الخميس 2 مايو 2024 04:06 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

أيمن سلامة: كيف تعرقل إسرائيل المساعدات الإنسانية البحرية لقطاع غزة ؟

النهار نيوز

يدل مصطلح الممر الإنساني علي منطقة خالية من الوجود العسكري، يقوم طرف ثالث بحمايتها عادة ما تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، ويكون هذا الطرف خارج النزاع القائم، فيمكث المدنيون بعيدا عن الأخطار التي تهدد حياتهم، كما تعني مناطق خالية من الوجود العسكري يجري الإعلان عنها أثناء الاضطرابات أو نزاع مسلح بقصد حماية المدنيين، وإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية لهؤلاء بواسطة طرف ثالث.

توفر الممرات الإنسانية حلا مثاليا للمنظمات الإنسانية فيما يتعلق بعملياتها من أجل توفير الحماية والمساعدة للذين يتضررون من جراء الحرب، حيث يتطلب موافقة كافة الأطراف المحاربة وكسب ثقتهم بالنسبة إلى تسليم المساعدات الإنسانية، لكن أحيانا تفرض هذه الممرات والمناطق المحمية جبرا حين يصدر بصددها قرار من مجلس الأمن تأسيسا على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والمثال الصارخ الذي يضرب في هذا الصدد المناطق الآمنة التي أنشئت في جمهورية البوسنة والهرسك أثناء الحرب اليوغسلافية في منتصف التسعينات من القرن المنصرم 1991-1995، ويطلق على هذه الممرات عدة تسميات منها: الممرات الإنسانية الآمنة، والملاذات الآمنة أو المناطق الإنسانية الآمنة.

قامت الأمم المتحدة بإنشاء الممرات الإنسانية البحرية أثناء النزاعات المسلحة لغوث المحتجين لهذه المساعدات، وتعد الحالة الأوكرانية فور اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية الحالية نموذجا ساطعا لما قامت به منظمة الأمم المتحدة تجاه المدنيين الأوكرانيين المحاصرين في المدن الساحلية الأوكرانية .

لقد تم تنسيق الممرات الإنسانية البحرية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، حيث أنشأت الأمم المتحدة ومنظمات أخري الممر البحري من أوديسا إلى ميناء روماني في أغسطس 2022، وسمح الممر البحري بتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، أيضا أنشأت الأمم المتحدة الممر البحري من ميناء خيرسون إلى ميناء ميكولايف في أكتوبر 2022، وسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى مدينة خيرسون.

ثار الحديث مؤخرا عن ضرورة انشاء ممر إنساني بحري من قبرص إلي قطاع غزة، نتيجة الفظاعات الوحشية التي ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيل تجاه المدنيين الفلسطينيين الذين هبوا لاستلام ما يعينهم علي البقاء في ظل الحصار الجائر المفروض علي القطاع ، فضلا عن استمرارا جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف القطاع برا و بحرا و جوا .

يمثل إقناع إسرائيل دولة الاحتلال المحاربة أكبر تحدي يواجه انشاء وتشغيل الممرات الانسانية البحرية إلي قطاع غزة، فقد دأبت إسرائيل علي عرقلة سير المساعدات الإنسانية التي تصل للقطاع عبر مضيق رفح المصري، ووصل الأمر لقصف الممرات والطرق من ناحية معبر رفح الفلسطيني وذلك لحرمان الفلسطينيين من هذه المساعدات؛ لذلك يعد الاتفاق على موقع الممر البحري وتشغيله تحديًا دبلوماسيًا معقدًا.

في ذات السياق قد تعمد إسرائيل إلي عرقلة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عن طريق البحر كما دأبت علي ذلك من خلال البر وهنا فقد تلجأ لحيل كثيرة غير شرعية، حيث تقوم بالتفتيش المهين و المعرقل لهذه المساعدات بسوء نية لحرمان المدنيين من المساعدات الضرورية لحياتهم، وقد تطلب تغيير مسار قوافل المساعدات الإنسانية أو وجهتها اللتان تم الاتفاق عليهما مسبقا، كما يمكن أن تلجأ إلي منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق معينة أو مجموعات محددة من السكان في قطاع غزة، وذلك يعد رفضا تعسفيا في قبول المساعدات الإنسانية .

قصاري القول: إن فرض إسرائيل شروط مُجحفة علي وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عن طريق البحر أو البر أو الجو يفضي، لا مشاحة ، إلي تأخير أو منع وصول المساعدات الإنسانية إلى زيادة معاناة المحتاجين المدنيين غير المشتركين في النزاع المسلح، كما يجعل من المساعدات الإنسانية أداة سياسية بدلًا من أداة إنسانية، تلجأ إليها إسرائيل حينما تريد .