عيد فؤاد يكتب : غرامة بالتقسيط المريح وكلام في الهواء


في الوقت الذي أعلن نادي الزمالك انتهاء أزمة تحصيل غرامة محمود كهربا لاعب الفريق السابق والأهلي الحالي بدفع اللاعب قيمة الغرامة كاملة، والبالغة 2 مليون و400 ألف دولار بالفوائد، تنفيذا لحكم المحكمة الرياضية الدولية "كاس" كان لأشرف عبد العزيز محامي اللاعب رأيا آخر، كشف من خلاله عدم صحة ما أعلن عنه نادي الزمالك لوسائل الإعلام ولجماهيره، على الرغم أن الشفافية كانت مطلوبة منذ البداية وليس الضحك على الجماهير بكلام وشعارات، من عينة "لا تنازل ولا استسلام "، ولا تفريط في حقوق النادي، ولن نقبل التقسيط، إلى آخر هذه الشعارات الرنانة الجوفاء التي كانت للاستهلاك الإعلامي فقط .
الحقيقة أن الزمالك لم ينفذ ما أعلن عنه، ولا حصّل قيمة الغرامة دُفعة واحدة كما كان يتمنى مسئوليه وملأوا وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة والمقروءة تصريحات بلا فائدة .
والطريف أن كهربا نفسه سيحصل على 1.2 مليون دولار من نادي "أفيس" البرتغالي، الذي كان محترفا فيه وأحد الأسباب الرئيسية في المشكلة، ليعوض ما تم دفعه من أموال للزمالك، طبقا لكلام أشرف عبد العزيز والذي أكد أن كهربا سدد الجزء الأكبر من قيمة الغرامة الموقعة عليه وهي حوالي 70 مليون جنيه، وبقي 6 ملايين من الجنيهات سيقوم بتسديدهم خلال سنة !!
محامي كهربا كشف النقاب عن أن هذا الملف كانت بدايته منذ 5 سنوات، واللاعب سدد الغرامة عندما بدأ في اللعب، وأصبح هداف في دوري أبطال إفريقيا وصاحب أفضل هدف في البطولة المومس الماضي .
السؤال.. طالما أن الزمالك وافق على قبول تقسيط الغرامة بعد "ما اتزنق" وما تبقى منها مبلغا سيتم استلامه بعد عام من الآن، فلماذا لم يتم حسم هذا الملف منذ البداية تحت قيادة المجلس الحالي وبنفس الطريقة، مع المحافظة على مصداقية المجلس نفسه أمام الرأي العام بدلا من التهديد والوعيد وفي الآخر رضخ للأمر الواقع، ووضح للجميع أن الكلام في الهواء ؟!
**موقف غريب استفزني مؤخرا، وربما استفز الكثيرين غيري، ففي الوقت الذي أثنى فيه الجميع على عودة العلاقات الطيبة بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك بعد فترة جفاء استمرت عدة عقود، فوجئنا بأن نادي الزمالك قد أحال فاطمة محمد لاعبة فريق الكرة الطائرة تحت 15 سنة إلى التحقيق بعد تهنئتها النادي الأهلي في أعقاب فوزه على الزمالك والحصول على كأس السوبر للكرة الطائرة سيدات .
كيف نعيد العلاقات الطيبة على مستوى مجلسي إدارة الناديين، وفي الوقت نفسه نزرع التعصب ونزيد الاحتقان بمعاقبة لاعبة لمجرد أنها قامت بتهنئة النادي المنافس في لقطة تنم عن الروح الرياضية ؟!
هل هذه هي ما تحثنا عليه الرياضة..؟ وهل نستطيع أن نبني على شيء ، ثم نفاجئ بمن يزيد الاحتقان بهذه الطريقة الغريبة، عامدا متعمدا، رغم أننا في أحوج ما نكون إلى الهدوء وعودة التسامح بين جميع الرياضيين.