متحف المركبات الملكية في بولاق ابو العلا شاهد علي مراحل مختلفة من تاريخ الوطن


بقلم / عبدالله مهدى
في إطار زيارات لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، للمواقع الأثرية ، التى تتزين بها ربوع مصر المحروسة ...
تحركت
من محطة السكة الحديد برمسيس ، متوجها صوب محطة الإسعاف ، تجولت ... ، بمنطقة بولاق أبوالعلا أو وكالة البلح ، وخلف مبنى ماسبيرو على كورنيش النيل ووزارة الخارجية المصرية ،قرأت بصعوبة لافة عالية مكتوب عليها " متحف المركبات الملكية "
الذى يروى لنا تاريخ المركبات بمصر خلال حكم الأسرة العلوية ، والتى استخدمتها لتنقل والاحتفالات الرسمية ...
* * *
أنشئ المتحف فى عهد الخديوى إسماعيل ، فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ( ١٨٦٣ --- ١٨٧٩ م ) فقد فكر فى إنشاء مبنى خاص بالمركبات الخديوية والخيول " مصلحة الركائب الخديوية " واستمر هذا الاسم حتى عام ١٩٢٢ م ، وفى عهد لملك فؤاد الأول ( ١٩١٧ -- ١٩٣٦ م ) تغير الاسم إلى " إدارة الإسطبلات الملكية " وتم تحويله إلى متحف تاريخى بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ م ..
* * *
يعد هذا المتحف شاهدا على مراحل تاريخية مهمة فى تاريخ الوطن ، حيث فترة المملكة المصرية ، وحرص الأسرة العلوية على الأبهة والعظمة فى كل شيئ ، فى حين كان الشعب يعانى العنت والعوز.
وحينما جاءت ثورة ١٩٥٢ م ، أدركت أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافى المهم ، وحولت المبنى إلى متحف تاريخى ، فأضحى متحفا نوعيا عالميا لا نر مثيلا له سوى فى روسيا وانجلترا والنمسا ..
يغلق المتحف فى عام ٢٠٠١ م للبدء فى تنفيذ مشروع متكامل لترميمه وتطويره ، وتوقف المشروع كما توقف كل بناء وتطوير وعمار وانجاز عام ٢٠١١ م ( لاحظ ترميم وتطوير متحف يستمر من ٢٠٠١حتى ٢٠١١ م وتقف كل شيئ مع أحداث ٢٠١١ م ، تنمية عصر مبار ك تتحرك كالبطة العرجاء).
وما أن استقرت أحوال البلاد والعباد ، حتى جاء الانتهاء من تطويره وافتتاحه عام ٢٠٢٠ م ، بشكل يليق بهذا الإرث الثقافى المهم.
يضم المتحف مجموعة فريدة من المقتنيات ، من أبرزها العربات الملكية متنوعة الأحجام والأنواع ، والتى ترجع إلى فترة حكم أسرة محمد على باشا ، كما نرى مجموعة من لوازم الخيول وأنواعها ونرى جمال الخيول العربية وروعتها ، ويلفت نظر الزائر الملابس الخاصة للعاملين بمصلحة الركائب ودور كل واحد منهم ومسماه ، .. وتبهر بتلك اللوحات الزيتية لملوك وأميرات هذا الزمن ..كما يضم المتحف قاعات للعرض على نحو : الأنتيكخانة والتى تحوى مجموعة من العربات والمركبات المهداه إلى الأسرة العلوية فى مناسبات متنوعة ...ودخلنا قاعة الجمالون " الموكب " وتعرض أجمل أنواع المركبات وأكثرها روعة وهى " الٱلاى " حيث دقة صناعتها وجمال زخارفها ، وقد أهداها الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجينى للخديوى إسماعيل إبان إفتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩ م، وتعد قاعة المناسبات الملكية بما تحويه من عربات كانت الأسرة العلوبة تستخدمها فى المناسبات الرسمية ...
وتأتى اللوحات الزيتية لتكشف للزائر مدى الجمال والأبهة والعظمة والرقى التى كانت تهيم فيه الأسرة العلوية ، حيث تتجلى ٱيات الجمال والعظمة والرقى فى تلك البورتريهات لملوت وأميرات وأمراء تلك الأسرة ...
دخلنا قاعة الحصان حيث تضم مجموعة من الفتارين لعرض الملابس الخاصة بالعاملين على المركبات الملكية ، كما شدنا تلك البطاقات الشارحة لجميع قطع المتحف بطريقة برايل لذوى الإعاقة البصرية ...
وقد استعنا فى حركتنا بالمتحف ، على تلك الخريطة الشارحة لقاعات المتحف عند المدخل ... والملفت أيضا تجهيز المكان بما يناسب أصحاب الإعاقة الحركية بما يسهل حركة الكراسى المتحركة ، وتخصيص دورات مياه لذوى الاحتياجات الخاصة بمواصفات عالمية ...
" متحف المركبات الملكية شاهد على مراحل مختلفة من تاريخ الوطن "
سعدنا بزيارته وندعوكم لنيل هذه السعادة.