عيد فؤاد يكتب: أهلي العجائب دفاعه حائر

درس قاس تلقاه لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي من منافسه البنك الأهلي وذلك بالخسارة المستحقة التي تعرض لها الفريق بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في إطار لقاءات الجولة الخامسة عشر من بطولة الدوري، في واحدة من اكثر من مباريات الدوري إثارة .

كشفت المباراة عن سوء خط دفاع الأهلي بالكامل مع حارس مرماه مصطفى شوبير، حيث كان دفاعه بمثابة "إشارة مرور" مفتوحة دائما، ومستباحة من مهاجمي البنك الاهلي طوال المباراة، كما كان لكريم بامبو المتخصص في هز شباك الأهلي والعكننة على جماهيره دورا مهما في الفوز المثير الذي حققه فريقه على بطل الدوري وكأس مصر والسوبر وأفريقيا، بعد تسجيله أحد الأهداف الأربعة وترك لزملائه مهمة تسجيل باقي الأهداف والتي سجلها، محمد هلال، وسعيدو سيمبوري، وياو أنور، في حين سجل ثلاثية الأهلي أنتوني موديست، ورضا سليم، وحسين الشحات.

كافة المؤشرات كانت توحي بأن المارد الأحمر سيتعرض لهزة عنيفة عقب الأداء الهزيل وغير المطمئن في مواجهة الزمالك الأخيرة في نهائي كأس مصر 2022/2023، التي تفوق فيها الأخير لعبا ولكن نجحت خبرة لاعبي الأهلي في حسم النتيجة لصالحهم بخطف هدفين ولقب البطولة في عشر دقائق، بينما في مواجهة البنك بالدوري نجح الأخير في وضع أربع أهداف مستحقة في رصيده البنكي على حساب البطل الذي ظهر مثل الشبح بلا أنياب، وهو ما يجعلنا نطلق عليه أهلي العجائب !!

الخطورة هنا ليست في فوز فريق البنك، ولكن الخطورة التي كشفت عنها مواجهة الفريق المنافس صاحب الإمكانيات المحدودة في بطولة الدوري والمهدد دائما بالهبوط إلى دوري "المحترفين" القسم الثاني تكمن في أن الأهلي ينتظره لقاءين غاية في الصعوبة أمام سيمبا التنزاني في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، في الأسبوع الأخير من مارس بتنزانيا وفي أحد يومي 5 أو 6 أبريل في لقاء الإياب بالقاهرة، وأن ظهور خط دفاعه بهذا السوء وهذه الحيرة ينبئ عن كارثة منتظرة قد تهدد حامل اللقب الأفريقي في توديع البطولة من هذا الدور إذا لم يتدارك الجهاز الفني بقيادة الخواجة السويسري مارسيل كولر الأمور سريعا ومعالجة هذه الأخطاء الكارثية التي ظهرت في خط الدفاع، مع عدم وجود تفاهم أو تجانس بين أفراده نهائيا، فلم يكن هناك وجود لرامي ربيعة، ولا لعمر كمال الوافد الجديد أو أكرم توفيق وكذلك علي معلول !!

الأهلي في حاجة إلى من ينقذه سريعا قبل ان تفيق جماهيره على صدمة هم في غني عنها ، ولكن هل الوقت سيسعف كولر لتدارك ما وقع فيه لاعبيه من أخطاء في مباراة البنك، أعتقد أن الخواجة وحده من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال ؟

الواقع يؤكد أنه لابد من وقفة جادة وحازمة في هذا التوقيت من قبل مجلس إدارة النادي الأهلي مع لاعبيه وجهازهم الفني لتصحيح الأوضاع ..صحيح لا يوجد فريق يفوز دائما ولكنه الصحيح أيضا أن الفريق البطل من غير المعقول أن يوجد في خط دفاعه هذه الكوارث والتي ظهرت واضحة جلية منذ فترة ليست بالقليلة في اكثر من مباراة ولا يزال الجهاز الفني يقف عاجزا عن معالجتها نهائيا، سواء بالاستقرار على تشكيل ثابت أو تدعيم صفوفه بمدافع أو اثنين سوبر يستطيعا سد الثغرات التي ظهرت في صفوف الفريق في مواجهة فريق أقل منه في الإمكانيات من كافة النواحي، وكان من نتيجتها اهتزاز شباكه بأربعة أهداف في مباراة واحدة، في واحدة من أكبر مفاجآت الدوري حتى الآن والبقية تأتي إلا إذا تم تصحيح الأوضاع سريعا.