتي واسجن عبراتي ، ولكن كيف وفي يدي ربابة تنقر الاوتار ، هل اسدل ستائر الاحزان واعيش باوجاعي عليهم ـ ولكن هل يعودون كما كانوا فوق الارض زهرة، تذوب لهمسة مسكونة بالحسن والفرح النبيل، والنور، نحوهم كانت السعادة تمد يديها كالظامئ الى عوالم خيالها فتقطف منهم البريق والسحر ومن اجل هذا كان الذي معهم لا يعش حالات الحزن والوجوم والتعب .فهم كانوا دائما حالة من الصفاء والحسن والسحر وكأنها مقطع يجيء من قصائد الايام ساطعاً كالصبح من ضوء الشموس، ومن رحيق الامكان الممزوج بالحلم والشهد والعبيروالبريق الذي فتح كنوز السندس بهمسة سكبت نسائم غسلت الدواخل بالعبق.

رغم فؤادي حزين ، لكن كلماتي كالسحب والطيور والرياح تدوس با قدامها نعل السحاب ، وشجني يشدو " لا يعني الموت شيئاً، لكن أن تنساهم فانت تموت يومياً" .