عيد فؤاد يكتب :من يحسم قمة الكبيرين الأهلي أم الزمالك ؟


جماهير الكرة المصرية على موعد مع قمة القطبين الكبيرين، الأهلي والزمالك في ثوبها الجديد، حين تدق عقارب الساعة السابعة والنصف مساء غدا الجمعة بتوقيت القاهرة، يشهد ملعب "الأول بارك" بالعاصمة السعودية الرياض، لقاء القمة لنهائي كأس مصر، الذي يقام لأول مرة خارج الوطن منذ قرن وثلاث سنوات، بالتمام والكمال.. تاريخ انطلاق أول نسخة من البطولة الأعرق في بلدنا "المحروسة" والوطن العربي وأفريقيا في كرة القدم .
المواجهة هي الحادية والعشرين في هذه البطولة، حيث سبق للكبيرين أن توج كل منهما بكأس مصر9 مرات، وتقاسما اللقب مرتين، وبالتالي فإن مواجهة الغد الحادية والعشرين ستحدد من يكون عريس الليلة ..الأهلي أم الزمالك .
أيا كان البطل لهذه النسخة من البطولة، الأحمر أم الأبيض، مارسيل كولر، أم جوزيه جوميز، إلا أن الفائز الحقيقي من هذه المواجهة الساخنة والمتوقع أن تكون مثيرة هي الكرة المصرية ولكن في حالة واحدة فقط، وهي أن تخرج المباراة في جو تسوده الروح الرياضية، بعيدا عن التعصب والإسفاف الذي شاهدناه أكثر من مرة، وشاهده الملايين عبر شاشات الفضائيات في مواجهات سابقة .
يجب أن يعلم لاعبي الفريقين أنهما يعكسان صورة حقيقية عن مصر، والظهور بمظهر حضاري سيكون له مردود إيجابي عنها وعن الرياضة المصرية بصفة عامة والكرة المصرية بصفة خاصة .
هناك مؤشر غير جيد ظهر على السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، وهو انتشار "التحفيل" بين جماهير القلعتين الكبيرتين، بعيدا عن الروح الرياضية من قبل بعض المتعصبين والموتورين، فأتمنى ألا ينعكس سلبا على لاعبي الفريقين على أرض الملعب، وعلاقتهما خارج الملعب عقب انتهاء اللقاء، وأن يعلم كل لاعب في الفريقين الكبيرين أن خسارة مباراة لن تكون نهاية المطاف، لأن البطولات كثيرة قادمة، والرياضة فائز ومهزوم، ولن يكون هناك منتصر دائما، ولكن من يخسر غدا، حتما سيأتي يوما يفوز فيه، بعد أن يعيد ترتيب البيت من الداخل ومعالجة أخطاءه، ومن يكسب من حقه أن يحتفل كما يروق له مع جماهيره، ولكن عليه أن يتواضع ولا يجرح مشاعر غيره، والأهم هو الروح الرياضية التي تعد الهدف الأسمى للرياضة .
وجهة نظري الشخصية أن قمة الأهلي والزمالك والتي تعد واحدة من أكبر وأهم عشر لقاءات قمة على ظهر الكرة الأرضية قاطبة، من حيث تاريخ الناديين المشرف وبطولاتهما على مختلف الأصعدة، المحلية، والعربية، والقارية، وأيضا العالمية، وجماهيريتهما العريضة في كل مكان، والاهتمام الإعلامي الكبير بها دائما ما تشهد مولد نجوم جدد يكونون حديث الشارع الكروي لبعض الوقت، ومباراة الغد واحدة من هذه القمم التي أتوقع أن تشهد مولد بعض النجوم والذين سيكونون نجوم الشباك في أي من الناديين حتى يحين موعد لقاء القمة القادم في ذهاب الدور الأول من بطولة الدوري الممتاز المقرر له 15 أبريل"4"، وأيضا لقاء إياب الدوري المقرر إقامته 24 يونيو"6" القادم .
ما أود التأكيد عليه وأتمناه كمتابع أولا لهذا الحدث الرياضي الكبير لسنوات طويلة، وناقد رياضي ثانيا، حظى بشرف تغطية هذا الحدث الكبير من أرض الملعب عشرات المرات أن يعزف لاعبي الفريقين سيمفونية كروية جميلة يفوز فيها من يفوز، ويخسر من يخسر وأن يبعثوا برسالة إلى العالم أجمع، مفادها أن كرة القدم دائما تجمع ولا تفرق، وأن أمامكم انتم كلاعبين تحديات مستقبلية كبيرة أخرى وأهم تنتظركم، وهي منتخب مصر الذي يضم غالبيته منكم، وعليكم التسابق للظهور بمستوى جيد حتى يحظى المتميزين منكم بشرف ارتداء قميص المنتخب والدفاع عن اسم مصر، باعتباره الهدف الأسمى من كافة المسابقات والبطولات المحلية الأخرى التي تشاركون فيها وتصب في النهاية لصالح منتخب مصر .